مخاطر الاستنساخ البشري

مخاطر الاستنساخ البشري


الاستنساخ البشري -لو تم لا قدر الله – مخاطره عديدة لا تحصى: إنها مخاطر كما ألمحنا إلى ذلك على الإنسان في ذاته وكيانه المتوازن، الذي هو آية من آيات الإبداع والإحكام، وهي مخاطر على العقيدة في أسسها الثابتة التي تنفي عن كل كائن القدرة على الخلق والإنشاء من عدم، فذلك مما اختص به المولى سبحانه وتعالى الخالق البارئ المصور، ألحت على هذه الحقيقة آيات الكتاب العزيز مرات عديدة في تذكير مقصود وتنبيه محذر للإنسان من مغبة الغرور والتجاوز للحدود، من ذلك قوله جل من قائل في سورة الحج: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم، ونقر في الأرحام ما نشاء إلى اجل مسمى، ثم نخرجكم طفلا) (آية 5). والآيات عديدة والتنصيص بكلمة خلق ومشتقاتها واضح المغزى والهدف، لأن أمر الخلق وبث الروح خطير العواقب إذا ما حاول أو ادعى الإنسان -غرورا واستعظاما- القدرة على اقتحامه!!، وهو لا شك تقويض للعقيدة والإيمان من أساسه، ولا شك ان جزءا كبيرا من الهلع والجزع والإرباك الذي صاحب عملية الإعلان عن نجاح علماء اسكتلاندا في استنساخ النعجة دولي، إنما يعود إلى التخوف من إمكانية الانتقال بهذا الاستنساخ إلى عالم الإنسان واحتمال النجاح فيه وتلك هي الطامة الكبرى!!. وهو لا شك الغروب الذي لا شروق بعده لشمس الأديان، إنه التعارض الصارخ مع مثل قوله جل من قائل: (يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له، إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له، وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه. ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره، إن الله لقوي عزيز) (الحج: 74) وهذا الحسم والقطع في مجال الخلق وأنه من اختصاص المولى سبحانه وتعالى الذي صرحت به عديد الآيات القرآنية، انتهى إلى التطابق معه وتحذير الإنسان من مغبة ادعائه اغلب العلماء والعقلاء، الذي قال على لسانهم البروفسور رينزكولتزمان: “إن الإنسان يخطئ عندما يحاول ان يلعب دور الإله، إن دور العلماء ليس بهذا الحجم العملاق، ولن يكون، إن الله يخلق الأشياء والإنسان من العدم، أما هم (أي العلماء) فهم يخلقون أشياء من أشياء خلقها الله”. مخاطر الاستنساخ على التوازن العام * غير أن مخاطر الاستنساخ لا تقتصر على مجال العقيدة والإيمان، بل تتعداها إلى مظاهر أخرى وأنظمة بثها الله تبارك وتعالى في الكون والخلق، ظلت سارية يتحقق بها التوازن وتتجلى من خلالها مظاهر التسخير والعناية الإلهية بالإنسان. فحيثما التفت الإنسان رأى إحكاما ودقة وتنظيما تستحيل معها الصدفة. وتزداد على مر الأيام الشواهد والأدلة على أن كل شيء في هذا الكون خلق بقدر (إنا كل شيء خلقناه بقدر). (القمر:49). * وإذا كان العلم الذي استنسخ النعجة دولي يتهدد به الإنسان باستنساخ صور متطابقة له فإنه في جوانب أخرى منه قد أقام الحجج والبراهين القواطع على عظمة الخالق وقدرته ودقة مصنوعاته وإحكامها، مما يقف برهانا ساطعا على صحة ما نصت عليه قبل أربعة عشر قرنا آيات القرآن الكريم مؤكدة على ان هذا الكتاب لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد، أنه المعجزة الخالدة المصدقة لنبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، الذي بلغ قول ربه سبحانه وتعالى لعباده في ما سيأتي بعد إكمال الدين وإتمامه (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق). (فصلت: 53). الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الحفاظ على التوازن * لقد انتهى العلماء المختصون في مجالات النبات والحيوان وحتى المادة والجماد، إلى اكتشاف قاعدة عامة تكاد لا تتأخر ألا وهي قاعدة الزوجية في كل شيء مما يرى أو لا يرى. وهذه القاعدة هي اليوم حقيقة علمية معتبرة، تنطلق