من عبر ودروس غزوة بدر الكبرى

من عبر ودروس غزوة بدر الكبرى


يقول الله تبارك وتعالى: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلّكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدّكم ربّكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى أن تصبروا وتتّقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمدّدكم ربّكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) صدق الله العظيم الآيات سورة آل عمران. في السّابع عشر من شهر رمضان تحل بالمسلمين ذكرى غزوة بدر الكبرى الّتي وقعت في السنة الثانية للهجرة النبوية المباركة وهي أوّل معركة يخوضها المسلمون ضدّ الكفار ويتواجه فيها جيشان إذ قبل ذلك كان المسلمون في موقع المستضعفين المقهورين الذين تسلّط عليهم قريش أشدّ أنواع العذاب وتبذل قصارى جهدها للقضاء على نور الإسلام وتمنع انتشار هديه وبلوغ دعوته إلى جميع النّاس وتحمل المسلمون كل ذلك بصبر وجلد واعدوا العدة وبحثوا لأنفسهم ودعوتهم عن موقع جديد ينتقلون إليه فكانت المدينة صاحبة هذا الشّرف انتقل إليها المسلمون أفرادا وجماعات وحاولت أن تثنيهم قريش بكلّ الطّرق فما استطاعت ومنعت عنهم أرزاقهم وتسلّطت على أهلهم وعيالهم لعلّها بذلك تبلغ إلى غايتها منهم ولكن جهودها باءت بالفشل والتحق الرّسول صلى الله عليه وسلم. بمن سبقه من أصحابه إلى المدينة وازداد مع الأيّام انتشار دعوة الإسلام وذاعت في الآفاق بعد أن حاولت قريش خنقها وأصبح للمسلمين كيان ومجتمع ودولة وما كان ذلك ليرضي قريشا بل كانت تبحث عن التعلاّت الواهية لتصطدم بالمسلمين وتهجم عليهم في عقر دارهم وكان موقع المدينة على طريق الشّام وهو ممرّ قوافل قريش التّجارية من عوامل اشتداد تخوّف قريش من المسلمين أسباب المعركة. لقد وضعت قريش يدها على أموال المسلمين في مكّة ومنعتهم من ممتلكاتهم وأخرجتهم من ديارهم عزلا بأيد فارغة ظانة أنّ ذلك من شأنه أن يحدث فيهم أثرا ويضعف من معنوياتهم ويخضعهم لإرادتها غير واضعة في حسابها أنّ المجتمع الإسلامي الجديد الذي بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم مجتمع متراحم متعاون متكافل كالجسد الواحد يشعر بآلام بعضه البعض كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه البعض فلم تحدث في المدينة أزمة سكنية ولم تكن هنالك مشاكل نزوح بل تآخى المهاجرون والأنصار وتقاسموا الأموال والدّيار ومع ذلك فإنّ للمسلمين الحقّ في أن يستردّوا إن أمكنهم بعض أموالهم من المغتصبين المعتدين سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعير لقريش يقودها أبو سفيان وفيها أموال قريش وتجارتها فندب المسلمين ودعاهم للخروج إليها فاستجابوا لذلك خرج المسلمون بقيادة الرّسول في جيش يتألّف من ثلاثمائة وسبعة عشرة رجلا أغلبهم من الأنصار وفيهم المهاجرون وبعض الموالي على سبعين بعيرا وفرسين وكان أفراد الجيش وقواده يتعاقبون ركوب السّبعين بعيرا وكان رسول الله مع مرثد بن أبي مرثد وعلي بن أبي طالب يتعاقبون ركوب بعير وحاول الصّحابيان أن يؤثرا رسول الله فرفض بإصرار وقال لهما (ما انتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما) وضرب بذلك لأمّته مثلا في الصّبر والتحمّل والتّواضع. استعداد الطّرفين وسارت قافلة المسلمين نحو هدفها وغايتها واتّخذ قائد جيش المسلمين كلّ طرق الحرب من حذر وسرية وكتمان