فضيلة الشيخ محمد المزي رحمه الله صفحات من عطائه العلمي والأدبي (1926-2008)
في 26 نوفمبر 2008 رحل إلى دار البقاء الشيخ العالم والمربي الفاضل والوطني الصادق الشيخ محمد المزي رحمه الله واسكنه فراديس جنانه بعد عمر قضاه في خدمة الدين والوطن والتربية والثقافة في عطاء متواصل ومتعدد المجالات والميادين هو عنوان التميز للشيخ محمد المزي رحمه الله وزملائه من شيوخ الزيتونة الأعلام رحم الله مم مات منهم وأمد في انفاس من لا يزالون على قيد الحياة. فالشيخ محمد المزي رحمه الله من مواليد شهر أكتوبر سنة 1926 بمدينة طبربة حيث زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة العصرية إلى أن نال الشهادة الابتدائية والتحق بجامع الزيتونة ليتدرج في الإحراز على شهادات الأهلية والتحصيل والعالمية في الآداب، ونجح بتفوق في مناظرة التدريس حيث ضمه سماحة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله إلى الشيوخ المدرسين بالجامع الأعظم. ثم درس الشيخ محمد المزي رحمه الله بالمعاهد الثانوية وتولى إدارة العديد منها بكفاءة واقتدار وأضاف إلى التدريس والتعليم والادراة القيام بعديد الأنشطة الاجتماعية والثقافية والحزبية في طبربة ورئاسة البلدية لعدة دورات واختير عضوا لمجلس النواب. وترأس فرع جمعية المحافظة على القرآن الكريم وتولى الإمامة والخطابة بمدينة طبربة لمدة ثلاثين سنة. وللشيخ محمد المزي رحمه الله عدة مؤلفات وأبحاث علمية وتاريخية بالخصوص حول مدينة طبربة و الاندلسيين الذين استوطنوا تونس وقد ترجمت إلى لغات أجنبية بعض بحوثه. وكانت للشيخ محمد المزي رحمه الله مشاركات هامة في الحصص الدينية التي بثتها التلفزة الوطنية بالخصوص حصة المنبر الديني تميزت بالدقة العلمية والحجة البالغة فضلا عن السماحة التي عرف بها في دعوته إلى الدين وقيمه السمحة. رحم الله الشيخ محمد المزي رحمة واسعة وجعل ما قدمه من أعمال صالحة في سجل حسناته. وللشيخ أشعار هي مرثيات وابتهالات وضراعات نورد للقراء عينات منها ابتهـــــــــال يا خـالق الكـون إنـي *مـالـي إلـه سـواكـا قد لـذت بالذكـر علـي * في النفس ألقى رضاكـا هـذا الفـؤاد المعنّــى *الحـب يبغـي هداكـا أنكـرت ما كان يهـوى * لمـا دعانـي بهـاكــا مـن فضـل ربي علـي * قـد كان شهـدا هواكـا ذي خمرة الروح صارت * بالكأس تبـدي رضاكـا شمس الهـدى قد تعلـت * في الكـون بحر عطاكـا سـارت إليـك الركـاب * والقلـب يبغـي سناكـا والحب عنـدي أرانـي * ذا السـر فيمـا دعاكـا فقـري إليكـم حبانـي * بالسعـي فيمـا رجاكـا يا مـن رفعت الوضيـع * بـالعـزّ لمـا أتـاكـا يـا واحـدا فـي عـلاه * ستـرا لمن قد عصاكـا فالجـود منكـم عميـم * والعبـد يرجـو عطاكـا اكشـف كروبـا توالـت * وارحـم عبيـدا رجاكـا نوديت يـا رب فاسمـع * من راغب فـي حماكـا شكـرا سجدنـا لمولـى * فـازداد قربـا سنـاكـا للعبـد هـذا دنـــوت * سبحانك في عــلاكـا يـا مـن بقلبـي تجـلى * هـل نـال عبد رضاكـا يـا خالقـي لا تدعنـي * مالـي مغيـث سـواكـا ابتهـــــــــال الاهـــي أنـت تسقينــــي * بكـأس العشـق تـروينــــي حــلال الــراح يشفينــــي * وروح الحــب يدنينــــــي ولفظــي بالهـــوى بـــاح أنــا بالبــاب ضمـــــآن * شـديـد الشــوق لهفــــان ورب البيــت رحمــــــان * عميـم الفضــل محســــان إلـى مـن كـان ملحـــــاح الاهــي كيـف يرتــــــاب * أنــاس فـي الهــوى ذابــوا لنيـل القــرب قـد جـابـــوا * فيـــافـي مـالهـا بــــاب وقــوفـا نـرفـع الــــراح رضـا مـولاي انـعــــــام * على من في الهـوى هـامـــوا بمـا يـرضيـه مـا دامــــوا * لـذكـر اله قـد قـامـــــوا وعطـر الـذكـر قـد فـــاح دعـونـاك فـي الدجـى ربــي * لنيــل الفــوز بالقـــــرب وستـر العيـب والذنـــــوب * وورد المنهـــل العـــــذب فعمـري فـي الهــــوى راح
