قراءة في كتاب هؤلاء اختاروا الاسلام: الجراح الفرنسي موريس بوكاي نموذجا

قراءة في كتاب هؤلاء اختاروا الاسلام: الجراح الفرنسي موريس بوكاي نموذجا


 كتاب يحمل عنوان: اختاروا الاسلام ils ont choisi l’islam الذي أصدرته أخيرا مكتبة العالمية universel بباريس تجاوزت صفحاته الثلاثمائة أعد الأستاذ مسعود بوجنون استعراضا لمسيرة عشرات الشخصيات اللامعة التي أوصلها بحثها عن الحقيقة الى اعتناق الدين الاسلامي وقد تفاوت استعراض مسيرة هؤلاء اختصارا وتوسعا. وهي سير في أغلبها تتسم بالطرافة بحيث تشد القارئ اليها وتثري معارفه وتجيب على كثير من تساؤلاته وهي في النهاية تزيد قلبه طمأنينة وايمانه رسوخا. • في الكتاب استعراض لتجارب أسماء عديدة البعض منهم ممن تهيّأ للكثير منا التعرف عليهم والاجتماع بهم سواء كان ذلك قبل اعتناقهم الاسلام أو بعده. في الكتاب تعريف بمسيرة حياة ايفاد فترى مايروفيتش Evade Vitray Meyerovitch وفانسان مونتاي vincent Monteil وروجي قارودي Roger Garaudy وموريس قلوتون Maurice gloto nوميشال شودكيوستز Michel chodkie wiczودنيس قريل Denis grill ودنيال لكلرك Daniel leclercودومينيك بنو Dominique Penot وايريك جووفروا Eric Geoffroy وجاك روتي Jacques Roty وبرينو قيداردوني Bruno guiderdoni وجون قورود Jean gouroud وموريس بوكاي :Maurice Bucaille وهذا الأخير هو الذي سنتوقف عنده هذه المرة واعدين القراء بأن نعود بين الفينة والأخرى لنورد نتفا من سيرهم وما أضافوه الى المكتبة العلمية والدينية في مختلف اختصاصاتها علما بأن كتاب (اختاروا الاسلام ils ont choisi l’islam) يحتوي سير غير هؤلاء ممن ذكرنا أسماءهم وهم الفرنسيون فالكتاب يحتوي على تجارب وسيرة غيرهم من مختلف الجنسيات الأوروبية (انقليز وألمان وايطاليين واسبان وهولانديين وسويسريين ونمساويين وغيرها من الجنسيات الأخرى) • الدكتور موريس بوكاي جراح فرنسي ولد سنة 1920 وتوفي سنة 1998 بعد عمر قضاه في البحث العلمي وهو ينحدر من عائلة علمية عريقة ذات عطاء ثري ومعرفة دقيقة بتاريخ الكتب المقدسة: العهد القديم والعهد الجديد، وقد اشتد اهتمام الدكتور موريس بوكاي بأخبار وقصص الكتب المقدسة ومنها أخبار الفراعنة وقصة موسى عليه السلام، وهو علم المصريات والفرعونيات والمومياء والتحنيط وقد باشر الدكتور موريس بوكاي البحث في هذا المجال وكان ذلك سببا في لفت اهتمامه وانتباهه لدقة الوصف القرآني لقصة فرعون وكيف نجى الله بدنه في معجزة خلد ذكرها القرآن ليكون لمن بعده آية. فقد اكتشف وكان ذلك في مؤتمر علمي حضره الدكتور موريس بوكاي بالمملكة العربية السعودية سرّ هذا الحفظ منصوصا عليه في القرآن مما دفعه الى دراسة القرآن الكريم من الناحية التاريخية وما ورد فيه من اخبار الأمم السابقة وبالخصوص أخبار الفراعنة وقصص الأنبياء، وجد في كل ذلك دقة لا تناقض فيها وكان ذلك دافعا لاكتشاف جوانب إعجاز أخرى، هي الاعجاز العلمي الطبي وهنالك توصل الى نتائج عجيبة هي استحالة ان يوجد تناقض بين آيات القرآن الكريم وآخر ما انتهت اليه الاكتشافات في مختلف مجالات العلم في أدق اختصاصاتها واستحالة ان يكون ذلك من تأليف وصياغة بشر مهما كانت سعة معارفه ومهما كانت عبقريته فمعارف وعلوم