في مواكبة وفد الله ضيوف الرحمان إلى بيت الله الحرام ومدينة سيد الانام عليه الصلاة والسلام(1)

في مواكبة وفد الله ضيوف الرحمان إلى بيت الله الحرام ومدينة سيد الانام عليه الصلاة والسلام(1)


من حجيج بيت الله الحرام من يتاخر قدومهم إلى البقاع المقدسة إلى ما قبل يوم التاسع من ذي الحجة الذي هو يوم عرفة بايام قليلة وهؤلاء يقصدون مكة ليؤدوا ما اختاروه: إما حج الافراد أو حج القران أو حج التمتع ولكل منها كيفيته أما اولئك الذين جاؤوا إلى البقاع المقدسة في متسع من الوقت فهؤلاء يقصدون المدينة المنورة لزيارة سيد الانام عليه الصلاة والسلام عليه في مواجهته الشريفة والسلام على صاحبيه ابى بكر وعمر رضي الله عنهما والصلاة في الروضة النبوية ما بين بيته ومنبره عليه الصلاة والسلام وهي روضة من رياض الجنة. * والمدينة المنورة مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاصمة الاسلام الاولى (والتي يحتفل هذا العام كعاصمة للثقافة الإسلامية باقامة العديد من التظاهرات الثقافية والعلمية فضلا عن المعارض التي تصور تاريخها ومعالمها) * المدينة هي أحب بلاد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد دعا ليلة الهجرة وهو يودع أحب البلاد مكة المكرمة (اللهم كما اخرجتني من أحب البلاد الي (مكة) فاسكني أحب البلاد اليك) فكانت المدينة المنورة هي التي اختارها الله لتكون محيا رسول الله ومماته، وذلك هو ما طمان به رسول الله صلى الله عليه وسلم الانصار يوم فتح مكة حيث ظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيبقى في مكة فقال لهم (المحيا محياكم والممات مماتكم) فكان لهم للامة ولكل من يشد الرحال زائرا مسجده انيسا وشفيعا، فالمسجد النبوي هو احد ثلاثة مساجد تشد اليها الرحال وتتضاعف فيها الصلوات: (المسجد الحرام بمائة الف صلاة والمسجد النبوي بالف صلاة والمسجد الاقصى عجل بخلاصه وتحريره بخمسمائة صلاة)، والمدينة المنورة هي حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يحس فيها الزائر بسكينة وطمانينة وراحة نفسية ويشعر بانس وقرب من ساكن المدينة عليه الصلاة والسلام الذي يرد السلام على كل من وقف مسلّما عليه في مواجهته الشريفة، يسلم بذلك كل قادم على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وواقف بين يديه مستحضرا الذات المحمدية الشريفة في كل تجلياتها وكمالاتها الخلقية والخلقية صلى الله عليه وسلم وكرم وعظم فهو رحمة الله المهداة والشفيع لامته يوم الدين والهادي لها إلى سواء السبيل والصراط المستقيم، وهو الحبيب المحبوب مكرس ومجسم قيمة المحبة في القلوب (لا تؤمنوا حتى تحابوا افلا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم). يأتي الزائر إلى المدينة المنورة وتسبقه اليها اشواقه إلى هذا اللقاء الذي لا يرتفع إلى درجته لقاء آخر، وما إن تطل لناظر الزائر ابنية المدينة وعمرانها الممتد في مختلف الجهات وما إن يرى صوامع المسجد النبوي وقبته الخضراء حتى تنهمر عيناه بالدموع، دموع الفرحة والسرور بلقاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، قد تكون الفرحة اشد في الزيارة الاولى ولكنها تتكرر في كل مرة اخرى، بل وفي كل وقفة امام المواجهة الشريفة، عبر عن هذه الحالة كل من زار المدينة والمسجد النبوي حتى أولئك الذين كانوا قبل الزيارة غير مدركين لما لهذا النبي الكريم والرسول العظيم من منزلة عند من ارسله رحمة بالعالمين وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا. ومهما طالت مدة اقامة الزائر للمدينة فهي قصيرة تمر مر