هل يحل الاستنساخ مشكلة الندرة الغذائية ويوفر أعضاء بشرية وخلايا حينية؟

هل يحل الاستنساخ مشكلة الندرة الغذائية ويوفر أعضاء بشرية وخلايا حينية؟


يتميز العصر الحاضر بأنه عصر العجائب والغرائب وان ما كان قبل عقود من السنين من قبيل المستحيلات ومن مجرد الخيال السابح في الأحلام هو اليوم واقع ملموس في كثير من المجالات والميادين وما كان يقف أمامه الإنسان عاجزا خاضعا أصبح اليوم مسخرا ومستغلا أوسع استغلال من قبل الإنسان. ولا يختلف اثنان ان الذي يقف وراء هذا التحول والانقلاب الجذري إنما هو العلم. فمسيرة العلم في تقدمها لم تتوقف منذ ان انطلقت في فجر التاريخ ومنذ ان وجد الإنسان على وجه البسيطة. نعم لقد شهدت مدا وجزرا وازدهارا وانكماشا وتكاد كل الشعوب والأمم ساهمت في مسيرة تقدم العلوم وازدهارها. غير ان ما يلاحظ ومنذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين هو ان نسق تقدم العلوم والمعارف في مختلف الميادين شهد من حيث الكم والكيف قفزة كبيرة هي في ازدياد كل يوم وكل ساعة فالفارق في أي ميدان من ميادين العلم والمعرفة بين بداية عشرية من السنين ونهايتها هو أكثر من الفارق بين بداية ونهاية قرن من الزمان في ما مضى من العصور. ولقد جنت البشرية الخير العميم من جراء هذا التقدم في ميادين العلم والمعرفة فالإنسان اليوم ينعم ويستفيد الاستفادة القصوى مما سخر الله وبث في هذا الكون ومما أتاحه له. ولقد انعكس ذلك على كل شيء في حياة الإنسان بما فيها العبادات التي يتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى فكم كان يعاني الإنسان من المشاق والأتعاب في سبيل ان يصل إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج وهاهو اليوم يخرج من بيته و قد صلى الصبح ليؤدي صلاة الظهر في الحرم المكي أو الحرم المدني وقد كانت رحلة الذهاب إلى البقاع المقدسة تستغرق عاما كاملا كما تستغرق رحلة العودة عاما كاملا وبين العامين مشاق وأتعاب وأهوال ومخاطر . أليس العلم وما تحقق من تطور في ميادين المواصلات هو الذي وراء هذا التيسير؟ وقس على ميدان المواصلات كل الميادين الأخرى بدون استثناء فسترى العجب العجاب وسترى ما يكاد يذهب بالعقول والألباب ومع ذلك فإننا لا نملك إلا ان نصدق ما نرى ونلمس ونسمع إن تطور العلوم والمعارف في هذا العصر يزيدنا يقينا وتسليما بأهلية الإنسان ليكون خليفة الله في الأرض وصدق العظيم الذي يقول في كتابه العزيز (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة..) لقد اثبت الإنسان بما آتاه الله من ملكات وقدرات انه المؤهل أكثر من سواه لعمارة هذا الكون وإصلاحه وفي تعليم الله تبارك وتعالى لآدم الأسماء كلها ألف مغزى على ان العلم الذي أهل الإنسان لاكتسابه هو المفتاح لكل أبواب الصلاح والفلاح فلا عجب ولا غرابة ان يكون العلم الذي له كل هذه الأهمية وبه تحقق للإنسان كل ما أراد في هذه الحياة لا عجب أن يكون أول ما ينزل من القرآن الكريم على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهو في غار حراء هو قوله تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم). إن دين الإسلام الذي هو خاتم الأديان وآخرها لابد أن يكون موقفه من العلم تقدميا إلى أبعد الحدود لان إحدى ميزات الإسلام واحد أسباب بقائه ومواكبته للمستجدات هو انه لا يعارض طبائع الأمور والأشياء كما انه لا يواجه التيار الجارف الزاحف وإنما يجاريه ويجانبه ولا يصطدم به، ان الإسلام يعدل ما يحتاج إلى التعديل ويهذب ما يحتاج إلى التهذيب إلا انه لا يتجاهل الواقع فهو إذا فعل ذلك كتب على نفسه ان تتجاوزه الأحداث وهذا ما لا يريده الله منه باعتباره الدين الذي اختاره لعباده أجمعين (ان الدين عند الله الإسلام) ولا يعني هذا البتة الإحاطة بالصغيرة والكبيرة من الأمور في كل العلوم مثلما يذهب إلى ذلك البعض ويستدلون بقوله جل من قائل (ما فرطنا في الكتاب من شيء).