منها الأبحاث وتستند عليها التجارب، إنها ثنائية السالب والموجب المحققة للتوازن والتفاعل، يراها الإنسان رأي العين في نفسه ويراها في ما يشترك مع الإنسان في الحركة والحياة والموت والتكاثر والازدياد، إنه يراها في الحيوان كما يراها في ما يغرس ويزرع من حب ونبات وفسائل، يتم تلاقح بعضها بصفة تلقائية فيسخر الله لها الريح ويتم البعض الآخر يتدخل الإنسان الذي يرى ثمرة ذلك التفاعل في ما يجنيه بعد ذلك من ثمرة جنية، ويرى بعينيه نتيجة عدم أخذه بهذا القانون الطبيعي الذي بثه الهل تبارك وتعالى في الكون، ويأتي في بعض الأحيان هذا الإخلال بدرس عميق المعنى يبين به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جانب تواضعه وتجرده فيما بلغه عن ربه (وقل رب زدني علما) (طه: 114) (وما أوتيتم من العمل إلا قليلا) (الإسراء: 85). يبين إلى جانب ذلك أن ما يمكن الاصطلاح عليه بعلوم الحياة وشؤونها إنما سبيله هو التحصيل والاكتساب، وليس التعلل بالأقدار، حيث قال عليه الصلاة والسلام لمن تركوا تأبير النخل: (أنتم أعلم بأمور دنياكم). ويذهب العلماء المختصون إلى أن الثنائية والزوجية تتجاوز عوالم الإنسان والحيوان والنبات، إلى المادة وحتى غير المادة كالزمان والمكان، ولا يستبعدون علميا ان يكون لعالم الشهادة مقابل له هو عالم الغيب، وللدنيا مقابل زمني لها هي الآخرة، ولا ينبغي ان ينتظر من العلماء والمختصين أكثر من مثل هذه التوقعات والاحتمالات والافتراضات، لأن سبيل إقامة الحجج والبراهين فيما لا يدخل ضمن عالم الشهادة (عالم الملموس والمحسوس) إنما هو في الوحي الذي ينزله الله على أنبيائه ورسله عليهم السلام. * وسيظل العلم والدين يكملان بعضهما البعض ويعاضد كل منهما الآخر ما لم يبغ احدهما على الآخر، فمجال العلم هو التحليل ومجال الدين هو التعليل، (إنا كل شيء خلقناه بقدر) (القمر: 49) (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) (المؤمنون:115). الآيات المتعرضة لنظام الزوجية تستوقف أهل الذكر والاختصاص ولقد استوقفت الآيات القرآنية التي تعرضت إلى نظام الزوجية في النبات والحيوان وحتى الجماد، العلماء المختصين من المسلمين وغير المسلمين واسترعى اهتمامهم تكرر التذكير بها وإيرادها في سياق التذكير بنعم الله ومننه وإقامة الحجة والبرهان على قدرته سبحانه وتعالى، وفضلا عن أن هذه الآيات مظهر جلي من مظاهر الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، الدال على ألوهية مصدره، وأن سيدنا محمدا عليه السلام يقتصر دوره هو مجرد التبليغ والتبيين (لتبين للناس ما نزّل إليهم) (النحل: 44)، فإن في تكرار التذكير بانبناء كل شيء في هذا الكون على قاعدة الثنائية والزوجة، إرشاد وتوجيه إلى ضرورة الحفاظ على هذه القاعدة تحقيقا للتوازن واستمرارا له، وتجنبا لكل إنخرام لا تدرك عواقبه. * يقول موريس بوكاي في كتابه: أصل الإنسان بين العلم والكتب السماوية: "إن النص القرآني يذكر كثيرا من المظاهر المتعلقة بالعالمين الحيواني والنباتي... ونحن نعلم أن ثمة طريقين للتناسل عند النباتات: التناسل الشقي والتناسل اللاشقي (مثلا بزيادة التغييرات أو الانتسال) وما هو جدير بملاحظته الإشارة إلى عناصر الذكورة والعناصر الأنثوية عند النبات (وأنزلنا من السماء ماء، فأخرجنا به أزواجا من نبات شتّى) (طه : 53). * إن كلمة زوج تعني اثنين (وجمعها أزواج)، وللعبارة معنى أولي هو أن ما يؤخذ مع الآخر يشكل معه زوجا، وتنطبق على الأزواج (الرجل والمرأة) (ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين) (الرعد: 3) هذا الإثبات بأن كل ثمرة تستلزم وجود عناصر ذكورة وعناصر أنوثة، هذا القول هو بتطابق تام مع ما سنعرفه كثيرا وفيما بعد في إنتاج الأثمار المتأتية جميعها من نباتات شهية (حتى ان بعضها كالموز