السحاب. ايام قلائل قبل التوجه إلى مكة المكرمة يقضيها الزائرون للمدينة المنورة بين آداء الصلوات المفروضة والتنفل بما تيسر لهم من ركعات يؤدونها في خشوع واستغراق وفي سجود خالص لله فيه دعوات حارة يشعر صاحبها بانه ليس بينها وبين الله حجاب ويملأ الزائر وقته بالذكر: تسبيحا واستغفارا وحمدا وتكبيرا وتهليلا وصلاة وسلاما على افضل خلق الله امتثالا لامره سبحانه وتعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ولا يترك الزائر لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي مسجد قبا ليصلي فيه ركعتين (تعدلان عمرة كما ورد في الحديث) ومسجد قبا هو اول مسجد بني قبل الوصول إلى المدينة وبناء المسجد النبوي حيث بركت القصواء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وياتي الزائر مسجد القبلتين (الذي شهد تحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة المكرمة) وياتي الزائر مقبرة شهداء احد حيث يرقد سيد الشهداء حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين معه وياتي الزائر مقبرة البقيع التي تحوي قبور امهات المؤمنين وبنات رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام وآل بيته الاطهار ومن تبعهم من صالحي الامة عليهم رضوان الله، وكل هذه المزارات فرص للتدبر والتذكر والتامل والدعاء الخالص الخاشع لله رب العالمين. ويؤدي ضيوف رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الزيارات وهم يستمتعون بالجوار ولو لايام قليلة فترى على وجوههم السرور والفرحة تعبر عن ذلك القسمات والكلمات بمختلف اللغات، الجميع يحمدون الله ويشكرونه على ما يسر لهم وسهل وقرب فله الشكر اولا وآخرا. * والمدينة المنورة اليوم تشهد تطويرا وتعصيرا وتوسعة شهدت كل مرفق من مرافقها حتى ينعم الزوار وتتذلل لهم كل المصاعب، فالمسجد النبوي اليوم بتوسيعاته المتعددة على اجمل حال: صيانة وانارة وتكييفا وفرشا حيثما ادركت الصلاة الزائر صلى في راحة وطمانينة داخل المسجد النبوي وفي ساحاته يمينا وشمالا وجنوبا تحت مظلات تحجب حرارة الشمس واشعتها ومنشآت سكنية وفق ادق مواصفات السلامة ووسائل نقل: حافلات توصل الزائرين إلى ابواب المسجد النبوي. ولا يتوقف التطوير والتحسين فها هي مدينة للحجاج بصدد الانشاء في المدينة المنورة (تبعد عن الحرم النبوي (4كيلو) توجد فيها جميع الخدمات التي يحتاجها الحاج والمعتمر والزائر بحيث تخفف الضغط والازدحام عن المنطقة المركزية وفي نفس الوقت توفر الراحة لضيوف الرحمان ولمقدمي الخدمات بوجودهم في مكان واحد مما يحقق اهداف وزارة الحج في تيسير الاجراءات وايجاد البنية المناسبة لآداء النسك وستضم هذه المدينة مكاتب لجميع الاجهزة الحكومية التي تقدم خدماتها إلى ضيوف الرحمان بالاضافة إلى شركات العمرة وشركات حجاج الداخل وشركات الطيران ومستشفى ومكاتب شؤون الحجاج والتي يزيد عددها عن (سبعين دولة) تشمل الكوادر الادارية والطبية ومعرض ومتحف للحج ومحطة للمترو ومحطة لوزن الامتعة بحيث تؤخذ امتعة الحاج من سكنه إلى محطة الوزن ومنها إلى المطار والحاج يتوجه إلى المطار ببطاقة صعود الطائرة لاختصار الوقت والجهد وتخفيف التكدس والازدحام في صالات المطار...) جاء ذلك بعد أن اعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن موافقته لمبادرة وزارة الحج بانشاء مدينة متكاملة للحجاج في المدينة المنورة وذلك ما صرح به واعلنه الدكتور بندر بن محمد الحجار وزير الحج ونشرته الصحف ووسائل الاعلام السعودية.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.