إن ميزة الإسلام في جوهره ومقاصده وخطوطه العامة هو في تحديد المفاهيم وضبط الحدود حتى لا تلتبس على الناس الأمور. الدين والعلم يتكاملان: فمجال الدين هو غير مجال العلم، إنهما يتكاملان ولا يتعارضان ولا يتناقضان إلا عندما يقحم احدهما في المجال الآخر تمحلا وسرعان ما تبدو للعيان الآثار السلبية لذلك على الدين وعلى العلم معا.أما عندما يفهم الدين فهما عميقا بعيد المدى يضع في الاعتبار المقاصد والغايات فان كل ما تحقق في ميادين العلم من قفزات لا ضير فيه ولا ضرر منه على الدين ذلك ان كلّ ما يسعد الإنسان وتتحقق له به المصالح العاجلة والآجلة والفردية والجماعية والبدنية والنفسية يصبح من مقاصد الشرع الحنيف وما أروعها على كثرة ترددها على الألسنة تلك القاعدة الذهبية الملخصة لموقف الإسلام مما يستجد في حياة الناس وما أصدقها وما أبلغها (حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله). والقاعدة في الإسلام هي الإباحة وليس التحريم والذي يحرم هو الذي ينبغي عليه ان يقدم البرهان والدليل من النقل والعقل، والدين ونقصد بذلك الإسلام الأصل فيه التيسير ونفي الحرج (ما جعل عليكم في الدين من حرج) (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).بهذه الرؤية المتبصرة المستنيرة والمتحررة يصبح لا خوف على الإسلام من التقدم العلمي في كل مجالاته وميادينه شريطة ان تكون مسيرة العلم وهي تتقدم وترتاد المجهول وتقتحمه لا هدف لها ولا غاية إلا إسعاد الإنسان وجعله يستفيد أكثر ما يمكن مما وهبه الله وسخره له في هذا الكون عند ذلك يكون العلم محرابا لعبادة الله وصدق الله العظيم الذي يقول (سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق). إن الخطر على الدين وعلى القيم والمثل والأخلاق لا يكون من العلم ومن جرائه إلا إذا وقع الانحراف بالعلم والمعرفة عن طريقهما القويم وصراطهما المستقيم الذي هو إسعاد الإنسان وتحقيق مصالحه والحفاظ على توازنه بحيث لا يطغيه علمه فيرديه ولا يكون وسيلة بين يديه يظلم بها عباد الله ويتهددهم ويرهبهم ويلحق بهم الأضرار المادية والمعنوية فيعرض حياتهم إلى المخاطر والمهالك ولكي نجنب العلوم والمعارف هذه المخاطر لابد أن يكون اكتسابنا لها وتبحرنا فيها لغاية شريفة وهدف نبيل لا نحيد عنهما قيد أنملة.ومن الميادين والمجالات التي اقتحمها العلم -وذلك من حقه ومن طبيعة مساره- ما يتعلق بذات الإنسان في نشأته ونموه وتطوره فلا يزال أهل الذكر من العلماء يتوغلون في بحوثهم وتجاربهم المخبرية وقد أثار هذا التماس أهل الدين من مختصين ومتعلقين ممارسين وتسبب في الإزعاج بالنسبة للبعض وفي كل مرة يدعى وبإلحاح أهل الذكر من علماء الدين للإدلاء برأي الدين فيما اقتحمه العلم والطب من مجالات وميادين ظلت بمنأى عنهما لقرون طويلة فبعد أطفال الأنابيب وزراعة الأعضاء جاء دور الاستنساخ وما يدرك ما الذي سيأتي بعد الاستنساخ. وعندما ولدت قبل سنوات قليلة النعجة “دولي” قال البعض إن شمس الدين قد غربت وان عهد المحظورات قد ولى وان الإنسان هاهو ذا قد وصل إلى مضاهاة خلق الله ومشاركته فيما ظل من خصائصه جل وعلا ولم تلبث أن هدأت هجمة الاستنساخ حيث تصدى لها الجميع ساسة ورجال دين ورأيا عاما بمختلف مكوناته