في رحاب القرآن:الرسول الشاهد والمبشر وواجب من آمنوا به نحوه عليه السلام

في رحاب القرآن:الرسول الشاهد والمبشر وواجب من آمنوا به نحوه عليه السلام


يقول الله تيارك وتعالى: “إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقره وتسبحوه بكرة وأصيلا”.صدق الله العظيم .الآيتان 8 و9 من سورة الفتح آيات عديدة من كتاب الله العزيز جاء الخطاب الإلهي فيها من الله العلي العظيم إلى نبيه ورسوله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام منها على سبيل الذكر لا الحصر قوله جل من قائل (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وهاتان الآيتان من سورة الفتح (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقره وتسبحوه بكرة وأصيلا) وهي خير ما ينطلق منه في بيان محامد ومكارم سيد الأولين والآخرين عليه الصلاة والسلام وما بعثه به ربه من هدي قويم وما خطه عليه الصلاة والسلام لامته من صراط مستقيم (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) المرسل (بالجر) هو الله سبحانه وتعالى رب العباد والمرسل (بالفتح) هو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين بدين الإسلام الدين الذي رضيه الله لبعاده والمرسل (بالفتح) إليهم هم الناس كافة (العالمين) لم يرسل الله تبارك وتعالى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لقوم ولا لشعب ولكن أرسله للناس كافة بمختلف أجناسهم وأعراقهم وألوانهم ولغاتهم وفي مختلف أزمنتهم وأمكنتهم، ومن هنا جاءت شهادته على الناس كافة فقد دعا عليه الصلاة والسلام الأقارب والأباعد ودعا العرب والعجم، دعا الجميع لما يحييهم ولما يرضي الله عليهم، دعا عليه الصلاة والسلام سرا وعلانية ولاقى في سبيل تبليغ الدين الذي جاء به ما لاقى من الضنك والتضييق فما وهن وما تنازل قيد أنملة عن الخط القويم والصراط المستقيم الذي قوامه وعموده الفقري (لا اله إلا الله) أفضل ما قاله كل النبيين والمرسلين عليهم السلام. ظل عليه الصلاة والسلام يدعو بإصرار وثبات (قولوا لا اله إلا الله تفلحوا) ولم يضعف أمام كل صنوف الترهيب والترغيب وأجاب عمه أبا طالب (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على إن اترك هذا الأمر ما تركته). يقول تعالى (إنا أرسلناك شاهدا) أورد القرطبي عدة أقوال منها قول قتادة: على أمتك بالبلاغ وقيل شاهدا عليهم بأعمالهم من طاعة أو معصية وقيل مبينا لهم ما أرسلناك به اليوم، وقيل شاهدا عليهم يوم القيامة فهو شاهد على أفعالهم اليوم والشهيد عليهم يوم القيامة. يقول جل من قائل (لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) وكان عليه الصلاة والسلام شهيدا، بلغ كل الدين: عقيدة وعبادة ومعاملة، بلغ كل ذلك بالحجة والبرهان وبالقدوة والأسوة إلى أن أتم الله الدين وأكمله على يديه ووقف يتلو قول ربه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). ووقف عليه الصلاة والسلام يعلن: ألا هل بلغت اللهم فاشهد؟ ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب. لقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسالة وأدى الأمانة، أما أمته من بعده فإنها تتحمل مسؤولية إبلاغ الدين وتبليغه بنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو نهج الحكمة والرفق ونهج السماحة والتيسير، انه نهج عنوانه الآية الكريمة (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). قوله تعالى (ومبشرا) فان من يطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره من عند ربه الجزاء الأوفى والأوفر أي دخول الجنة والتمتع بنعيمها (ونذيرا) من العذاب والعقاب الذي أعده الله لمن كفر بالله ورسوله. قال القرطبي والمعنى: إنا أرسلناك مقدرين بشهادتك يوم القيامة. قوله تعالى (لتؤمنوا بالله ورسوله) فالغاية من بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي دعوة الناس كافة إلى الإيمان بالله ورسوله ومن سبقه من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام. قوله تعالى (وتعزروه) التعزير التعظيم والتوقير قال الحسن والكلبي: تعظموه وتفخموه وقال قتادة تنصروه وتمنعوا منه وقال ابن عباس وعكرمة: تقتلون معه بالسيف وقال بعض أهل اللغة تطيعوه. قوله تعالى (وتوقروه) والتوقير التعظيم والتعزير والتوقير واجب من المؤمنين لرسولهم الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ومن أولى بذلك منه وهو من اخرج الله به الناس من الضيق إلى السعة ومن الجور إلى العدل ومن الظلام إلى النور وهو الشفيع بأمته وهو عليه الصلاة والسلام من اصطفاه الله واجتباه واختاره وأدبه وجعله على خلق عظيم وهو من اختصه الله بالدين الخاتم: دين الإسلام ولا يمكن التصرف نحوه ومعه في حضوره وفي غيابه وبجانبه وبعيدا عنه في الزمان والمكان إلا بمنتهى الأدب وخفض الجناح، لا يرفع عنده صوت ولا يسمح حذوه وبحضوره وفي المجلس الذي يذكر فيه أن يتحدث بلغو ذلك هو الأدب الواجب من الأمة نحو حبيبها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهو أهل السيادة والتقدير والاحترام وهو عليه الصلاة والسلام أهل الحب والود الذين هما سفينة النجاة إذ المرء يحشر مع من أحب. قوله تعالى (وتسبحوه بكرة وأصيلا) الذي يسبح بكرة وأصيلا هو الله جل جلاله فهو المنزه عن الشبيه والشريك والوالدة والولد. وسبيل تسبيح الله وتنزيهه عن كل ما لا يليق به مما هو قبيح إنما عرفه للناس وبينه لهم في عقيدة سليمة قويمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في الدين الذي جاء به والمحفوظ في كتاب الله العزيز الذي نطقت آياته بمثل قوله تعالى (الله لا اله إلا هو الحي القيوم( و)قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد) صدق الله العظيم.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.