مقارنة رجاء قارودي بين وضع المرأة في القرآن ووضع المرأة في الحضارة الغربية

مقارنة رجاء قارودي بين وضع المرأة في القرآن ووضع المرأة في الحضارة الغربية


إن الجدل الدائر حول وضع المرأة في الإسلام يعد نموذجا مثاليا لتعصب الغرب. ومرة أخرى يكون من الضروري إجراء تفريق مزدوج أو لا تفريق بين تعاليم القرآن والواقع المعاش في البلاد الإسلامية بالإضافة إلى مقارنة منصفة بين التطبيق الحقيقي للشعوب المسيحية والتطبيق الحقيقي للشعوب الإسلامية “وليس المقارنة بين نظريات هؤلاء وتطبيقات أولئك..” أولا من وجهة النظر التشريعية فان القرآن لا يفرق بين الرجل والمرأة.- إن المرأة في القرآن ليست مخلوقة من ضلع آدم إنها نصف توأم. فالله هو خالق الإنسانية مثل كل شيء على أساس روحي. ولا يعتبر القرآن أن المرأة تتحمل مسؤولية الخطيئة الأولى وإنما يتحملها آدم وهو الذي يوجه إليه العتاب. صحيح أن القرآن مثله مثل التوراة والأناجيل يعطي للرجل سلطة على المرأة ولكن هذا الفارق سمة ملازمة لكل المجتمعات الأبوية والى اليوم لم يقع زوالها في أي بلد. ولكن لو قارنا بين القواعد القرآنية وقواعد كل المجتمعات التي سبقت الإسلام، إنها تمثل تطورا وتقدما ملحوظا بصفة خاصة بالنسبة لأثينا وروما حيث اعتبرت المرأة قاصرة. إن المرأة في القرآن تستطيع التصرف في ممتلكاتها وهو حق لم يعترف لها به في اغلب القوانين الغربية وبصفة خاصة في فرنسا إلا في القرنين التاسع عشر والعشرين. وبالنسبة للإرث صحيح إن البنت ليس لها الحق إلا في نصف ما يناله أخوها ولكن في مقابل ذلك فان كل التبعات والرعاية تجاه بقية أفراد العائلة يتحملها الابن الذكر والبنت معفاة منها. إن القرآن والسنة يعطيان للمرأة حق المطالبة بطلاقها الشيء الذي لم يصل إليه الغرب إلا بعد ثلاثة عشر قرنا. إن تعدد الزوجات أمر يقره القرآن لم يبتدعه. لقد كان موجودا، وعلى العكس فان القرآن فرض على التعدد قيودا مثل إيجابه للعدالة الحقيقية اقتصاديا وعاطفيا وجنسيا بين مختلف الزوجات. وان تطبيقا حرفيا للأوامر القرآنية يجعل التعدد يكاد يكون أمرا مستحيلا.ومن جهة أخرى يوجد كثير من الخلط بين الجانب القانوني للزواج الذي يرتبط بمجموع البنى الاجتماعية والعلاقات الشخصية للحب والجنس. إن الزواج بواحدة المعلن عليه في قانون نابليون صراحة تشريع زواجي كان هدفه الأساسي المحافظة على بعض أشكال الملكية والإرث ليس أي علاقة بعيدة عن الأخلاق. وفي عاداتنا الغربية فان الزواج بواحدة مسطر في الأحكام ولكن التعدد هو المعمول به في الواقع. وللمرأة المسلمة الحق كما في القرآن في العدل الاجتماعي في الملكية الخاصة، في الطلاق بالإضافة إلى الشروط الصعبة التحقيق عمليا في تعدد الزوجات.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.