مثلا ينتج من أزهار غير مخصبة). والتناسل الجنسي في عالم الحيوان بصورة عامة قلما ذكر في القرآن الكريم، ووحدها هي حالة الإنسان التي كانت موضوع آيات كثيرة ودقيقة. فالزوجية قاعدة مطردة لا تتأخر في النبات والحيوان وفي الأشياء وما خلق الله وبث في الكون فضلا عن الإنسان، يقول جل من قائل: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون): (الذاريات : 49) ويقول : (فيهما من كل فاكهة زوجان) (الرحمن :52). ويقول : (سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون) (يس :36).* فهذه الآيات وغيرها دليل على قيام الكون والحياة على نظام الزوجية، وفي تكامل الطرفين وتفاعلهما تحقيق للتوازن والنظام وضمان للانتظام، وفي ذلك التفادي لكل ضرر وإنخرام. ولا ينبغي ان يجرنا بريق نجاح في جانب من الجوانب مثل توفير في الكم والمحصول سواء كان ذلك في الميدان النباتي أو الحيواني إلى التعجيل بإفناء أحد كفتي التوازن بدعوى الاستغناء عنه بما ينتهي إليه ويكتشف أو يستحضر من المواد المصنعة أو المخزنة أو الآلات والتجهيزات الحاضنة، فقد تحجب عنا مضار ومخاطر لم يتأكد إلى اليوم علميا إمكانية التحصن منها. فلا تزال إلى اليوم الطرق الطبيعية العادية في الزراعة والغراسة والتثمير والتخصيب إذا توفرت لها كل أسباب العناية والرعاية الأضمن والأسلم، ومع ذلك ومع كل المحاذير فإن مجالي النبات والحيوان واقتحام الاستنساخ لهما لا يتسببان في الخوف أو الجزع الذي اعترى الإنسانية جمعاء، عندما لوح بإمكانية الانتقال بالاستنساخ إلى عالم الإنسان هذا العالم الذي ظلت إلى اليوم تحكمه قوانين معلومة ومتعارفة في كل المجتمعات البشرية. حالات خلق الإنسان الأربعة فخلق الإنسان لم يخرج عن الحالات الأربعة التالية: الحالة الأولى : خلق من دون أب أو أم وهي حالة آدم عليه السلام. الحالة الثانية : خلق بأب وبدون أم : وهي حالة حواء. الحالة الثالثة : خلق بام وبدون أب وهي حالة عيسى عليه السلام. الحالة الرابعة : خلق بأب وأم وهي حالة سائر البشر.فالحالات : الأولى والثانية والثالثة هي حالات غير عادية، إنها معجزات وتدخل مباشرة في القدرة الإلهية، والمعجزة أمر خارق للعادة يجريه الله تبارك وتعالى على يدي الرسول، ويخرق به ما بثه في كونه وخلقه من قوانين، وذلك داخل في إطار قدرته سبحانه وتعالى وإرادته (إنما أمره إذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون) (يس: 82) والمعجزة كثيرا ما تقع على يدي النبيء أو الرسول وكأن الله يقول: صدق عبدي فيما يبلغه عني، ودليل ذلك ما أجريته على يديه. وقد تعرضت كثير من الآيات القرآنية إلى خلق آدم وحواء وعيسى عليهم السلام من ذلك قوله جل من قائل: (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) (ص: 71-72) (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين) (الأنبياء: 91). (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) (النساء: 1).* ولا يختلف عيسى في خلقه من أم بدون أب عن آدم الذي خلقه من تراب (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب). (آل عمران: 59). * وخلق آدم وحواء وعيسى عليهم السلام لا يمكن أن يعتبر من قبيل الاستنساخ الذي تم التوصل إليه في مجال الحيوان، ويذهب البعض تمحلا إلى انه إشارة إلى جواز التجاوز بالاستنساخ إلى عالم الإنسان فتلك معجزات، والاستنساخ في المجال البشري إن وقع لا قدر الله مضاهاة ومحاولة للخلق، فيها تجاوز للحدود وتبديل لخلق الله. والله يقول : (لا تبديل لخلق الله) (الروم: 30) واتباع لخطوات الشيطان الذي توعد بني آدم. وأورد المولى سبحانه وتعالى على لسانه (لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله) (النساء: 118-119). القرآن الكريم يحذر من مخاطر تغيير خلق الله * إن الاستنساخ في المجال البشري إهلاك للحرث والنسل الذي اخبر القرآن الكريم بأن البعض من الناس سيقدم عليه حيث يقول جل من قائل : (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) (البقرة 204/205). * إن ما يلوح به البعض من الإمكانية النظرية للاستغناء مستقبلا في مسالة الإنجاب عن الذكور، تبديل لخلق الله وتعمد مقصود لحدوث الإنخرام في التوازن الذي ظل قائما إلى اليوم، والذي امتن به الله تبارك وتعالى على عباده وذكرهم به في عديد الآيات القرآنية، حيث قال جل من قائل : * (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة، ورزقكم من الطيبات) (النحل : 72). * ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم، غن الله عليم خبير) (الحجرات : 13). * (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) (الفرقان: 74). * (ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (الروم " 21). الاستنساخ يتهدد كيان الأسرة * والآيات في هذا المجال عديدة كثيرة تعرضت إلى كل جوانب الاجتماع والتكامل والترابط الشرعي مختلف الجوانب، ونظمتها وأحكمت حلقاتها لتحقق بها ومنها المودة والسكينة والحب والود والعطف والقرب، الذي شبهه الله تبارك وتعالى باللباس الذي يتحقق منه إلى جانب القرب، والملابسة الوقاية من الحر والقرّ فضلا عن الستر، وهذه العلاقة الحميمة الوطيدة الطاهرة تثمر ولدا صالحا يكون ولا شك قرة عين ونعمة وزينة واستمرار اجر وثواب بعد رحيل الأبوين (الزوجين) عن هذا العالم الفاني. * إن التزاوج بين الذكر والأنثى في الإطار الشرعي هو السبيل القويم لإرساء قواعد الأسرة التي أرادها الإسلام أن تكون خلية أساسية سليمة في مجتمعه الذي أراده ان يكون كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص. فأفراد هذه الأسرة هما أبوان بنيا علاقتهما على أسس سليمة قويمة اهتداء بسنن المرسلين، وإتباعا لسيد الأولين والآخرين عليه الصلاة والسلام الذي قال: “من رغب عن سنتي فليس مني” ودعا أمته إلى التزاوج والتناسل، ومن هذه العلاقة الزوجية ينجب الأبناء والبنات، وبين الآباء والأمهات والبناء والبنات تنشا علاقة حميمة تبدأ من مرحلة التكون في الأرحام، ثم تنمو وتتوطد شيئا فشيئا بالإرضاع والحضانة والتنشئة والتربية، لكي يصبح في النهاية العقوق بها ومحاولة قطعها أو عدم القيام بما يجب نحوها من الحقوق من أعظم الذنوب (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) (النساء : 2). (فهل عسيتم إن توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) (محمد : 22-23). فمخاطر الاستنساخ على الأسرة واضحة جلية، إنه إيذان بتفويض هذه الخلية الأساسية، منشأ كل القيم الخلقية والاجتماعية والدينية ولست ادري الكيفية التي سيتصرف بها هذا المستنسخ إن وجد لا قدر الله – وهو إن وجد فلن يوجد إلا شكلا وصورة، أما المضمون القيميّ والأخلاقيّ والاجتماعيّ وهو في أغلبه متوارث ومكتسب من المحيط الرحم الذي يمكث فيه الجنين تسعة أشهر، ويتواصل بالإرضاع (حولين كاملين وما فيهما من ضم وحنو وأنفاس وغيرها) ثم يمتد بالحضانة والرعاية إلى حد البلوغ. هذا المضمون القيميّ لن يكون للمستنسخ أي نصيب فيه، إنه -إن وجد لا قدر الله- سيكون عديم المشاعر الإنسانية وسيضطر إلى المسارعة بالاختفاء والعودة من حيث أتى كما فعل أهل الكهف، أو انه سيندفع إلى الفتك والظلم والسفك لأنه لم يذق طعم الرحمة والرفق والحب والعطف والخير والنبل والفضل، وآنئذ يندم الإنسان الناسخ على ما قدمت يداه ولكن لات ساعة مندم. لأجل ذلك وغيره مما لا يتسع المجال لذكره أجمعت كلمة العقلاء من مختلف الأديان والمواقع والاهتمامات والاختصاصات على التحذير من الإقدام على الاستنساخ في المجال الإنساني.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.