مناقشة فكرية للمستشرق الانجليزي برنارد لويس Bernard Lewis

مناقشة فكرية للمستشرق الانجليزي برنارد لويس Bernard Lewis


برنارد لويس) Bernard Lewis (1) مستشرق معروف بكتاباته المثيرة عن الإسلام والمسلمين والتي يكسوها بكساء الموضوعية والتجرد ولكنها لا تخلو من غمز وهمز وإثارة، فقد اصدر في السنوات الأخيرة عديد الكتب. وفي مقابلة لمجلة نوفال ابسرفاتور الفرنسية مع برنارد لويس أجراها كل من جيل انكتيل وحميد برادة لم يخفيا فيها تحاملهما على المسلمين المتمثل في مثل هذا السؤال (عندنا انطباع بأنكم تتعرضون إلى مواضيع تمس الحساسيات الإسلامية. إن أبحاثكم تتعرض إلى الرق والعنصرية والعلاقة بين العرب واليهود... إنكم “تحكون” دائما حيث الإحساس بالألم والوجع؟) ولست ادري ما هي النقاط التي يراها هذان الصحافيان سوداء في تاريخ الإسلام والمسلمين أم انه التحامل والأفكار المسبقة يحملانها عن الإسلام والمسلمين فتحجب عنهما الحقائق وتجعلهما ينكران الشمس في رابعة النهار. فالرق الذي إليه يشيران وجده الإسلام قانونا تتعامل به كل المجتمعات البشرية فحدد الإسلام موارده وجعل عتق الرقاب وتحريرها كفارات لليمين وللفطر المتعمد وللقتل الخطأ، وشرع لكل مملوك حق المكاتبة وليس لمالك العبد حق الممانعة في سعي المكاتب لتحرير نفسه مقابل مقدار من المال يدفعه، كما أعطى الإسلام للأرقاء والأسرى من غير المسلمين فرصة تحرير أنفسهم بتعليم مسلم أو أكثر القراءة والكتابة. وإذا ما بقي مملوك في يد مالك فإن الإسلام يمنع المالك من أن يسئ معاملته ويحرم عليه أن يقول له عبدي إذ الكل عباد الله ويأمره بأن يطعمه ويلبسه ويسكنه من حيث يأكل ويلبس ويسكن. إن الإسلام في ذلك قد خطا خطوات عملاقة في سبيل تحرير البشر ويكفي أن نتذكر موقف عمر بن الخطاب مع عمرو ابن العاص واليه على مصر وابنه الذي ظلم القبطي حيث أعطى عمر الدرة للقبطي وقال له: اضرب ابن الأكرمين وصرخ في وجه عمرو بن العاص بكلمته المدوية (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا). إن الإسلام قد سوى بين جميع الناس لا فرق بين فقيرهم وغنيهم وأبيضهم وأسودهم (إن أكرمكم عند الله اتقاكم) فعمر يقول عن بلال (بلال سيدنا واعتقه سيدنا) يعني أبا بكر. ورسول الله صلى الله عليه وسلم نهر أحد أصحابه لما سمعه يعير شخصا بسواد لونه ويناديه: بابن السوداء. قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : (أنت امرء فيك نعرة جاهلية). وعن نظرة الإسلام إلى الأعراق والأجناس فانه دين البشرية جمعاء ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أرسله الله رحمة للعالمين لم يخص به جنسا دون جنس (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وهذا التمييز والاختلاف هو من إرادة الله ومشيئته (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وهكذا دخل في الإسلام كل الأجناس والألوان ليكونوا جميعا أمة الإسلام (وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدوني) وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة عندما قرب سلمان الفارسي وقال (سلمان منّا آل البيت) وابعد أبا جهل الذي كفر بالله ورسوله فلم تنفعه قرابته لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فالتلويح بان الإسلام لم يقف