القرن الذي ظهر فيه القرآن هي متاخرة عما وصل اليه العلم بعد ذلك بقرون عديدة. ودفع ذلك موريس بوكاي الى كتابة كتابه: العهد القديم والقرآن والعلم: الكتب المقدسة في ضوء المعارف العصرية: La Bible, Le Coran et la science Les écritures saintes examinées à la lumière des connaissances modernes وانتهى في هذا الكتاب بعد دراسة علمية موضوعية الى ان القرآن في آياته العلمية يتطابق مع آخر ما انتهت اليه الاكتشافات العلمية مما يثبت ان هذا الكتاب (القرآن الكريم) يستحيل ان يكون من تأليف بشر، انه وحي من الله أنزله على النبي الأمي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام • وقد ترجم هذا الكتاب الى عديد اللغات الأوروبية ولغات الشعوب الإسلامية عديد المرات وكانت تنفذ بسرعة كبيرة. • ولقد تهيّأ لي شخصيا التعرف على الدكتور موريس بوكاي من خلال كتابه السالف الذكر اذ بادرت بكتابة رسالة مصحوبة بنسخة من الكتاب الى الأستاذ الشاذلي القليبي وكان آنذاك وزيرا للثقافة واقترحت عليه ان يدعو الدكتور موريس بوكاي للمشاركة في الموسم الثقافي الذي كانت تنظمه اللجنة الثقافية الوطنية فاستجاب مشكورا لهذا المقترح وكان ذلك في أواخر السبعينات وزار الدكتور موريس بوكاي تونس وألقى محاضرتين كانت إحداهما في الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين وكان عميدها آنذاك فضيلة الشيخ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله وقد جمعت الدكتور موريس بوكاي الذي كان مصحوبا بزوجته في منزل الشيخ الوالد رحمه الله بثلة من الشيوخ والأساتذة والأصدقاء والأهل في مأدبة كانت مشفوعة بحوار شيق حول مسيرة هذا الرجل وصلته التي توثقت بالقرآن الكريم وتعلمه اللغة العربية من أجل الوقوف على أسرار هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي لا يمكن ان تعبر عن إعجازه الترجمات مهما بذل فيها أصحابها من جهود وحدثنا في تلك الليلة عن البحوث التي كتبها وأودعها في الأكاديمية الطبية الفرنسية والتي يدعو فيها زملاءه الباحثين في مختلف الاختصاصات الى ان يكتشفوا هذا التطابق العجيب بين الحقائق العلمية والإشارات القرآنية مما يؤكد ان القرآن لا يمكن ان يكون الا كلام الله ويستحيل ان يكون من صياغة بشر وان الذي جاء به يستحيل ان يكون الا نبيا. وقيل له في تلك الليلة انت إذن مسلم فأجاب الإيمان: محله القلب اما عقليا فأنا مسلم. وكان الجواب ذكيا ولم يلبث بعد ذلك ان أعلن اسلامه وقد أشهد على ذلك كل من الدكتور تقى الدين الهلالي من المغرب والدكتور الصبيحي من الكويت وغيرهما ممن حضروا وكان ذلك في باريس سنة 1981 • وتوطدت بيني وبين الدكتور موريس بوكاي العلاقة فكنا نلتقي في ملتقيات الفكر الاسلامي بالجزائر وكانت محاضراته وبحوثه تلقى الاستحسان والاعجاب والتي كنا ننشرها على صفحات مجلة جوهر الاسلام، إلا من طرف البعض ممن لا يتقبلون هذه الشهادات المنصفة من أمثال الدكتور موريس بوكاي ويشككون في نوايا أصحابها ! ولكن سيرة الرجل وعلو همته ورفعة منزلته العلمية تنزهه ولا أدل على ذلك عدم تردده في إعلان اسلامه رحمه الله وأسكنه فراديس جنانه وجازاه عن الاسلام خير الجزاء



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.