وأمر أصحابه بقطع الأجراس من أعناق الإبل واستعمل من يستطلع له أخبار أبي سفيان الذي كاد أن يقع في قبضة المسلمين وأرسل أبو سفيان إلى مكّة من يستنهضها ويدعوها إلى إنقاذ قافلتها من المسلمين ووصل الخبر إلى مكّة ونادى فيها مناد بصوت صارخ مستغيث (يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد لا أرى أن تدركوها الغوث الغوث) وكان انزعاج قريش لهذه الاستغاثة شديدا فبادرت إلى تجهيز جيش شاركت فيه كلّ قبائل قريش وكانت بين قبائل بني بكر من كنانه وقريش عداوة وخشيت قريش أن تضرب من خلف وكادت أن تتراجع عن الخروج لولا أنّ الشيطان جاء في مظهر النّاصح وأظهر قريشا في مظهر الّذي لا يهزم وانطلت عليها حيلة الشّيطان وصور هذا الموقف القرآن حيث قال جلّ من قائل (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء ويصدّون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط إذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من النّاس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إنّي بريء منكم وإنّي أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب) سارت قريش لملاقاة المسلمين وقلوبها تجرض غيظا وحقدا على المسلمين لا تريد الرّجوع إلاّ بعد أن تخمد أنفاسهم وتطفىء نورهم وحتى لما استطاع أبو سفيان الإفلات من قبضة المسلمين وأبلغ قريشا بذلك وطلب منهم أن يعودوا بالجيش من حيث جاء قائلا لهم إنّما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم وقد نجاها الله فارجعوا أبوا أن يقبلوا النّصيحة ويخمدوا نار الحرب وأصرّوا على ملاقاة المسلمين في بدر وقال أبو جهل في كبرياء وغرور (والله لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم فيها ثلاثا فننحر الجزور ونطعم الطّعام ونسقي الخمر وتعزف لنا القيان وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا فامضوا) وكان هذا الموقف من أبي جهل الممتلىء غرورا وعنادا وتظاهرا كاذبا سببا لظهور انشقاق في جيش مكّة إذ وقف الأخنس بن شريف الثقفي حليف بني زهرة يخطب في الجيش معارضا رأى أبي جهل مناديا في قومه (يا بني زهرة قد نجى الله لكم موالكم وخلّص صاحبكم مخرمة بن نوفل وإنّما نفرتم لتمنعوه وماله ارجعوا فإنّه لا حاجة لكم أن تخرجوا في ضيعة لا كما يقول هذا يعني أبا جهل وكان الأخنس الثقفي مسموع الكلمة في بني زهرة فأطاعوه ورجعوا جميعهم من الجحفة ولم يشهدوا بدرا وكانوا حوالي ثلاثمائة رجل. استشارة الرسول لأصحابه وعلم المسلمون بتصميم قريش على ملاقاتهم وتقدّمها نحوهم رغم نجاة القافلة ولم يكن المسلمون خرجوا للقتال ولم يستعدّوا له وإنّما خرجوا لأسر قافلة تجاريّة وكان الرسول عليه الصلاة والسّلام شديد الرّغبة في ملاقاة الكفار ولكن رغبته لابدّ من عرضها على أصحابه إذ لم ينفرد بالرّأي وعملا بالشّورى عقد رسول الله مجلسا عسكريّا حضره كلّ من خرج من المهاجرين والأنصار وأراد الرّسول عليه الصلاة والسلام أن يتعرّف على آرائهم فبدأ بالمهاجرين فقام المقداد بن عمرو خطيبا فقال (يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى فاذهب أنت وربّك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحقّ لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه) كان هذا موقف المهاجرين على لسان واحد منهم موقف إقدام وبطولة وفدائيّة صادقة وتضحية لا يستغرب ممن