موقفا واضحا من الرق!! مغالطة ومطالبة المسلمين في ذلك الزمن المتقدم بأن يلغوا نظاما متعاملا به من طرف كل الأمم فيمنعه المسلمون بجرة قلم على أنفسهم ويبقى سلاحا عند غيرهم في ذلك حيف كبير. وهل يمكن أن يتأخر المسلمون عن تحريم ومنع أي مظهر يتنافى مع التكريم للإنسان إذا أجمعت المجتمعات البشرية والمنظمات الإنسانية العالمية على ذلك. إن المسلمين هم أول من يستجيب لذلك ويرحب به ويطبقه قولا وفعلا. إن تاريخ المسلمين بشهادة المنصفين من المؤرخين الغربيين هو عبارة عن صفحات بيضاء مشرقة ليس فيها ما يخجل، إن المسلمين لم يريقوا الدماء، ولم يقتلوا الأبرياء، ولم ينتهكوا الأعراض، ولم يقتلوا الأطفال والشيوخ والنساء، ولم يحرقوا الأشجار، ولم يهدموا العمران، ولم ينشروا بين الناس الخوف والرعب. إن المسلمين عبر تاريخهم الطويل أمنوا الروْعات وطيبوا الخواطر وادخلوا السكينة على القلوب. وهكذا نجدهم قد صانوا وحموا الكنائس والبيع واجروا على القائمين عليها الرواتب من أموال المسلمين فهل توجد صفحات أشرق وانصع من صفحات المسلمين؟ فليسأل هذان الصحفيان: الأندلس في ظل الإسلام والأندلس في ظل الأسبان، وليسأل هذان الصحافيان ارض فلسطين تحت حكم الصليبيين وتحت حكم المسلمين واليوم وهي بين أيدي اليهود الصهيونيين. يقول برنارد لويس Bernard Lewis في معرض رده على سؤال الصحافيين (يكفي في أي بلد إسلامي بان تقول بان الرق قد وجد في الماضي لكي تعتبر عدوا للإسلام!!) إن المسلمين لا ينكرون أن الرق كان واقعا اجتماعيا في العالم بأسره طيلة القرون الماضية ولكن البلاد الإسلامية كانت أحسن بلاد الدنيا معاملة لما بقي فيها من الأرقاء. ثم يمضي الصحافيان في الإثارة فيوردان قول برنارد لويس Bernard Lewis بأن المسلمين لديهم حساسية من النقد الذاتي وذلك لكي يعمّق لهما وللقراء هذه الفكرة التي يريدان تسريبها وبثها، يجيب برنارد لويس Bernard Lewis بأن نقد الذات كان موجودا بين المسلمين وبدأ يظهر من جديد دون أن يفصل القول فيما يقصد بالنقد الذاتي ومن يقوم بذلك اليوم، انه لا يريد أن يجلب لهؤلاء أتعابا: وعلى كل فإن النقد الذاتي هو من صميم ثقافة المسلمين وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين للأمة من أكيس الناس وأعقلهم (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت) ويقول (رحم الله امرءا أهدى إلينا عيوبنا) وقد التزم المسلمون الأوائل هذا المنهج النقدي مع أنفسهم أمام الناس فهذا عمر بن الخطاب يقول عندما اخطأ ذات يوم (أخطأ عمر وأصابت امرأة) وهاهو ذات يوم ينقطع عن الخطبة ويقول للناس (أتعلمون من يخطبكم الآن انه عمير بن الخطاب (بالتصغير والتحقير) راعي الغنم الذي أعلى من شأنه الإسلام) ولما سئل عن سبب قوله لذلك الكلام قال: لقد حدثتني نفسي أنني أصبحت سيد العرب والعجم فأردت أن اعرفها قدرها. أما إذا كان برنارد لويس Bernard Lewis يقصد غير هذا المنهج النقدي البناء الذي ينبغي على المسلمين أن يسلكوه ويتبعوه فبودنا أن يشير إليه غير أننا نريد أن ننبهه أننا لا نعتبر تقدا ذاتيا ما يقوم به بعض تلاميذ المستشرقين من أبناء المسلمين ممن يتولون اليوم مواصلة الحرب على الإسلام: عقيدة وتاريخا وحضارة وذلك من أجل أن يجعلوه اسما بدون مضمون فتجدهم يتحاملون على الذات الإلهية