إفشاء السلام من شعائر الإســــلام

إفشاء السلام من شعائر الإســــلام


فقد نبه الله تعالى عباده بقوله (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها)، كما حث عليه خير الأنام عليه الصلاة والسلام حين قال: (أفشوا السلام بينكم).

          ومن هنا نعلم أن "إفشاء السلام" بين الناس، خلق عظيم وأدب رفيع، يجعل صاحبه في مرتبة المتخلق بالأخلاق الحميدة، والأداب المجيدة، التي هي عنوان على التواصل بين الإنسان وأخيه الإنسان أينما كان، وكذلك –وهذا مهم- إشعار للآخر عن قصد أو غير قصد بالأمن والأمان، فلا عدوانية ولا كراهية، ولا أنانية ولا جبروتية، ولا تجاهل أو عدم اكتراث بمن تلاقي ولا على من تمر أو يعترضك في مسيرك وطريقك، سوى نظرة طائشة يمنة ويسرة، وهو سلوك أرعن لا يصدر إلا عن قلب غافل لاه، لا يُقيم لِلْقِيَم وزنا، وهنا يرشد سيد الخَلْق والخُلُق -صلى الله عليه وسلم- الناس جميعا ويقول: (ألق السلام على من عرفت ومن لم تعرف) وإذا شئت تضييق الحديث ليكون في دائرة جدا محدودة، فليكن عن "إفشاء السلام" بين المسلم والمسلم، وبين المسلمة والمسلمة، أو بين المسلم مع المسلمة، والعكس فإننا سنجد في هذا الشأن أحكاما شرعية مسطرة في كتب الفقه والعلم والأداب، وهذا أقرب كتاب جليل بين يديك وهو (رياض الصالحين للإمام النووي) فإنك واجد فيه هذا العنوان هكذا (كتاب السلام) "باب فضل السلام والأمر بإفشائه، باب كيفية السلام، باب آداب السلام، باب استحباب إعادة السلام على من تكرر لقاءه، باب استحباب السلام إذا دخل بيته، باب السلام على الصبيان، باب سلام الرجل على زوجته....إلخ"

          وإذا فتحنا أشهر كتاب فقهي معلوم في شمالي افريقية، وهو (الرسالة) للامام عبد الله بن أبي زيد القيرواني، فيعقد فيها فصلا عنوان (باب جمل من الفرائض والسنن الواجبة والرغائب)، ثم أخذ يتحدث في الموضوع باختصار، فقال: "ومن حق المؤمن على المؤمن أن يُسلم عليه إذا لقيه... ولا يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، والسلام يخرجه من الهجران، ولا ينبغي له أن يترك كلامه بعد السلام". أما إذا طرقنا كتب السنة المشرفة مثل (الكتب الستة) فكلها تفسح مجالا لمجموعة من الأحاديث النبوية –طويلة أو قصيرة- بما يشعر ما لهذا الخلق الكريم من رفعة ولصاحبه من سؤدد، وبالتالي نشعر نحن المسلمين والمسلمات بالفخر العميم، والإنشراح العميم في النفس والوجدان، وأن الاسلام دين هو من الأهمية بمكان منذ عصور قديمة متعاقبة، وأنه دين الإخاء والمحبة، والتضامن والتواصل.

          وبالتالي، فما معنى أن يتجاهل فريق من الناس(منا) –وخاصة فئة الشباب- هذه الشعيرة الأخلاقية الهامة من أجل التعايش في سلام ووئام، وإن كنت أظن سبب ذلك: الأنانية والكبر، وما يتبعهما من جهل مدقع بفضل إفشاء السلام وما يعقبه من حسنات جاريات، ولله الأمر من قبل ومن بعد.



 

صلاح العود

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.