رئيس وزراء ماليزيا يقدم روزنامة اقتصادية للعالم الإسلامي

رئيس وزراء ماليزيا يقدم روزنامة اقتصادية للعالم الإسلامي


* تعدّ الفجوة بين العالم الإسلامي والغرب المعضلة الكبرى لهذه العشرية فمنذ انتهاء الحرب الباردة أصبحت هذه الفجوة الأكثر مأساوية من بين المشكلات الإستراتيجية العالمية. * إن الهجمات الإرهابية للحادي عشر من سبتمبر واجتياح العراق وأفغانستان وكذلك المشكلة الفلسطينية خلقت انطباعا بوجود صراع عالمي وصدام للحضارات. * إن المواجهة بين العالم الإسلامي والغرب تسببت للطرفين في كلفة اقتصادية وسياسية وأمنية كبيرة. * والكلفة الإنسانية كانت مرعبة بالنسبة للجانب الإسلامي، وانه لمن مصلحة الجميع أن يوضع حد لهذه المواجهة وينبغي علينا جميعا أن نعمل من اجل تحقيق ذلك. * في اجتماع المنتدى الإسلامي الاقتصادي المنعقد في ماليزيا طلب مني القادة المسلمون لبلدان عدّة كالباكستان والكويت واندونيسيا أن أشاركهم الرأي بإبداء وجهة نظري حول “روزنامة اقتصادية للعالم الإسلامي”. * هذه الروزنامة ينبغي أن تصبح ركيزة أساسية تعتمد عليها كل جهودنا من أجل القضاء على جذور عدم الاستقرار ومساعدة شعوبنا للتخلص من أسباب الاستياء التي تمثل تربة خصبة لتفريج التطرف. * إن حالة الريب والشك التي عليها العلاقة بين البلدان الإسلامية والغرب توشك أن تحجب المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الأكثر أهمية. * إن المشهد الإسلامي الممتد من المغرب إلى المندناو أكثر تنوعا مما يتصوره المحللون في الغرب إذ توجد بلدان غنية ومترفهة حيث يعيش الناس في بحبوحة وفي صحة جيّدة ومتعلمين ولكن هؤلاء أقل عددا بالمقارنة مع البلدان والمناطق الأقل تقدما والفقيرة التي على شفا فوضى. * واحد وثلاثون من بين اثنين وخمسين عضوا في منظمة المؤتمر الإسلامي هي من بين البلدان المعدّة أقل نموا في العالم بما في ذلك البلدان التي تحتل المراتب الخمس الأخيرة في هذه القائمة: * نسبة البطالة فيها تساوي ضعف المعدل قرابة ثلث السكان في أمية وتتعرض النساء فيها إلى إهانات عديدة.. وفي هذا الصدد فإن التخلف والخصخصات الاقتصادية تغذي مجموعة من المشاكل الاجتماعية وتسهل استقطاب المتطرفين. * وحتى الاقتصاديات البترولية الغنية ليست بدون مصاعب، إنها في مواجهة على المدى المتوسط والبعيد لنضوب ثرواتها. * إن رداءة التسيير الحكومي تتصف بها عديد المناطق في العالم الإسلامي: الاضطهاد السياسي، الازدراء بالحقوق المدنية والسياسية وانتشار الرشوة كل ذلك هو حال عديد البلدان الإسلامية. * ينبغي علينا بصفة متأكدة أن نلتزم ببرنامج واضح وجماعي يهدف لاستئصال الفقر والبطالة في العالم الإسلامي اللذين يمثلان الخطر الحقيقي الذي يتهدد في الآن نفسه المسلمين والغرب على حدّ السواء. * وإذا ما برزت فرص اقتصادية مشجعة فإن المسلمين سيكونون أقل عرضة للتطرف. * إن العالم الإسلامي يواجه العديد من المشكلات ولكن التحدي الداخلي هو الأكثر خطورة. * إن البلدان الإسلامية لن تحظى بالاحترام الذي هو ضروري بغير تحمل مسؤولياتها ومواجهة قدرها إذا أردنا أن نحتل مكانة جديرة بالتكريم بين مكونات المجتمع البشري. * وإذا لم يصبح المسلمون أقوياء اقتصاديا وفي حيوية سياسية وأقوياء اجتماعيا فسيبقون على هامش المجموعة البشرية وفي قابلية للاستغلال والتفريق والاستعباد. * إن التنمية يجب أن تأخذ المكانة الأولى بين كل الأوليات في روزنامة كل المجموعات الإسلامية. لا ينبغي الاكتفاء بمستوى معين من المداخيل ومسكن لائق وظروف صحية ملائمة بل الأمر يقتضي بناء مجتمع متعلم ومتفتح على المعلومات ونظام سياسي تمثيلي قادر على ترجمة إرادة حقيقية شعبية تعرف كيف تحد ثم تقضي على الفوارق الصارخة وكذلك إدارة فعالة ونظيفة تخضع قبل كل شيء لسلطة القانون. * إن أي بلاد لا تستطيع حقيقة أن تكون نامية إذا كانت حقوق مواطنيها ومواطناتها غير محترمة وإذا لم تكن الأقليات محميّة وإذا لم يكن الفساد مستأصلا. * إن الغرب يستطيع -يقينا- أن يساعد بلدان العالم الإسلامي على بلوغ هذه الأهداف. إن ذلك من مصلحة الغرب لأن تلك هي الإستراتيجية الأكثر فعالية لتطويق العنف المتطرف ومعالجة الجراحات التي تغذيه. * لقد حان الوقت لمجموعة الثمانيG8 ولقادة آخرين في العالم أن يُسلموا بأن الأغلبية العظمى للمسلمين تشاطرهم في الأمل في عالم ينتشر فيه السلام والتقدم. * إن القادة المسلمين لن يتقبلوا بلا مبالاة العون الخارجي، لقد انخرطوا بعد في تحول وتعصير لمجتمعاتهم، وماليزيا تواصل تقديم النموذج. بذلك وليس بالإرهاب العالمي العدمي يتحقق التحرّر الفعلي وهذا هو المشروع الذي أطالب القادة بمساندته. ذلك هو نص المقال الذي نشرته صحيفة لفيغارو الفرنسية بتاريخ 28 ماي 2007 أردنا أن يطلع عليه قراء العربية. وماليزيا ذلك البلد الإسلامي الناهض والذي لا يتجاوز تعداد سكانه 25 مليونا والذي استطاع أن يبرز نموذجا فريدا للتقدم يجمع بين الأصالة والتفتح كل ذلك في تجانس وتحضر وتسامح حقق نسبا عالية للنمو وقضى على البطالة كليا (ضفر بطالة) وأبى أن يخضع لشروط البنك الدولي المجحفة وضرب موعدا قريبا (سنة 2020) لكي يرتقي بصفة نهائية إلى مرتبة الدول المتقدمة بحيث يصل الدخل الفردي إلى 20,000 دولار، إن تجربة هذا البلد بإسلامه الحضاري جديرة بالإطلاع عليها والاستفادة منها.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.