وشخصية الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ويصفونه بما لا يليق بمقامه فيبثون الدسائس والأكاذيب في سبيل النيل منه عليه الصلاة والسلام ومن زوجاته وأصحابه ومن القرآن الكريم والسنة النبوية فيجعلون الأحاديث أخبارا مختلقة من طرف الرواة الكذابين!!. لعل من هؤلاء الذين يشيد بهم برنارد لويس Bernard Lewis الكاتب الهندي سلمان رشدي الذي ألف كتابا اتخذ له عنوانا: آيات شيطانية ملأه دسا وكذبا وافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم!! وفي رد برنارد لويس Bernard Lewis عما تلاقيه كتابات المستشرقين في البلاد الإسلامية قال (إن الجدل حول الاستشراق متأت في جزء كبير منه من عدم التقيد الكامل حيث يساء فهم حب الإطلاع الذي عند الناس لما عند غيرهم ورغبتهم الملحة في إتقان اللغات القديمة لحضارة أخرى ودراسة تاريخ الشعوب الأخرى والقارات الأخرى. ينبغي أن نقول انه في المجتمعات الأروبية أو المتأثرة بأروبا فقط يوجد هذا الحب للاطلاع!! وطبيعي أن من لا يتقاسم معهم هذا الحب للاطلاع يجد صعوبة كبيرة للفهم ويبحث عن أسباب لتفسير شيء لا يمكن تفسيره بغير التفسير الذي ذكرناه) !! إن برنارد لويس Bernard Lewis عندما يجعل من الأسباب الدافعة لظهور الاستشراق حب الاطلاع لما عند الغير والذي يجعله حكرا على الأروبيين أو من تأثر بهم يتناقض مع الواقع الذي عليه الاستشراق بمدارسه المختلفة. هل ينكر أن المدارس الاستشراقية كانت تابعة لوزارات الحرب وما وراء البحار. أو الكنيسة ودوائرها؟ أينكر التحامل من طرف العديد من هؤلاء المستشرقين على المسلمين والإثارة عليهم والتزييف للحقائق التاريخية والإحياء للنعرات والخلافات والحزازات؟ نحن لا ننكر على الأروبيين حقهم وحق غيرهم في التعرف على الإسلام والمسلمين وشعوبهم وحضارتهم، الذي نعيبه على المستشرقين تخليهم عن الموضوعية والتجرد عند معالجتهم للمسائل التي تتعلق بالإسلام والمسلمين. ومع ذلك فإننا لا ننكر أنه هنالك من بينهم من أوصلته روحه العلمية وصبره على البحث والتنقيب إلى إنصاف الإسلام والمسلمين وحضارتهم وما اقل هؤلاء بين حجافل المشتغلين منذ عشرات السنين من المستشرقين بتاريخ وحضارة المسلمين. ويواصل الصحافيان الإثارة فيستدلان بحديث (شر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكل ضلال في النار) ألا يظهر لنا عندما نقرأ هذا الحديث ان الإسلام منذ عهوده الأولى يقف في وجه البحث وإعادة التفسير والتجديد؟!! يجيب برنارد لويس Bernard Lewis بأن من البدع ما هو حسن وان الحكم على الجديد إنما يكون بمدى صلاحية هذا الجديد. ولكي نوضح خطأ هذا الفهم الذي ذهب إليه الصحافيان نقول أن الإسلام لا يمكن ان يقف حجر عثرة في وجه التجديد وان البدعة المنكرة المرفوضة هي الزيادة في الدين ما ليس منه. أما التجديد في أساليب حياة المسلمين المادية فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم (انتم اعلم بأمور دنياكم) فما هو دنيا ينبغي أن يجدد فيه المسلمون أساليبهم وطرقهم ووسائلهم لتتحقق عزتهم وقوتهم وخيريتهم الفعلية. الإسلام هو دين الاجتهاد الصحيح والتجديد المفيد وحيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله والإسلام صالح لكل زمان ومكان ولن يكون كذلك إلا إذا سمح لأتباعه بالاجتهاد