قراءة وعرض لنص محاضرة في موضوع الدين والحياة القاها فضيلته في ندوة البحوث الإسلامية بجمعية المحافظة على القرآن الكريم بتونس 1
يصادف هذا العام (2015) ذكرى مرور خمس واربعين سنة على وفاة العلامة البحر محمد الفاضل ابن عاشور رحمه الله واجزل مثوبته وهي مناسبة لتسليط الأضواء على عطاءاته الغنية المتعددة الجوانب ورغم تعدد التظاهرات والندوات واللقاءات التي انتظمت حوله والتي منها ذكرى الاربعينينة التي اقيمت في المسرح البلدي سنة 1970 واشرف عليها الدكتور الصادق المقدم رحمه الله رئيس مجلس الامة وشهدت مشاركة واسعة من المغرب والجزائر وليبيا ومصر وسوريا وغيرها وتضمنت اعداد خاصة من مجلة جوهر الاسلام ما قدم والقي فيها من بحوث ودراسات وقصائد شعرية وكذلك ما اقيم من ندوات في السنوات التي تلت الوفاة ومع كل ذلك فلا نزال نعثر للشيخ الفاضل ابن عاشور رحمه الله على نصوص هي في الاغلب محاضرات ومسامرات وكلمات ارتجلها في مناسبات متعددة هنا في تونس أو خارجها من ذلك ما جاء في النشرة التي تولى اعدادها الشيخ محمود الباجي رحمه الله تحت عنوان: قيم اسلامية والتي تضمنت عديد المقالات والدراسات والتغطيات لما اقيم في تونس وفي مختلف البلدان العربية والاسلامية من ملتقيات تمحورت حول الدين بصفة عامة والقرآن الكريم بصفة خاصة * ونشرة قيم اسلامية صدرت عن جمعية المحافظة على القرآن الكريم التي كان الشيخ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله رئيس مجلسها الذي تكون في هيئته الاولى من المشائخ: محمد بن عمر وعثمان العياري ومحمد هويسة وعبد الرحمان بلحسين والشاذلي عطاء الله وعبد الحفيظ بوراوي وبوراوي بن ريانة والطاهر بن حسين رحمهم الله جميعا علما وان جمعية المحافظة على القرآن الكريم كانت تابعة لوزارة الثقافة وكان لكل من الأستاذ الشاذلي القليبي وصالح المهدي رحمه الله الفضل في احتضانها والمساهمة في بعثها في فترة الستينات من القرن الماضي وكانت الجمعية الدينية الوحيدة في البلاد ثم جاءت بعدها جمعية المحافظة على القرآن والاخلاق الفاضلة بصفاقس * وعند تولي الشيخ محمود الباجي رحمه الله مسؤولية الكتابة العامة للجمعية قام بعديد الانشطة والمبادرات تمثلت في المسابقات الجهوية والوطنية في حفظ القرآن وفي تنظيم التربصات والدورات التدريبية والتكوينية في القراءات والتجويد التي تخرجت منها الدفعات الاولى للقراء والمجودين وائمة الخمس وكان يشرف على هذه التظاهرات كبار رجال الدولة حيث تسند الجوائز والشهادات على المتخرجين والفائزين * كما شهدت تلك الفترة انطلاق ندوة البحوث الإسلامية التي دارت فعالياتها في مقر الجمعية بنهج بن عروس قرب الجامع الاعظم وافتتحت بمحاضرة القاها فضيلة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور رحمه الله (كان ذلك قبل وفاته رحمه الله في افريل 1970) وقد جاء في نص الاستدعاء ما يلي: * في سبيل ترابط الاجيال والتلاقي الاخوي للتكامل الفكري والحوار العلمي النزيه تقيم الجمعية المعتزة بدعمكم وتشجيعكم ندوة اسبوعية بمركزها العام للبحوث الإسلامية تترابط فيها حرارة الشباب المتطلع للاستكمال وتجربة اخوانه أبناء الجيل الحاضر التواقين الى هذه اللقاءات وتحت هذا الشعار ندعوكم للمساهمة في ندوة الدين والحياة *وقد حضر هذا اللقاء الأول لندوة البحوث الإسلامية مفتي الجمهورية وعميد كلية الشريعة وأصول الدين وهو فضيلة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور رحمه الله ومدير عام الاذاعة والتلفزة ومدير ديوان تعليم الكهول ورئيس مصلحة الشعائر الدينية بالوزارة الاولى واعضاء المكتب التنفيذي للجمعية وثلة من العلماء والاساتذة علما وان هذه الندوة الاسبوعية للبحوث الاسلامية تواصل انعقادها لمدة لا باس بها وقد تولى الاشراف عليها الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله بعد ان تجددت هيئة الجمعية والتي احتفظ فيها الشيخ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله بالرئاسة وضمت كلا من الشيخ الحبيب المستاوي ككاتب عام واعضاءها المشائخ والاساتذة: محمد الهادي بالحاج، حسن الخياري، حسن الورغي، عبد العزيز الزغلامي،احمد بن سدرين، صلاح الدين كشريد، البشير التركي رحمهم الله ،عبد الفتاح مورو وبالتشكيلة الجديدة لجمعية المحافظة على القرآن الكريم التي تمخضت عن مؤتمر انعقد بدار الثقافة ابن خلدون بتونس العاصمة ارتجل فيه الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله خطابا مؤثرا حول القرآن العظيم وشرف خدمته بتفان واخلاص وبدات مرحلة جديدة من حياة هذه الجمعية تفاوت فيها النشاط في المركز وفي الجهات حسب الظروف والامكانات المتاحة.
