سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو داعية التسامح والتعايش والسلام

سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو داعية التسامح والتعايش والسلام


إن رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام لن ينال من قدره ولن ينقص من شأنه تقول متقول أو ازدراء متحامل أو استنقاص مغرض فهو عليه الصلاة والسلام أعظم من أنجبت البشرية عبر تاريخها المديد بشهادة المنصفين من غير المسلمين من مختلف الأجناس والأديان ممن تهيأت لهم فرص الانكباب على سيرته وتاريخ حياته منذ ولادته مرورا ببعثته إلى ان انتقل إلى الرفيق الأعلى لقد شهدوا له بكل الكمالات الإنسانية حيث لم يعثروا له على نقيصة واحدة ولم يقفوا على أدنى تناقض أو تعارض بين ما دعا إليه وجاء به من عند الله وما أتاه من تصرفات وسلوكيات في كل أحواله: شدة ورخاء وضعفا وقوة، نعم انه كما وصفه ربه ابلغ وصف (وانك لعلى خلق عظيم) وما ذلك إلا لأن ربه ومرسله رحمة للعالمين بالدين الخاتم قد (أدبه فأحسن تأديبه) وهذه الحقيقة التي ما ننفك نذكر بها هي ابلغ دعوة للدين الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أننا لا نجد أفضل وارفع وأجمل من أقواله وأفعاله، وحده ولا احد سواه، مهما ارتفع مقامه وعلا شأنه، وقد جعل الله الفلاح والصلاح والنجاح في إتباعه (ولكم في رسول الله أسوة حسنة) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وهذا بالطبع بالنسبة لمن آمنوا به واتبعوا الدين الذي جاء به أما غيرهم فهم أصناف منهم وهم الأكثر من لا يعرفون ابسط المعلومات والمعطيات عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهذا الجهل تترتب عنه أمور عديدة منها ما يصل إلى حد التحامل على رسول الله والافتراء عليه وإلصاق أشنع التهم الباطلة والأحكام الخاطئة والمتحاملة في حقه عليه الصلاة والسلام كما جرى على صفحات الجريدة الدانماركية إذ اتخذت من حرية التعبير ذريعة للنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاشا لحرية الرأي وحرية التعبير أن يكونا على هذه الصفة، فحرية الرأي وحرية التعبير لا بد أن تستندا على حقائق ثابتة ووقائع ملموسة ولا نعتقد أن أحدا يستطيع أن يعثر على نقيصة واحدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بل نستطيع أن نعمم فنقول إن كل أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام يمثلون قمة الكمال الإنساني فيما قالوه ودعوا إليه وفيما أتوه من تصرفات في حياتهم الخاصة والعامة على مرأى ومسمع من الناس وفي غياب عن أعينهم. إن الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ظلموا وافتري عليهم ولعل أكثرهم نيلا منه وافتراء عليه وظلما له هو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ولكن كل ذلك لم ينقص من شأنه بل على العكس من ذلك كثيرا ما دفعت هذه الحملات المغرضة عليه إلى الرغبة الشديدة في مزيد التعرف على شخصيته وكانت نتائج هذا البحث الجاد الوصول إلى الحقيقة الآنفة الذكر التي هي أن البشرية عبر تاريخها الطويل لم تنجب أعظم وأنبل وأكمل من محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وقد قلب هؤلاء الباحثون والدارسون الجادون صفحات التاريخ ونقبوا ومحصوا وقارنوا فلم يجدوا إلا ما يدعو إلى الإعجاب بل الانبهار بشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لن نورد الشهادات وهي بالعشرات بل بالمئات والآلاف أعلنها مؤرخون وساسة وعلماء في كل الاختصاصات ولا تزال شهاداتهم تتوالى وقد استحق رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرتب الأول في المائة الأعظم في تاريخ الإنسانية ولو شهد