مواقف خالدة لعمر الفاروق

مواقف خالدة لعمر الفاروق


عمر الفاروق ثالث ثلاثة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق وهو لئن تأخر إسلامه عن أبي بكر ولكنه كان من المهاجرين الأولين ومن المسلمين الصادقين وقف بجانب أبي بكر عندما ارتد من ارتد ثم أتته الخلافة فسار بالأمة سيرة ترضي الله ورسوله. لنعد إلى حادثة إسلامه ولنستمع إليه يرويها.. قال عمر بن الخطاب: كان أول إسلامي أن ضرب أختي المخاض فخرجت من البيت فدخلت في أستار الكعبة في ليلة قارة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل الحجر وعليه نعلاه فصلى ما شاء الله ثم انصرف، قال فسمعت شيئا لم اسمع مثله قال فخرجت فاتبعته فقال من هذا؟ قلت عمر قال: “يا عمر ما تتركني ليلا ونهارا فخشيت أن يدعو علي فقلت: اشهد أن لا اله إلا الله واشهد انك رسول الله قال فقال: يا عمر استره” قال فقلت: والذي بعثك بالحق لأعلننه كما أعلنت الشرك. قال ابن عباس سألت عمر رضي الله عنه لأي شيء سميت الفاروق، قال اسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري للإسلام فقلت لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت أختي: في دار الأرقم ابن أبي الأرقم عند الصفا فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت فضربت الباب فاستجمع القوم فقال لهم حمزة: مالكم؟ قالوا عمر قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ بمجامع ثيابه ثم نثره فما تمالك أن وقع على ركبته فقال: ما أنت بمنته يا عمر؟ قال: فقلت اشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله قال: فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد، قال: فقلت: يا رسول الله السنا على الحق إن متنا وان حيينا؟ قال: بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وان حييتم، قال: فقلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجون فأخرجنا في صفين حمزة في احدهما وأنا في الآخر له يد كديد الطحين حتى دخلنا المسجد قال: فنظرت إلى قريش والى حمزة فأصابتها كآبة لم يصبها مثلها فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق، وفرق الله به بين الحق والباطل". هذه قصة إسلام عمر بن الخطاب، فهو رجل له شأن في الجاهلية وبعد الإسلام، كان سفير قريش الناجح وحكيمها المجرب وبطلها الصنديد كان معروفا بمكارم الأخلاق وسليم الخصال ولو كان ذلك في بعض الأحيان مشوبا بجاهلية وحمية وعصبية وقوة في غير لين. وكان الإسلام في حاجة إلى أمثال عمر يدعموه ويوطدوا أركانه ويعلون شانه. لذلك كان يوم إسلامه فاروقا وفارقا بين عهدين عهد الاستضعاف والكتمان والضعف، وعهد العزة والقوة وإعلان الدعوة. كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه بأن يعزز الإسلام بأحد العمرين: عمر بن الخطاب وعمرو ابن هشام، فاسلم عمر بن الخطاب. بعد إسلامه ولصدق إسلامه وقوة إيمانه نزل الوحي السماوي من عند الله سبحانه وتعالى مصدقا لآرائه وموافقا لاختياراته ولا عجب في الأمر فقد كان عمر سليم السريرة صادق اللهجة متصل الحبل بربه شديد الخوف منه والرجاء فيه. أحب الله فاتقاه وأحب رسوله الكريم فصدق في موالاته وإتباعه ولا عجب أن يكون هواه تبعا لما جاء به الوحي وما نطق الرسول صلى الله عليه وسلم، بل في بعض الأحيان مثلما وقع بالنسبة لأسرى غزوة بدر كان رأي عمر هو الصائب وهو الذي اقره الله سبحانه وتعالى. فعن علي بن أبي طالب-كرم الله وجهه- قال: ما كنا ننكر ونحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه. وعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله تعالى عز وجل جعل الحق على لسان عمر وقلبه”. وعن ابن عمر-رضي الله عنهما- قال عمر: وافقت ربي عز وجل في ثلاث: في مقام إبراهيم وفي الحجاب، وفي أساري بدر. قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- قال: لما كان يوم بدر فهزم الله المشركين فقتل منهم سبعين، استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعليا-رضوان الله عليهم- فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما ترى ابن الخطاب؟ قال: فقلت: أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر، فاضرب عنقه وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان فيضرب عنقه حتى يعلم الله عز وجل انه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فلم يهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت فاخذ منهم الفداء. قال عمر: فلما كان من الغد غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر وإذا هما يبكيان قلت ما يبكيكما فان وجدت بكاءً بكيت وان لم أجد بكاءً تباكيت لبكائكم قال النبي صلى الله عليه وسلم:”الذي عرض على أصحابك من الفداء لقد عرض عليكم عذابكم أدنى من هذه الشجرة“. فانزل الله تعالى:”ما كان لنبي أن يكو له أسرى حتى يثخن في الأرض". لا عجب أن يقول الرسول صلى “لو لم ابعث فيكم لبعث عمر” وعمر مع الحق يميل حيث مال. استحق أن يبشره الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة. وما ذلك إلا لسيرته التي كانت مضرب الأمثال في الاقتصاص من النفس والمحاسبة لها شديد المحاسبة يؤثر عنه انه قال: شيآن إذا ذكرتهما ضحكت لأحدهما وبكيت للآخر... أما الذي يضحكني فهو أن أمي كانت تصنع لي إلها من الحلوى فكنت إذا جعت أكلته، أما التي تبكيني فهي وأدي لابنتي لم تأخذني بها الرحمة نفضت عن لحيتي ترابا وقع عليها ومع ذلك فلم أشفق عليها ووأدتها. * تولى شؤون المسلمين بعد أبي بكر فتحمل العبء أحسن تحمل ووقف في الناس يخطب “إني قد وليت عليكم ولست بخيركم فان رأيتموني على حق فأعينوني وان رأيتموني على باطل فقوموني” قام له أعرابي وقال: لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا فقال عمر: الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوِّم اعوجاج خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. * اخذ نفسه بالشدة عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والأحمق مكن اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني”. * لم تغادر الدموع محياه حتى أصبح واديان أسودان من كثرة البكاء من خشية الله ومن خوف حسابه. * كم انحنى من مرة على عود أو تبنة وقال: “ليت عمر كان تبنة ليت عمر لم تلده أمه”. * لطالما خرج من بيته مستوحشا من الدنيا مقبلا على الآخرة محتضنا احد القبور في البقيع. * ولكم خرج في ظلام الليل الدامس فيتحسس الأصوات عله يجد مريضا أو جائعا أو محتاجا فيواسيه، لكم دخل على العجائز والأرامل وحمل على ظهره الدقيق وغربله وعجنه وطهاه ثم طلب العفو من ربه على تقصيره وعدم قيامه بشؤون أمته!! * وإذا استعمل معينا بالغ في إكرامه حتى انك لا تستطيع أن تفرق بين الخادم والمخدوم يتداول معه الركوب ويتعاون معه ويناوله الطعام. * تجاوز عفوه المسلمين إلى الأقباط وأهل الذمة وموقفه من القبطي الذي طلب النصرة لا يمكن أن ننسى “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”. ومع الذمي السائل “أخذنا منك الجزية صغيرا وتركناك كبيرا وأمر له من بيت مال المسلمين له براتب”. * خرج إلى بيت المقدس وكاد أن يصلي في الكنيسة لولا أن خشي أن تتخذ ذريعة لإفتكاك كنائس النصارى. * ويوم أن استوقفته عجوز قال: “اخطأ عمر وأصابت عجوز كل الناس اعلم منك يا عمر”. * تفقد أحوال اليتامى والصغار وأمر لهم براتب من بيت مال المسلمين لكل مولود جديد. تفقد أحوال النساء والذين يغيب عنهن أزواجهن واستشار كبارهن ثم أمر قادة الجيش بتسريح الجيش بعد أربعة اشهر. * سوى بين الأمير والمأمور وبدأ بنفسه، وحادثه الأعرابي الذي امتنع عن الطاعة والسمع إلى أن يقنع.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.