آمنوا بالله ورسوله وأيّدوه ونصروه وتحمّلوا في سبيله شديد العقاب والعذاب فما وهنوا ولا استكانوا رضي الله عنهم ورضوا عنه ولكنّ الجيش لا يتركّب من المهاجرين فقط بل إنّ أغلبه من الأنصار وهم الّذين عاهدوا رسول الله في بيعة العقبة على نصرته في المدينة وليس في المعاهدة ما يلزمهم بالقتال خارج المدينة. موقف الأنصار من خوض المعركة قال رسول الله اشيروا عليّ أيّها النّاس إنّه لم يكتف بما سمع من خطيب المهاجرين عند ذلك نهض سعد بن معاذ سيد الأنصار وقال (لكأنّك تريدنا يا رسول الله فقال عليه الصّلاة والسّلام أجل فأعلن سعد بن معاذ بصوت مدو قد آمنا بك وصدّقناك وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحقّ وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السّمع والطّاعة فامض يا رسول الله لما أردت فو الذي بعثك بالحقّ لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا وإنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء ولعلّ الله يريك منا ما تقربه عينك فسر بنا على بركة الله). وكان سرور النبيّ عظيما بتلاحم صفوف جيشه وقوّة عزيمتهم وصدق إيمانهم واستعدادهم لملاقاة عدوّهم لقد تبيّن له عليه الصلاة والسلام أنّ أصحابه صدق فيهم وربّهم (محمّد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) لقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه فرضي الله عنهم وأرضاهم. تبشير الرسول لأصحابه بنصر الله هنالك أعلن الرسول لأصحابه وعد ربّه (سيروا وابشروا فإنّ الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني أرى مصارع القوم) ومع ذلك فإن الرسول عليه الصلاة والسّلام قد أخذ بكلّ أسباب النصر عملا بقوله جل من قائل (واعدو لهم ما استطعتم من قوّة) الآية من سورة الأنفال فتولّى بنفسه الاستكشاف ليتعرف على قوة عدوّه واستطاع أن يعرف عدد من خرج لملاقاة المسلمين من الكفار فإذا هو بين التسعمائة والألف وقد علم ذلك مما ينحرونه كل يوم من الإبل (فيوما ينحرون تسعا ويوما عشرا) وعلم عليه الصلاة والسلام أن في جيش الكفار كبار قريش مثل عتبة بن ربيعة وشيبة أخيه وأبي جهل وأبي البحتري ابن هشام وأمية بن خلف والعباس بن عبد المطلب وسهيل بن عمرو ونبيه بن منبه التفت رسول الله نحو جيشه وقال (هذه قريش قد ألقت إليكم أفلاذ أكبادها) وما كان ذلك من رسول الله ترهيبا لأصحابه وإنّما كان شحذا لعزائمهم ودفعا لهم كي يقضوا على رؤوس الكفر والضّلال ويريحوا من شرّهم ومن بلائهم خصوصا وأنّ أغلب هؤلاء ممن سلط على المؤمنين في مكّة أشدّ العذاب وكان رسول الله شديد التمسّك بالشّورى ضاربا بذلك لأصحابه وأمّته أورع الأمثلة في التواضع والانضباط فلقد اختار لنزول الجيش مكانا بعيدا عن الماء فما كان من أحد أصحابه وهو الحباب ابن المنذر إلا أن سأله أنزلت هذا المنزل عن وحي أم هو الرأي؟ فقال رسول الله: بل هو الرّأي فقال الحباب إذا كان الرأي فإني أرى أن ننزل عند الماء فنمنع الكفار منه فما كان من رسول الله إلا أن تنازل عن رأيه إلى رأي هذا الصّحابي ولم يجد في ذلك أيّة عضاضة ولا منقصة وعندما اقترب الجيشان وكادا يلتحمان دعا كل قائد في الجيشين فقال أبو جهل (اللهم إنّنا بما لا نعرف اللهم انصر أهدى الفئتين وأعلى الجندين وأكرم الحزبين وأفضل الدينين) سبحان الله من أهدى الفئتين وأعلى الجندين وأكرم الحزبين وأفضل الدينين هي قريش