خلق رضي وبر بوالده ذلك هو ماظل راسخا في ذهني عن منصر الرويسي رحمه الله

خلق رضي وبر بوالده ذلك هو ماظل راسخا في ذهني عن منصر الرويسي رحمه الله


لدى تشييع الفقيد منصر الرويسي رحمه الله الى مثواه الأخير بمقبرة الزلاج وعند حضوري موكب( الفرق) في منزله رفقة ثلة من أصدقائه الاوفياء الخلص وهم قلة( والكرام قليل) لم تغادر ذهني صورة ظللت احتفظ بها للراحل رحمه الله الا وهي( صفة تواضع الرجل الرفيع المكانة امام والديه فقد ظل منصر امام والديه يجسم امر الله للابناء في كيفية التعامل مع الإباء عندما تتقدم بهم السن والواردة في قوله جل من قائل( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).

انه الادب الرفيع مع الإباء والامهات يرشد اليه الله الأبناء والذي فيه التجسيم العملي لقيمة قل من تتوفر فيهم ويتخلقون بها الاوهي قيمة الاعتراف بالجميل. وهل يصل احد الى مرتبة الابوين بعد الله المنعم الأول في الاحسان والتفضل على الانسان ولذلك استحقا ان يحتلا المرتبة الثانية بعد الله في الطاعة( وقضى ربك الا تعبدوا الا إياه وبالوالدين احسانا).

كان منصر الرويسي رحمه الله رجلا بشوشا خلوقا صاحب دعابة يشهد له بذلك كل من عرفه. قد تختلف معه الى درجة التقابل كليا في المواقف من عديد القضايا وهذا طبيعي في الناس وصدق الله العظيم القائل( ولايزالون مختلفين ولذلك خلقهم).ولكنه لايسمح لك بادبه الرفيع الذي نشا عليه ان تقطع الصلة به.

لااريد ان اتوسع كثيرا ولا ان استطرد فلي مع الفقيد الكثير من الذكريات قد تتهيا لذلك مناسبة أخرى ادلي فيها ببعض ما عرفته عن الرجل خلال سنوات تواصلنا( بداية من تسعينات القرن الماضي والى14 جانفي) ولكنني ساكتفي في هذه اللمحة بذكر الصورة التي ظلت مرتسمة في مخيلتي عنه وهي صورة جميلة اغبطه عليها وأتمنى ان يتخلق بها كل الأبناء مع ابائهم مهما علا شان الابناء ومهما ارتقوا في المسؤوليات ومنصر الرويسي رحمه الله تسنم اعلاها وارفعها طيلة سنوات .

لقدرايت ذلك في منصر رحمه الله عديد المرات مما لايمكن ان يكون من قبيل التكلف والتصنع( ولما ذا التصنع وما الذي يلجىء منصر اليه ) انها السجية والخلق الرضي الذي هو الادب الرفيع والذي ادب به الله صفوة خلقه عليه الصلاة والسلام القائل( ادبني ربي فاحسن تاديبي) والقائل( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق).

لقد رايت من منصر خلقا رضيا وتواضعا كبيرا مع والده المناضل والوطني والديبلوماسي الكبيرموسى الرويسي رحمه الله( وهو صديق حميم للشيخ الوالد رحمه الله ظل بينهما تواصل وحب متبادل طيلة مسيرة حياتهما اثناء حركة التحرير وعند بناء دولة الاستقلال فهما دستوريان زيتونيان لم يغيرا ولم يبدلا الى ان لاقيا وجه ربهما).

كان منصرالرويسي رحمه الله اول ما يبادر بعد وصوله الى المكان الذي له فيه نشاط( عمل) هو الاتصال بوالده هاتفيا ليطمئنه ولكن ليسال عنه وعن حاله وهو غير بعيد العهد به ومع ذلك فان منصر رحمه الله لايشغله عن والده شاغل( ولامسؤولية). اول ما يبادر اليه هو مكالمة والده مكالمة خفيفة لاتخلو من دعابة خفيفة جريد ية يطرب لها كل من هو قريب من منصر يسمع ما يدور بين الابن ( الوزير) والاب الشيخ الكبير الملازم لمنزله في التوفيق بتونس العاصمة.

رايت ذلك من منصر وسمعت ذلك منه عديد المرات واكبرت فيه هذا البر وغبطته عليه وتمنيت ان يكون كل الأبناء يتصرفون بهذه الكيفية اوقريبا منها مع ابائهم وامهاتهم خصوصا عندما تتقدم بالاباء والامهات السن( في مرحلة الضعف بعد القوة والعنفوان وابتعاد الناس).

كذلك كان منصر رحمه الله برا وحدبا وسؤالا وملاطفة ودعابة( وهي غير مستغربة من جريدي). وذلك هو ماظل راسخا في ذهني من الراحل رحمه الله والراحلون من الاحبة هذه الأيام كثير عددهم عزاؤنا انهم السابقون ونحن بهم لاحقون راجين ان نكون واياهم ممن قال فيهم جل من فائل( قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) صدق الله العظيم وانا لله وانا اليه راجعون.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.