في الاشواق الى حج بيت الله الحرام

في الاشواق الى حج بيت الله الحرام


في الاشواق الى حج بيت الله الحرام  ( مع الحجيج في مكة وعرفات ومزدلفة ومنى)

كتب محمد صلاح الدين المستاوي                 

هاهي افواج الحجيج تتقاطر على بيت الله الحرام قادمة من كل فج عميق ملبية للاذان الذي امر الله به الخليل ابراهيم عليه السلام( واذن في الناس ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق)

ها هم ياتون يرددون نفس الكلمات( لبيك اللهم لبيك.لبيك لاشريك لك لبيك. ان الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك) ياتون لاداء مناسك  خامس اركان الاسلام (  الحج الى بيت الله الحرام) متجردين  ظاهرا من المخيط والمحيط ومن كل ما يميز بينهم في الهيئة والمرتبة الاجتماعية ومتجردين باطنا من الحول والطول مفوضين و مسلمين امرهم كله لربهم في حال اشبه مايكون بالحال الذي سيكونون عليه  يوم الوقوف بين يدي الله للحساب ذلك اليوم الذي لاينفع فيه مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم ولاينجو من اهواله الا من تزود له في هذه الحياة  الدنيا بخير زاد( وتزودوا فان خير الزاد التقوى)

كاني ارى  حجيج بيت الله الحرام في هذه الايام الاولى من شهر ذي الحجة الذي هل عليهم هلاله رجالا ونساء شيبا وشبابا    من مختلف الاجناس والالوان تعج بهم ارجاء بيت الحرام البيت  وهم بين طائف بالكعبة   متعلق باستارها  مقبل او مستلم للحجر الاسعد( يمين الله في الارض) او واقف عند الملتزم (بين الحجر وباب الكعبة)لاتفتر السنتهم عن الذكر والضراعة الى الله باخلص الدعوات خاشعة قلوبهم وذارفة اعينهم بالدمع الحار حامدين الله الذي اصطفاهم فجعلهم  من ضيوف بيته الحرام لايتطرق اليهم  ادنى شك او ريب بانهم سينالون رحمة  ربهم التي وسعت كل شيء وكيف يياسون من روح الله و هل يياس من روح الله و رحمة الله الا القوم الكافرون و  كيف يياسون من غفران ذنوبهم ومحو سياتهم وهم يتلون قوله جل من قائل  في كتابه العزيز'( قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم  لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم  )  

وكاني اراهم يغص بهم المسعى بين الصفا والمروة في ذهاب واياب مستحضرين مشهد هاجر وابنها الرضيع اسماعيل الذين تركهما ابراهيم الخليل عليه السلام  في   الوادي غير ذي الزرع وديعة عند من لاتضيع لديه الودائع وفيما الام هاجر المشفقة على ولدها ان يهلكه العطش يفجر الله الذي يقول  للشيء كن فيكون  عند رجليه عينا يسيل ماؤها المبارك ليبقى طعمة وشفاء'(ماء زمزم لما شرب له)

يقضي حجيج بيت الله الحرام الايام القادمة في جوار بيت الله الحرام تحفهم سكينة وامن  يهرعون لاداء صلواتهم الخمس وللطواف بالبيت والصلاة عند مقام ابرهيم لايشغلهم عن ذلك شاغل ولاهم لهم الا ان يعمرو ا ساعات يومهم وليلهم بما يستطيعون من الطاعات والقربات التي يتضاعف عليها الثواب في مكة اضعافا مضاعفة  

 انها الايام التي تسبق يوم الحج الاكبر  يوم التاسع من ذي الحجة يوم الوقوف بعرفة و(الحج عرفة )ذلك اليوم المشهود الذي يتجلى الله في مسائه على عباده حجيج بيت الله الحرام ويشهد ملائكته( هؤلاء عبادي اتوني من كل فج عميق شعثا غبرا الااشهدكم يا ملائكتي اني قد غفرت لهم ) فيخرجون من ذنوبهم كيوم ولدتهم امهاتهم

 .يالها من جائزة غفران الذنوب ومحو السيئات التي اغواهم بها ابليس عليه لعنة الله الذي لايرى في يوم من الايام احقر منه  كما يرى يوم عرفات وقد محي الله ذنوب الحجيج

 جائزة ويالها من جائزة ومكرمة الهية يعود بها الحجيج  يهون عليهم مابذلوه من اموال  ومالاقوه من متاعب السفر وفيهم المسن وفيهم العليل ولكن لعظم الجائزة ينسون مابذلوه من مال وما لاقوه من تعب

تغرب على حجيج بيت الله الحرام    شمس يوم التا سع من ذي الحجة وهم على عرفات في استغراق كامل واغتنام لاخر لحظات ذلك اليوم المشهود وقد  صلوا  الظهر والعصر جمع تقديم في دعاء خاشع خالص لله تعالى القائل '( وقال ربكم ادعوني استجب لكم) وافضل الدعاء دعاء يوم عرفة كما جاء في الحديث الشريف

 ولايبقى للحجيج من مناسك الحج الا  الوقوف عند المشعر الحرام بمزدلفة حيث يؤدون صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا ليلة العيد   ثم يرمون الجمرات  في منى يوم العيد واليومين اوالثلاثة الموالية و يطوفو ن طواف الافاضة(الذي  يمكن ان يؤدى على اثر الرمي يوم العيد كما يمكن ان يؤخر) وبذلك تكتمل المناسك ويكون ان شاء الله الحج مبرور ا  و(الحج المبرورليس له ثواب الا الجنة)

  ذلك ايها القارىء استحضار- من بعد -  لما تكرم  به الله على ضيوفه من حجيج بيت الله الحرام واردت ان يعبربها  القلم عما يجيش في الصدر عن مشاعر الشوق  الشديد الى تلك البقاع   المقدسة التي يهفو اليها الفؤاد وتتمني النفس ان لاتحرم الورود عليها والتزود منها بخير زاد في ما ياتي من الاعوام ان شاءالله وما ذلك على الله بعزيز



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.