خبرات اقتصادية ومالية ..... تشتد الحاجة اليوم للاستنجاد بها
جمعتني في الأيام الأخيرة صحبة مجموعة من الأصدقاء فرصة لقاء مع احد الإطارات التونسية ذات الكفاءة العالية في المجال المصرفي والاقتصادي من خريجي اختيارات دولة الاستقلال ومن أبناء احدى المناطق الداخلية تولى طيلة ما يزيد على 3 عشريات رئاسة ما يزيد على ستة بنوك تونسية( اول بنك تولى ادارته عمره ثمان وعشرين سنة) وظل بعد ذلك ينتقل من بنك الى بنك وفي كلها ترك الاثار الايجابية وواكب ماعاشته تونس طيلة العشريات الماضية من ظروف اقتصادية
حدثنا هذا الاطار البنكي با سهاب عما واكبه وساهم فيه بمعية نخبة من الكفاءات التونسية التي كانت تشتغل في الظل ( جنود خفاء) أعطيت لها الصلاحيات ووضعت بين ايديها الملفات الاقتصادية وطلب منها.
إيجاد الحلول لما الت اليه المؤسسات الاقتصادية التي كانت في شبه افلاس. وعملت هذه الصفوة وصديقنا ومحدثنا واحد من هذ ه الصفوة من الإطارات العليا المختصة في المجال المالي والاقتصادي وكان يحدثنا عن الأيام والليالي والاسابيع التي قضاها هذا الفريق يعمل بلاهوادة وقد أعطيت له كل الصلاحيات من طرف أصحاب القرار في راس الدولة . وقدم محدثنا الرئيس المدير العام لاكثر من 6بنوك بالارقام كيف ان تونس ليست فقط تجاوز اقتصادها الإفلاس المحقق بل انتعش و حقق نسبة نمو لم تنزل عن5 بالمائة سنويا انعكست على كل مجالات الحياة الاقتصادية وقد تحقق ذلك بفضل تظافر جهود طاقات أبنائها وبما لديهم من خبرات مالية واقتصادية وعلاقات وطيدة مع الاشقاء والأصدقاء .
كان حديثا مرقما ويكاد يكون موثقا ظل محدثنا يسرده على مسامعنا وفي الحاضرين إطارات سامية تحملت المسؤولية في تلك الفترة التي حدثنا عنها صديقنا الاطار البنكي وكانوا وكنت مثلهم مشدودين الى صديقنا الذي حدثنا عن مراحل عاشها ومبادرات كان عليها شاهدا وكان فيها القرار الناجع يتخذ في الحين طالما انما فيه مصلحة تونس ومصلحة شعبها. تمنيت ان الجلسة مع هذا الاطار البنكي الذي تراس6بنوك قد طالت اكثر ليزيدنا اطلاعا على ماتحقق لبلادنا من إنجازات عملاقة بإمكانات مادية وجغرافية وبشرية محدودة في العشريات الخمسة التي تلت نيل تونس لاستقلالها رغم ما اعترى هذه العشريات من عثرات وسلبيات امكن تجاوزها وتحقيق مالم تحققه بلدان شقيقة وصديقة توفر لها مالم يتوفر لبلادنا من الإمكانات المادية والبشرية
هذا الاطار البنكي والاقتصادي الذي لااريد ان احرجه بذكر اسمه ما هو الا واحدا من عشرات امثاله من أبناء دولة الاستقلال واحد ثمرات اختياراتها الرائدة وهم من تحتاج اليهم تونس اليوم في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة التي تمر بها فهم القادرون اكثر من سواهم على انقاذها مما تردت فيه من أوضاع اقتصادية صعبة.....
لااقول ذلك حنينا الى الماضي ولكنها الرغبة الصادقة في انقاذ ما يمكن إنقاذه هي التي دفعتني الى تدوين هذه الخواطر