للمسلمين مع شهر رمضان ذكريات مجيدة وانتصارات عديدة
للمسلمين مع شهر رمضان المعظم ذكريات مجيدة. ففي هذا الشهر انتصر المسلمون في عدة معارك حاسمة على اعدائهم الذين كانوا اكثر منهم عددا وعدة. لقد واجه المسلمون في هذا الشهر المبارك جحافل الكفر والطغيان بصبر وثبات واستعداد للموت مقبلين غير مدبرين. ففي رمضان وقعت غزوة بدر الكبرى التي كانت امتحانا للمؤمنين لم يتهيؤوا له اذ كانوا لا يزالون حديثي عهد بالهجرة للمدينة لم يعدوا ولم يستعدوا للقاء عدوهم الذي اخرجهم من اموالهم واهليهم وديارهم ومع ذلك فانهم استجابوا لأمر نبيهم ورسولهم عليه الصلاة والسلام وقال قائلهم (والله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك لا نقول لك كما قالت اليهود لموسى اذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون بل نقول لك اذهب انت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون) لقد كان عدد المسلمين من مهاجرين وانصار لا يقاس بعدد عدوهم الذي خرج ليثار ويسكت صوت الاسلام، كان عدد العدو بالالاف وعدد المسلمين لا يتجاوز المئات، كان سلاح العدو ابلا محملة وخيولا مسومة وصناديد مارسوا الحرب وفنونها، وكان سلاح المؤمنين بضعا من الابل والخيل يتداولون ركوبها فيما بينهم وبعض السيوف والنبال ومع ذلك فان النصر كان حليف المسلمين وشهدت بدر مصارع صناديد قريش ورؤوس الفتنة وما هي الا جولة و بعض الجولة حتى ازهق الله الباطل واحق الحق وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى ذلك ان الله على كل شيء قدير وان المؤمنين مهما قل عددهم وعدتهم فانه اذا ما صدقوا في ايمانهم وخلصت نيتهم لله ينتصرون ولا يهزمون ويتقدمون ولا يتاخرون فالله سبحانه وتعالى وعد بنصر المؤمنين ووعده حق لا يتاخر (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) *ولا يفهم من هذا ان المسلم منتصر على عدوه اعد نفسه او لم يعد فهذا فهم غير سليم تناقضه نصوص القرآن الصريحة التي تامر بالاستعداد والاعداد (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة) ولو كان الامر كذلك لما احتاج الرسول صلى الله عليه وسلم لخوض المعارك تلو المعارك ولما تعرض للهزيمة ولأذعن الكفار لكلمة الاسلام يقول الله كن فيكون. ونحن لا نشك في قدرة الله على كل شيء ولكننا نلاحظ في ما يجري في الكون نظاما واحتراما للقوانين وتراتيبها ومحاربة التكاسل والتواكل و ترك القيام بالواجب. لأجل ذلك وعندما خالف الرماة اوامر الرسول القائد في غزوة احد انهزموا ويوم حنين عندما اعتقد المسلمون ان النصر يتحقق بالاعداد المادي فقط ويعتمد على الكثرة هزموا ولم تغن عنهم كثرتهم. *ان الاسلام يدعو المسلم الى الاخذ بالاسباب الكاملة بما في ذلك من عدد وعدة وكتمان وخدعة بالاضافة الى الشورى والانضباط ولكنه لا يعتبر ذلك كافيا لتحقيق النصر على العدو، بل ان كل ذلك ومعه نصر الله وتاييده كفيل بتحقيق الغلبة للمسلمين، ونصر الله وتاييده يستوجب على المؤمنين التزاما لأوامر الله واجتنابا لنواهيه والتحاما كاملا في اهواء الانفس مع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واجواء رمضان المشرقة بالتقوى والعبادة تساعد المؤمنين على مزيد القرب من الله سبحانه وتعالى المتكفل بتحقيق النصر فلا غرابة اذا ما قرانا تاريخ الامة الاسلامية فوجدنا اغلب انتصاراتها وقعت في هذا الشهر المبارك شهر الصيام والقيام من مثل غزوة بدر وفتح مكة ودحر الصليبيين والمغول وفتح الاندلس وتحطيم سد بارليف العظيم الصدى 2 جوان 1985