لماذا غاب بيان هدي الدين في التحسيس باهمية التضامن في التلتون

لماذا غاب بيان هدي الدين في التحسيس باهمية التضامن في التلتون


كتب محمد صلاح الدين المستاوي

وانا اتابع على قنوات التلفزة حملة جمع التبرعات لمواجهة الكورونة والتي بذل فيها الاعلاميون جهدا تحسيسيا يذكر فيشكر اتى بعض النتائج اقول بعض وان كانت الحصيلة (ما يزيد على 27مليون دينار) هي حصيلة لاباس بها وهي إن دلت على شيء فانما تدل على ان الشعب التونسي في الشدائد والململت إذا دعي إلى البذل والعطاء فانه لايتاخر اقول اتى ببعض النتائج وان كان المامول كان أكثر بكثير ولعل ذلك يعود إلى غياب ولا اقول تغييب لعامل هام ومؤثر جدا كان يمكن الاستفادة منه الاستفادة القصوى في انجاح هذه الحملة التضامنية التي لايختلف اثنان على ضرورة المسارعة بها وعدم الاقتصار على القيام بها مرة واحدة لان الظرف الذي تمر به البلاد يقتضي ذلك.

هذا العامل الذي غاب عن سهرة التحسيس بمد يد العون والمساعدة على مواجهة جرثومة الكورونة هو العامل الديني كم تمنيت لو طلب من اهل الذكر من الشيوخ المتمكنين العارفين بمقاصد الشريعة المبنية على درء المفاسد والاضرار وجلب المنافع للانسان اكرم خلق الله عند الله القادرين على الابلاغ والاقناع وذلك أما باستضافتهم أو بالاتصال بهم عن طريق الهاتف لشحذ همم المتابعين لحصة التحسيس بالتبرع فايات الكتاب العزيز واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة وسيرة اصحابه من المهاجرين والانصار ومن سار على دربهم الداعية إلى البذل والعطاء ابتغاء لوجه الله تفريجا لكروب المكروبين ومساهمة في علاج المصابين والبرهنة على المسلمين لايكونون مسلمين حقا الا متى كانوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى والامثلة والشواهد على نماذج البذل والعطاء ابتغاء لوجه الله كثيرة عديدة شارك في هذا العمل الصالح الجميع والغني والفقير والرجل والمراة ....

هذه النماذج لو ذكر المتابعون لسهرة جمع التبرعات لكان اندفاعهم للبذل اكبر واذا ماتعذر على الائمة والشيوخ في هذه الأيام القيام بواجب التحسيس بمخاطر الكورونة والمساهمة في حملة جمع التبرعات من خلال خطب الجمعة والدروس بسبب تعليق كل الاجتمعات بما فيها صلاة الجمعة والجماعة (وذلك ام لاينبغي الا عتراض عليه باعتبار إن درء المفاسد والاضرار من مقاصد الشريعة المعتبرة) إذا فات الائمة والشيوخ الوقوف إلى جانب الشعب والبلاد في هذه المحنة التي نسال الله إن يعجل بتجاوزها فلا ينبغي ان يفوت من خلالهم بيان دور الدين القويم المفهوم فهما صحيحا في معاضدة الجهود الخير ة التي تبذل في ا لتحسيس بالحاجة الماسة إلى التضامن والتازر والمواساة تفريجا لكروب المكروبين وفي الحديث الشريف (من فرج على مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة) (والله في عون العبد ماكان العبد في عون اخيه)( والراحمون يرحمهم الرحمان ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء) اليس كذلك لقد كان هدي الدين غائبا بارزا في حملة التلتون.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.