مصطفى عبد العزيز فلسان Michel Valsan احد الربانيين العصر الحديث

مصطفى عبد العزيز فلسان Michel Valsan احد الربانيين العصر الحديث


ولد الحاج مصطفى عبد العزيز Michel Valsan (ميشال فلسان سابقا) ببوخارست سنة 1907 وهو عالم جليل وموظف سام في السلك الديبلوماسي التابع لبلاده. لقد وصل به البحث عن الحقائق الروحية إلى التخلي عن كل رفاهة مادية، اعتنق الدين الإسلامي ثم استقر نهائيا في باريس. قضى فترة من الزمن في تونس لدراسة اللغة العربية والتصوف الإسلامي الذي برع فيه ولقد تأثر بباحث آخر عن الحقيقة وهو الفرنسي المسلم روني قونون René Guenon عبد الواحد يحي إلى درجة أنه أصبح مريده وخليفته ومواصل عمله. وعلى الرغم من الميدان الذي اختاره لنفسه في الحياة، فقد كان من المتصوفين الصادقين الذين لا يخلون بأي واجب تحتمه عليهم الشريعة السمحاء. ولقد كان علمه الغزير سببا في جعل الماديين والروحانيين يتفقون على محبته وإجلاله. ولكي نقتنع بهذا فلننتبه إلى حدث بسيط وهو أن العربية السعودية المعروفة بعدائها الشديد للتصوف تعتبره من أحسن المسلمين، ولهذا كانت قد استضافته المرار العديدة وآخر مرة استدعته فيها قبل وفاته في سنة 1974. كان يعيش منطويا على نفسه ولكنه يأتي بانتظام إلى مسجد باريس الأعظم ليحضر كل صلاة جمعة وصلوات التراويح في رمضان. كان يحب الشبان ولذلك نراه يزورهم في منازلهم ليحدثهم عن أهمية الحياة الروحية. كانت تآليفه الأدبية تطغى عليها الناحية الروحية فلذلك نراه قد اهتم كثيرا بالدرر المختارة لابن عربي-أما الجوانب الدقيقة في هذا المتصوف فغالبا ما نجدها مجهولة في الأوساط الارتودكسية ولكنها تبدو سهلة جلية لكل قارئ متفهم. لقد كان الناشر لجريدة تخرج كل ثلاثة اشهر تحمل اسم دراسات تقليدية étude traditionnelle لها تأثير على الأوساط الفرنكفونية في جميع أنحاء العالم: فاجتذبت مقالاته عددا كبيرا منن غير المسلمين إلى الإسلام، فكون بهم جمعية تقام بها الحياة الروحية يذكرون الله فيها ويمجدونه وتطبق فيها كل فرائض الشريعة كالصيام في شهر رمضان وإقامة الصلوات الخمس اليومية وتسريح اللحى وتأدية مناسك الحج على قدر الاستطاعة. ولكي يبرهن الحاج مصطفى عبد العزيز انه عازم على إتباع السيرة النبوية تزوج مرتين وخلف عائلة كبيرة-والشيء الذي يبعث الإعجاب في النفوس أن نرى عائلة هذا الأوروبي شديدة التمسك بتعاليم الإسلام فأبناؤه الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين الستة والسبعة سنين يرتلون القرآن باللغة العربية ويفهمون معانيه. فمع زيارته للجزيرة العربية قد زار عددا كبيرا من البلدان الإسلامية ويمكن أن نقول أن اسطنبول قد فازت باجتذابه أكثر من البقية لان فيها مجموعة ثرية من مخطوطات ابن عربي تبين من خلالها انه باحث مثابر ومترجم بارع. لقد كان متداعي الصحة، يشكو من تأزمات قلبية حدثت له مرارا نخص بالذكر منها أزمة طرأت عليه في اسطنبول. مات على اثر نوبة قلبية في ليلة الاثنين 9 ذو القعدة سنة 1394هـ الموافق لـ24 نوفمبر 1974 ودفن يوم الخميس بمقبرة المسلمين في تياس إحدى ضواحي باريس بالقرب من مطار أورلي. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وغفرانه ورزق أهله وذويه من الصبر ما يساعدهم على تحمل هذه الخسارة العظمى. آمين “مجلة الصداقة الإسلامية في فرنسا” تعريب: أبو القاسم الماشوني تنويه: كان مصطفى عبد العزيز فلسان Michel Valsan قوي الصلة بالمقام الشاذلي في تونس يأتي كل عام لحضور موسم الزيارة مصحوبا بأفراد أسرته وتلاميذه ومريديه. وكان لا يغيب على كل ما يدور في المقام والمغارة صحبة مرافقيه وكانوا جميعا يجدون الحفاوة والتقدير والاحترام سواء من مشيخة المقام وعلى رأسها الشيخ الهادي بلحسن رحمه الله أو الهيئة العلمية ممثلة في البقية من شيوخ الزيتونة الذين نذكر منهم بالخصوص الشيوخ محمد الشاذلي النيفر والحبيب المستاوي ومحمد الهادي بلحاج رحمهم الله والذين بصفتهم قائمين على جمعية المحافظة على القرآن قد مكنوا الشيخ مصطفى عبد العزيز ومرافقيه من الإقامة في المدرسة الملحقة بجامع الصباغين بتونس.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.