الكافرة الظالمة العادية المعتدية أم المسلمون الموحدون؟! لكأن أبا جهل قد دعا بلسانه على جيشه بالهلاك. الإعداد الرّوحي للقاء العدوّ وخطب رسول الله فقال (والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبّر إلاّ أدخله الله الجنة) وكان وقع هذه البشرى على أصحابه عظيما اندفعوا على إثره يقاتلون ببسالة معتقدين أنّ النصر حليفهم وأنّ من استشهد منهم تنتظره جنات النّعيم اندفع سواد بن غزية وخرج من الصف نحو رسول الله وقال (يا رسول الله حضر ما ترى (يعني القتال) فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك) فدعا له الرسول بخير وما كان الرسول عليه الصلاة والسّلام ليأمر الناس بالقتال ويتأخّر فقد كان سباقا مقداما لذلك اندفع في قلب المعركة وهو يقول (سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرّ) لقد أخذ الرّسول بكل الأسباب المادّية والمعنوية وأكثر من الضراعة والاستنصار وبدا عليه من التأثّر والخشوع ما ملأ قلوب أصحابه سكينة وأمنا واطمئنانا. حصيلة المعركة النّصر المبيّن للمؤمنين لقد كانت هذه المعركة معركة البقاء بالنّسبة للإسلام والمسلمين وما أن طلع المشركون حتى قال رسول الله (اللهمّ هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها جاءت تحاربك وتكذب رسولك) وأبلغ عليه الصلاة والسلام في الدّعاء وألحّ فبدا عليه التأثر الكبير كان يقول (اللهمّ إن تهلك هذه العصابة لا تعبد بعدها في الأرض اللهمّ أنجزني ما وعدتني اللهمّ نصرك) وكان يرفع يديه إلى السماء حتى يسقط رداؤه في استغراق كامل وخشوع ظاهر وكان الله سميعا بصيرا قريبا مجيبا كان بجانب المؤمنين المستغيثين (إذ تستغيثون ربّكم فاستجاب لكم أنّي ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلاّ بشرى ولتطمئنّ به قلوبكم وما النّصر إلا من عند الله إنّ الله عزيز حكيم) الآيتان ومن سورة الأنفال لقد كان الله بجانب الرسول والمؤمنين يؤيّدهم ويعزّزهم ويقذف الرّعب في قلوب أعدائهم (إذ يوحي ربّك إلى الملائكة أنّي معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرّعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان) الآية سورة الأنفال وما هي إلاّ جولة أو بعض جولة التحمت فيها صفوف المؤمنين وتمزّقت فيها وصال الكافرين وانهالت عليهم الضربات من سيوف المؤمنين الذين تدعمهم الملائكة وانتهى القتال وانهزم الكفار وكانت حصيلة المعركة ثقيلة جدّا إذ قتل من المشركين سبعون وأسر سبعون واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلا وأدرك المسلمون أنّ الله كان معهم وأنّه هو الّذي نصرهم على عدوّهم الّذي لا قبل لهم به ورأوا بأعينهم نصر ربّهم وصدق الله العظيم حين قال (فلم تقتلوهم ولكنّ الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكنّ الله رمى) الآية سورة الأنفال إنّ معركة بدر أثبتت لهم ولنا معهم أنّ النصر من عند الله وأنّه لا صلة له بالعدد والعدّة فقط (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصّابرين) فبالصّبر والمصابرة والإعداد المادي والمعنوي الرّوحي يتحقّق النصّر للمؤمنين وبدون ذلك لا تتحقّق غلبة ووقف الرسول على رؤوس الكفر وهم صرعى وناداهم (يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربّكم حقا فإنّي وجدت ما وعدني ربي حقا).



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.