وانكب علماء الدين ومجامع الفقه ودور الإفتاء ولجان الأخلاقيات في العالم الإسلامي والعوالم الأخرى على الموضوع لأن التحدي عام وشامل لكل الديانات ولكل المثل والقيم وحاول الجميع ان يبينوا للمؤمنين بالخصوص الجائز والممنوع من الاستنساخ وأجمعت تقريبا كلمة علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم وبلدانهم على ان الاستنساخ في مجال النبات والحيوان من اجل تحسين النوعية والارتقاء بجودتها والزيادة من كميتها لا إشكال فيه وان المصلحة واضحة جلية فيه وانه لا يخالف أي مقصد من مقاصد الدين البعيدة والقريبة وهو بما يحققه من مصالح يرتقي من درجة المباح إلى درجة المندوب أو حتى الواجب باعتباره ضربا من ضروب الأخذ بالأسباب من اجل الارتفاع بمستوى عيش الإنسان وتجنيبه المهالك والمخاطر وقد أصبحت بادية للعيان متمثلة في هذه الندوة وتلك المجاعات وهذا الانفجار الديمغرافي والتلوث البيئي وهي كلها مخاطر ينبغي الاحتياط لها والعمل على تجنب الوقوع فريسة لها. ومما يسر قبول الحكم بجواز الاستنساخ في مجال النبات والحيوان أنها اليوم واقع ملموس ومعيش ليس في البلدان المتقدمة ذات الإمكانيات المادية الكبرى بل في الكثير من البلدان السائرة في طريق النمو. وزاد علماء الدين والنشيطون في هيآت الأخلاقيات العلمية والطبية خطوة أخرى إلى الأمام فقالوا لا بأس أيضا بالاستنساخ في ميادين الخلايا حيث ان استزراعها واستنساخها من شأنه ان يمكن العديد من المصابين بأمراض مزمنة وعاهات من التخلص منها باستئصال الخلايا المصابة والمعطلة عن أداء أدوارها وتعويضها بأخرى سليمة يتم استنساخها من خلايا تؤخذ من نفس الجسم أو من جسم آخر فيتغلب على ما ظل إلى الآن مشكلا عويصا ويتمثل في رفض الجسم الإنساني لكل ما هو غريب عنه وليس منه فلعل الاستنساخ في مجالات الخلايا والجينات إذا تقدم البحث فيه وتطور ووقع التمكن منه تمكنا تاما وكافيا يقضي على أمراض مثل القصور الكلوي ويسهل عملية زرع أعضاء سليمة في أماكن تلك التي تعطلت ولم نجد لها بديلا في بعض الحالات التي لا تزال قليلة والتي تتمثل في التبرع بأعضاء وزراعتها لدى من هم في حاجة ماسة إليها وحتى هذه القضية قضية التبرع بالأعضاء وزرعها لا تزال تثير العديد من الاعتراضات والتوقف والتردد وذلك رغم ما أصدره العديد من العلماء والفقهاء والمجالس العلمية والمجامع الفقهية من فتاوى وقرارات جريئة ولكنها محققة وموثقة تبيح التبرع بالأعضاء وزرعها حيث ذهب البعض من الفقهاء المستنيرين إلى اعتبارها ضربا من ضروب الصدقة الجارية التي تدخل تحت قوله جل من قائل (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا). ولاشك ان أعضاء آيلة إلى الدود والتراب بعد وفاة صاحبها وخروج الروح من الجسد الحي الذي يعاني ويلات المرض وآلامه المبرحة أولى بهذه الأعضاء من الدود والتراب الذي ستؤول إليه ولاشك ان الاستفادة من تلك الأعضاء من الأموات للأحياء المحتاجين لا يتم أخذها إلا بموافقة صاحبها في قائم حياته وبعد التحقق من موت المعني بالأمر وقد اعتبرت المجامع الفقهية والعلمية ودور الإفتاء ان الموت المعتبر هو الموت الدماغي. إن علماء المسلمين وهذا من الوفاء لجوهر الإسلام وروحه ومقاصده لن يتأخروا وذلك واجبهم عن تقديم كل ما من شانه ان يحقق للإنسان مصلحة والحفاظ على الأبدان إحدى الكليات التي انبنى عليها التشريع الإسلامي. وسيمضي علماء الإسلام المحققون في هذا السبيل غير عابئين ولا مكترثين بأولئك الذين لا تجري على ألسنتهم إلا كلمة حرام! حرام!. وعلماء الإسلام المحققون وهم يمضون في هذا المنهج القويم والطريق المستقيم يعتمدون أو لا بعد الله على نواياهم الطيبة ومقاصدهم النبيلة كما يعتمدون على التحقيق والتدقيق والتفكر والتدبر مستعينين للوصول إلى الرأي الذي سيختارونه ويصدعون به بالتصور الكامل والدقيق لما يدعون للإدلاء بآرائهم فيه وسائلين أهل الذكر والاختصاص من علماء وأطباء وغيرهم الذين عليهم واجب التبسيط والتوضيح إذ الحكم على الشيء فرع من تصوره. مخاطر الاستنساخ البشري وعواقبه الوخيمة وان ميلاد “حواء” الطفلة المستنسخة بالولايات المتحدة والتي تقف وراءها طائفة دينية تبنت منذ سنوات الدعوة إلى الاستنساخ البشري رغم معارضة كل الدول وكل الهيآت وكل قادة الديانات ان ميلاد “حواء” إذا صح انه وقع فعلا لأن عدد كبير من أهل الذكر من الأطباء وعلماء الأحياء من مختلف البلدان استبعدوا وقوع ذلك نظرا لما يحتاج إليه الاستنساخ في المجال البشري من إمكانيات مادية ومخبرية كبرى ونظرا لان نسبة النجاح في استنساخ بشر هي نسبة ضعيفة جدا فالنجاح في استنساخ النعجة “دولي” احتاج إلى أكثر من ثلاثمائة تجربة ثم ان هذا الاستنساخ في المجال البشري إذا ما تم فلن يكون في مأمن من مجموعة كبيرة جدا من المخاطر بدت أعراضها جلية ملموسة على النعجة “دولي” وغيرها من الحيوانات التي استنسخت حيث بدت عليها علامات الشيخوخة المبكرة وبالإضافة إلى ظهور أورام وعلل لعل من أسبابها إنها خلق غير طبيعي. ثم ان الذين يحلمون باستنساخ عباقرة وعظماء بالعدد الذي يريدون يخطئون وهذا ما يعلنه المختصون عندما يتصورون ان العبقرية والعظمة تتحققان بمجرد الشبه وان المؤثرات الخارجية من بيئة ومحيط وتربية لا دخل لها!! ويخطئ مرة أخرى من يقدمون على الاستنساخ البشري عندما يتصورون أنهم بهذه المضاهاة في الخلق سيتوصلون إلى إنجاب الإنسان السوي المكمل لزوجه ذكرا أو أنثى. والمقدمون على الاستنساخ البشري يفتحون الباب أمام أولئك الذين اختاروا لأنفسهم مسلك الشذوذ فبالاستنساخ البشري إذا تم سيمكن هؤلاء الشواذ من الذكور والنساء من الوصول إلى بغيتهم في الإنجاب بدون اللجوء إلى الزواج الذي هو السبيل الطبيعي والسليم والمرضي لله تبارك والمحقق لكرامة الإنسان.ولابد من الإشارة في هذا السياق إلى ان الاستنساخ هو غير ما اصطلح عليه بطفل الأنبوب الذي حقق فيه القول ومحص فيه الرأي العلماء والمجامع الفقهية فأباحوا الحالة التي تتمثل في تلقي ماء الزوج والزوجة في محضنة إلى أن يقع تجاوز المراحل الصعبة ثم يتم زرع الجنين في رحم الزوجة لينمو وينزل إلى هذا العالم بشرا سويا فهذه الحالة جائزة وقد عدت هذه الحالة من قبيل العلاج وهي التي ينبغي أن تتم في شفافية وانضباط تامين حفاظا على الأنساب ووقوفا في وجه أدنى تسيب وتفلت. فالاستنساخ البشري والمتمثل في ولادة الطفلة الأمريكية “حواء” ان صح وقوعه يمثل تحدّ للقيم الدينية والأخلاقية كما يقوض الروابط الأسرية والعلاقة الزوجية التي تعتبرها كل الأديان والقيم الأخلاقية الأصل الشرعي في الخلق فوجود الذكر والأنثى المرتبطين بعلاقة زوجية شرعية هو الطريق الشرعي للإنجاب وسواه من الطرق والسبل عبث وركوب للمخاطر وسعي إلى المهالك ولا يمكن ان تقر عليه الأديان ولا القوانين، وليست الإنسانية اليوم في حاجة إلى ان يفتح عليها هذا الباب من أبواب البلاء الذي لا يدرك احد ما ستترتب عليه من ويلات لن يكون في مأمن منها احد من الناس. نعم للعلم والتبحر فيه والتمكن منه والمضي بخطى ثابتة في سبيل ازدهاره ولكن لا للعبث بإنسانية الإنسان وكرامة الإنسان.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.