مبادىء الدولة المدنية في الاسلام من خلا ل نصوص ومواقف تاسيسية

مبادىء الدولة المدنية في الاسلام من خلا ل نصوص ومواقف تاسيسية

مبادىء الدولة المدنية في الاسلام  من خلا ل  نصوص ومواقف تاسيسية

كتب محمد صلاح الدين المستاوي

عندما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى جوار ربه  وكان ذلك حدثا زلزل كبار الصحابة منهم سيدنا عمر رضي الله عنه حتى انه توعد من يقول ان محمدا قدمات بقطع عنقه ولكنه سرعان ماعاد اليه رشده بعد ان سمع ابا بكر الصديق يقول(ايها الناس من كان يعبد محمدا  فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لايموت وتلا عليهم قوله جل من قائل( وما محمد الارسول قد خلت من قبله الرسل افان مات اوقتل انقلبتم على اعقابكم....)

 لم يعين رسول الله صلى الله عليه وسلم  من يخلفه في ولاية امر المسلمين فما بعث به وهو الدين قدتم وكمل بلغ لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وتلى عليهم قوله جل من قائل(اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) ولوكان شكل نظم الحكم من الدين لبلغه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات مرة عندما ابدى رايا في شان من شؤون الدنيا لم يوافق الصواب( تابير النخل) قال بكل تواضع(انتم اعلم بامور دنياكم)

نعم لابد للمسلمين من نصب ولي امر ولكن الكيفية والشكل والتفاصيل كل ذلك تركه الاسلام للمسلمين يختارون مايرونهم يصلح لهم

وحتى عندما اختار المهاجرون والانصار ابابكر وقد جرى ذلك  في سقيفة بني ساعدة وليس في المسجد اذ للمسجد حرمة وقدسية (وان المساجد لله فلاتدعوا مع الله احدا) كما قال جل من قائل  وامتثالا لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل(جنبوا مساجدكم بيعكم وشراءكم ورفع اصواتكم...)

لقدجاء الاختيار على ابي بكر نتيجة اخذ ورد ولايخدش ذلك في ايمان الصحابة بل هو تطبيق للشورى التي امر بهاالله رسوله عليه الصلاة والسلام(وشاورهم في الامر)

 لقد رائ احد الصحابة في امر رسول الله صلى الله عليه وسلم(  في مرض وفاته )ا بابكر  بالصلاة بالناس اشارة الى فضله واهليته فقال(رضيه رسول الله لديننا( والصلاة من الدين لااختلاف في ذلك) افلا نرضاه لدنيانا( وامر الحكم من امو رالدنيا وليس من امورالدين) ذلك هو فهم الصحابة لما هو دين ولما هودنيا ولوكان هذا فهم  غيرهم لقيل فيه وقيل

 قام ابوبكر خطيبا فكان مما قال( ايها الناس اني قد وليت عليكم ولست بخيركم)  فلا ادعاء للحق الالهي

 ثم قال مطمئنا الناس على حقوقهم( ايها الناس القوي فيكم ضعيف عندي حتى اخذ الحق منه والضعيف فيكم قوي عندي حتى اخذله حقه)

  نستطيع ان نستخلص ان الايات والاحاديث الواردة في الامر بالحكم بما انزل الله تعني اولا وقبل كل شيءالفصل بين المتقاضين وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله و مااستنبطه منهما اهل الذكر من العلماء وهي منظومة متكاملة شهد لها القاصي والداني بمميزات وخاصيات ماتاها انها سماوية ربانية و والله هو الاعلم سبحانه بما يصلح الناس

 لقد اعطى الاسلام للقضاء منزلة رفيعة تحقيقا للعدل الذي هو اساس العمران

 ولقد حفظ التاريخ لقضاة الاسلام  صفحات تكتب بماء العين نال فيها على ايديهم اضعف الناس حقوقهم واقتص لهم من ابناء الولاة والامراء وهل يمكن ان ننسى لعمر ابن الخطاب قولته الشهيرة لعمرو بن العاص واليه على مصر الذي ظلم ابنه قبطيا(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امها تهم احرارا)

ورسالة عمر لقاضيه ابي موسى تمثل دستورا للقاضي المسلم وحتى غير المسلم .هذه الرسالة هي احدى الوثائق التي تعتمدها محكمة العدل الدولية بلاهاي انها وثيقة تاسيسية مثلها مثل العهد الذي اعطاه عمر لنصارى بيت المقدس عند فتحها من طرف المسلمين ومن قبلهما كان دستور المدينة وما نص عليه من حقوق اعطاها رسول الله  صلى الله عليه وسلم لسكان المدينة (مسلمين ويهودا) جاءت فيه المعاملة على اساس المواطنة  بقطع النظر عن الاختلاف في الدين الذي لايخرج عن مراد الله القائل(ولايزالون مختلفين ولذلك خلقهم)

ان الدولة في الاسلام مدنية وليس في ذلك اي نيل من قدسية الدين ومكانته  ان مدنية الدولة صيانة للدين من الاستغلال والاستعمال من اي طرف كان بما في ذلك الدولة

مع الاسف الشديد تلك النصوص والمواقف وغيرها لم يكتب لها ان تتخذ منطلقا للوصول الى دولة المؤسسات وسيادة القانون  لقد سبق الى ذلك غيرالمسلمين والحق يقال