بذلك مسلمون لقلنا إنها العاطفة أما والذين شهدوا ويشهدون هم من غير المسلمين وهم الأرفع درجة والأعلى منزلة في اختصاصاتهم وفي بيئاتهم فان شهاداتهم ترتقي إلى درجة الحقائق التي تصل إلى مرتبة المسلمات والثوابت. إن أحد هؤلاء الذين تعرفوا على كمالات وجمالات سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نصح المسلمين-ويا ليتهم يسمعون هذه النصيحة- بان يعرفوا بنبيهم محمد عليه الصلاة والسلام لقد ذهب لويس ماسنيون إلى حد الاقتراح على المسلمين بان يترجموا إلى كل لغات الشعوب الأخرى كتابا اعتبره يعطي صورة متكاملة وشاملة عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ألا وهو كتاب (الشفا) للقاضي عياض. إن من يشوهون صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكلمة أو الصورة أو الكاريكاتور أو غير ذلك متحاملون غير موضوعيين ولا يمكن لأي واحد منهم أن يأتي بحجة واحدة ودليل واحد على ما يلصقونه زورا وبهتانا برسول الله صلى الله عليه وسلم ونستطيع أن نجزم بان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو من دعا قبل أي احد آخر إلى أنبل القيم الإنسانية وأعظمها وأحبها إلى أنفس الناس وأقربها من طبائعهم. إن سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام هو داعية الإخاء الإنساني وهو داعية الرحمة وهو داعية السلام وهو داعية التسامح وهو داعية التعايش وهو عليه الصلاة والسلام حامل لواء الحرية والعدالة والمساواة. انه ليس فقط من دعا إلى هذه القيم الإنسانية الخالدة في ذلك الزمن المتقدم –أي قبل أكثر من أربعة عشر قرنا- بل هو من جسم هذه القيم في حيز الواقع المعيش في حياته أولا وفي حياة من آمنوا به واتبعوه ثانيا وذلك في وقت قياسي قصير جدا. انه عليه الصلاة والسلام من صدع عاليا بإعلان التعايش بين بني الإنسان على مختلف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم وأديانهم “يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم” انه عليه الصلاة والسلام من ذكر بأصل الناس الواحد “كلكم من آدم وآدم من تراب” وحتى الدين الذي جاء به للناس، دين الإسلام، الذين الخاتم فقد بلغ عن ربه في شأنه قوله جل من قائل “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي” لقد أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمة النفس البشرية مهما كان دينها أو لونها أو جنسها وتلا على مسامع المسلمين وغير المسلمين أن قتل نفس بشرية واحدة هو كقتل كل الناس (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) أفبعد هذه الآيات المحكمات والصرخات المدويات بالحق يمكن أن يصدق احد أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم يمكن أن يكون داعية قتل أو ممارس إرهاب ومصدر فتنة!؟ معاذ الله انه الجهل أو الجهل والتحامل معا وهما ما يمكن أن يوصف بهما ما نشرته الصحيفة الدانماركية مما لا تبرره المواثيق والعهود والقيم الأخلاقية والارتباطات الاجتماعية والإنسانية وهذا الصنيع لا يمكن اعتباره من قبيل الحرية لا في الرأي ولا في التعبير ولا يدل على ما ينادى به على كل الأصعدة من ضرورة الاحترام المتبادل وهو أيضا يتنافى مع التحضر والتمدن والرقي التي من مقتضياتها احترام مشاعر الآخرين وتجنب كل ما من شأنه أن يسيء إلى الآخرين ولا يمكن أن يكون إلا من قبيل نعيق الغربان وقرع طبول الحرب واستعجال الصدام الذي تعلن مبادئ الإسلام انه لا موجب له ويدل تاريخ المسلمين الطويل في كل بلدانهم وفي كل ظروفهم وأحوالهم أنهم دعاة سلام وتسامح وتعايش يعطون من تصرفاتهم وسلوكياتهم الحجة والدليل.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.