والتطوير. تلك في عجالة بعض الأفكار الواردة في المقابلة العاصفة والتي أرادها هذان الصحافيان أن تكون كذلك مع المستشرق برنارد لويس Bernard Lewis أوردنا أهم ما فيها من أفكار وأراء وحاولنا ان نرد على بعضها منبهين ان الصحف والمجلات الغربية ودور النشر الأروبية والأمريكية لا تنفك كل يوم وليلة تهجم على الإسلام والمسلمين في غيبوبة كاملة من الأجهزة المختصة في العالم الإسلامي التي لا تزال ترى في عمل المتابعة لمثل هذه الحملات المدروسة والمتواصلة على الإسلام أمرا ثانويا كتاب “الإسلام في أزمة” Crise de L’Islam !! وجدير بالتنويه أن برنارد لويس ممن كتبوا عديد الدراسات التي تناولت بالبحث القضايا التي تهم الإسلام والمسلمين، نذكر من الكتب التي ألفها: الجنس واللون في بلاد الإسلام صدر سنة 1982 وأعيد نشره مراجعا وبإضافات سنة 1993. الإرهاب والسياسة في إسلام القرون الوسطى سنة 1984، كيف اكتشف الإسلام أوروبا؟ سنة 1984 و1991، عودة الإسلام 1995، اليهود في ارض الإسلام 1986 و1989، الساميون واللاساميون 1987 و1991، اللغة السياسية في الإسلام 1988، الإسلام واللائكية ونشأة تركيا المعاصرة 1988، أسطنبول والحضارة العثمانية 1990 و1991، أوروبا والإسلام الفعل ورد الفعل 1992، العرب في التاريخ 1993، 1996، نشأة الشرق الأوسط المعاصر 1995، تاريخ الشرق الأوسط: ألفي عام من ميلاد المسيحية إلى اليوم 1997، ما الذي جرى؟ الإسلام، الغرب والمعاصرة 2002. ومن آخر الكتب التي صدرت لبرنارد لويس كتاب يحمل عنوان: “الإسلام في أزمة” نشرته دار قاليمار في سلسة حوارات. ومؤلفات برنارد لويس بمجرد صدورها باللغة الانقليزية تتم ترجمتها إلى مختلف اللغات وبالخصوص اللغات الحية التي يحرص أهلها بمختلف مواقعهم الجامعية والثقافية والسياسية على المواكبة لكل جديد نظرا لما يحظى به برنارد لويس من اهتمام ولما يصدر عنه من أفكار وآراء وعن أمثاله من كبار المستشرقين المهتمين بعالم الإسلام الرحب. وكتاب : الإسلام في أزمة مثير في عنوانه ثري في مضمونه على الأقل بالنسبة لمن يوجه إليهم برنارد لويس كتاباته وهم جمهور عريض في الغرب من المهتمين بالإسلام والمسلمين. هذا الاهتمام الذي يتنامى كل يوم حيث اكتسح كل شرائح المجتمع الغربي من الساسة والقادة ورجال الثقافة والفكر والإعلام وكذلك رجال الاقتصاد والاستثمار وكلهم أصبح يشدهم ما يجرى في ديار الإسلام وما يلصق بالإسلام ويلبس به من أحداث وتصرفات لم تعد ساحتها بلاد الإسلام فقط بل تجاوزتها إلى كل أرجاء الكرة الأرضية من الفلبين واندونيسيا شرقا إلى الأمريكتين غربا مرورا بآسيا الوسطى وأوروبا وأفريقيا. وبرنارد لويس ممن وقع الالتفات إليهم والاستنجاد بهم لمعرفة حقيقة ما يجري في عالم الإسلام. وتنامت هذه الحاجة إلى أمثال برنارد لويس في السنوات الأخيرة حيث تمت دعوتهم لتنشيط حلقات حوار وتكوين بعضها موجه لمختصين من ساسة ودبلوماسيين وأجهزة مخابرات والبعض الآخر موجه إلى الرأي العام سواء كان ذلك في ندوات ومؤتمرات وملتقيات عقدت لهذا الغرض (التعرف على ما يجري في عالم الإسلام) أو من خلال حصص تلفزية وإذاعية ومقابلات صحفية لا تكاد تخلو منها مجلة أو صحيفة أوروبية وأمريكية بكل اللغات (انقليزية – فرنسية – ألمانية – ايطالية – اسبانية – روسية وغيرها). ولم تخل هذه المادة حول الإسلام من سطحية وسوء نية ومغالطة وتحامل وإثارة. ومثل هذه الآراء فضلا عن اتسامها بالإطلاق والتعميم فهي أيضا مجانبة للصواب. وما ينبغي أن يسجل لعديد الدارسين الغربيين للإسلام وحضارته وتاريخ شعوبه هو طول النفس والصبر على البحث الذي توفرت له في الغرب الوسائل المادية والبشرية الكبيرة كما توفرت له منهجية تنم عن عقلية منظمة قادرة على التحليل والتعليل والتوليد والاستنتاج والاستفادة القصوى من المعلومة مهما كانت بسيطة. وما لا يمكن أن يتجاهله أي مطلع على ما يصدر عن برنارد لويس وأمثاله من أعمال هو المتابعة للصغيرة والكبيرة من أحداث التاريخ الإسلامي وضمها إلى بعضها في قراءات واستنتاجات ليس من حقنا أن نرفضها بل إننا في الكثير من الأحيان لا نملك إلا أن نسلم بها فضلا عن اضطرارنا للاعتماد على أعمال هؤلاء الباحثين والدارسين كلما أراد الواحد منا أن ينجز عملا علميا يتعلق بجانب من جوانب الحضارة والتاريخ والثقافة الإسلامية. ومع ذلك فإن مثل هذا الكتاب الجديد لبرنارد لويس والذي يحمل عنوان: الإسلام في أزمة يحتاج إلى متابعة ومراجعة وتنبيه إلى ما لا يمكن أن يسلم لكاتبه به من التعميم والفهم الخاطئ والتضخيم لبعض الأحداث والتصرفات التي تصدر من هنا أو هناك ولا يمكن بحال من الأحوال أن تعتمد في الحكم على الإسلام والمسلمين أو القول بأن الإسلام في أزمة فمثل هذا الرأي لا يسلم به مسلم بل لا يسلم به باحث يحترم نفسه ويفرق بموضوعية بين الإسلام الدين المنزل من الله: القرآن الكريم وسنة وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين تصرفات المسلمين: أفرادا وجماعات في الحاضر وفي الماضي القريب والبعيد. ولم يخل كتاب “الإسلام في أزمة” من خلط مقصود أو غير مقصود بين الإسلام والإرهاب وترويع الآمنين وبث الفتنة وسفك الدماء ويجد برنارد لويس في مصطلحات مثل “الجهاد” و“أهل الذمة” و“دار الإسلام” و“دار الحرب” وغير ذلك مما ورد في كتب الفقه والتفسير من آراء يجد فيها المبرر لمزيد التخويف من الإسلام والمسلمين، وأن ما يجد (في نظره) في ديار الإسلام وخارجها من أحداث (11 سبتمبر وغيرها) تجد جذورها ومبرراتها في أصول الإسلام ومعتقداته وثقافته وما أتاه قادة الإسلام من تصرفات!! ويورد برنارد لويس وأمثاله نماذج لها مجتثة من سياقها في قراءة انتقائية تغلب عليها الإثارة والتحريض وبث المزيد من الاختلاف تساوقا وتجاوبا مع دعاة: صراع الحضارات والثقافات والديانات والتي لها اليوم رموز نذكر منهم هنتقتون وفوكاياما وغيرهما. “الإسلام في أزمة” كتاب متوسط في حجمه (176 صفحة) ثري في مضمونه يبدو ذلك من خلال عناوين فصوله: ما هو الإسلام؟ دار الحرب، من الحروب الصليبية إلى الإمبراطوريات الاستعمارية، اكتشاف أمريكا، الشيطان والسوفيات، سياسة المكيالين، إخفاق المعاصرة، التحالف السعودي الوهابي وتنامي الإرهاب مع مقدمة وخاتمة ولا يكفي هذا العرض للعناوين عن العودة إلى كتاب الإسلام في أزمة. (1) تحت عنوان برنارد لويس Bernard Lewis عالم في الإسلام أجرت مجلة نوفال ابسرفاتور Nouvel observateur مقابلة صحفية مطولة مع هذا المستشرق اليهودي الانجليزي حول الإسلام والمسلمين بمبادرة من جيل انكتيل وحميد برادة.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.