جهود الأستاذ محمد صالح الجابري رحمه الله في توثيق عرى التواصل الثقافي بين تونس والجزائر

جهود الأستاذ محمد صالح الجابري رحمه الله في توثيق عرى التواصل الثقافي بين تونس والجزائر


وانا أتصفح عناوين بعض الكتب التي تضمها مكتبتي استوقفني عنوانان لكتابين من تأليف الصديق الأستاذ محمد صالح الجابري رحمه الله الأول يحمل عنوان: النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين (1900/1962) والثاني يحمل عنوان: التواصل الثقافي بين الجزائر وتونس أصدرت الأول الدار العربية للكتاب وأصدرت الثاني دار الغرب الاسلامي وكان أول ما قرأت كلمات الإهداء الرقيقة التي خطها قلمه وكان ذلك على ما أذكر بمكتبه في مقر المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (الألكسو) في الثلاثين من شهر نوفمبر سنة 2000 وكانت المناسبة زيارة أديتها اليه سلمني فيها وثيقة بخطّ الشيخ الوالد رحمه الله احتفظ بها الأستاذ محمد صالح الجابري رحمه الله منذ ان كان مديرا لإدارة الآداب بوزارة الثقافة وكان يعلم الوقع الكبير لذلك على نفسي ويومها تبادلنا الرأي في عديد المسائل والقضايا الثقافية على امتداد الساحة العربية ودور تونس الريادي في الإشعاع الثقافي والديني على محيطها بالخصوص المغاربي والجزائري بصفة أخص وكان رحمه الله شديد الحماس لتعزيز هذا الدور بكل الوسائل ومنها الحضور التونسي في الهيآت والمنظمات العلمية والثقافية والدينية وكانت تونس في تلك الفترة متقدمة بترشيح الأستاذ منجي بوسنينة لخطة المدير العام وقد نجحت في نيل هذا المنصب الهام وذلك بفضل تظافر جهود أطراف عديدة كل بما لديه من علاقات وساهم الدكتور محمد صالح الجابري رحمه الله في ذلك بقسطه. • عدت الى كتابي الدكتور محمد صالح الجابري رحمه الله أكثر من مرة وقرأت العديد من البحوث والدراسات التي تضمنهما الكتابان وأدركت أهمية العمل التوثيقي الكبير الذي قام به والذي أخذ منه الجهد الكبير والوقت الطويل والثمين على حساب التزامات عائلية وشخصية ولكنه رحمه الله أراد أن يساهم في توثيق عرى الأخوة بين الشعبين الشقيقين في ميدان هام وحساس ومؤثر جدا ألا وهو الميدان العلمي والثقافي والفكري والديني وأتى في ذلك بما لا يمكن الاستغناء عنه مما يعسر الوصول اليه وبذلك يكون الدكتور محمد صالح الجابري رحمه الله قد وثق وعرف الشعبين وبالخصوص الأجيال الجديدة بعمق الأواصر التي تربط بين تونس والجزائر وامتدادها عبر التاريخ وان هذه الصلات العلمية لم تنقطع في أحلك الظروف وأشدها قسوة على الشعبين أيام كانا يرزحان تحت نير الاستعمار الفرنسي الغاشم والذي كان يركز على المسخ الثقافي والغزو الفكري واللغوي والتحدي الصارخ للمشاعر الدينية والشواهد على ذلك كثيرة (المؤتمرات الأفخرستية وحركات التجنيس وغيرها...) والتي كان للحصون العلمية الدور الفعال في إفشال برامجها الجهنمية. وهذه الحصون هي جامع الزيتونة وفروعه في تونس والجزائر وروافدها المتمثلة في شبكة الزوايا والمدارس والربط والقلاع التي آوت اليها طلبة العلم يجدون فيها كل وسائل الرعاية المادية والمعنوية المتاحة. • في كتابي: النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس والتواصل الثقافي بين الجزائر وتونس ثبت بعناوين المقالات والبحوث التي كتبها جزائريون ونشرت في تونس ومواضيع الندوات والملتقيات وتعريف بالشخصيات العلمية والفكرية والدينية الجزائرية التي لم تعترف بالحدود الجغرافية فكانت تتنقل بكل حرية ولا تشعر انها ابتعدت عن اهلها وذويها فهي بينهم وفي رعايتهم هنا وهناك وكان الدافع لذلك التلاحم والتواصل والتآلف الذي عبرت عنه غرر القصائد لفحول الشعراء في البلدين الشقيقين هو الحب الصادق الخالص الذي يغذيه الإرث الروحي المشترك الذي هو الاسلام والعربية والذين اتخذهما الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله ابن الجزائر وابن تونس وتلميذ الزيتونة النجيب نشيدا لا يزال يتغنى به الجزائريون بكل أجيالهم وفئاتهم: شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب من قال مات أو قال حاد عن أصله فقد كذب • في كتابي: النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس والتواصل الثقافي بين الجزائر وتونس، فصول ممتعة رائعة طافحة بالمشاعر الجياشة خطها قلم الأستاذ محمد صالح الجابري رحمه الله الذي أحسب انه لم يكتب غيره في هذا المجال في نفس طويل وعمل جدي يرسخ العلاقة بين الشعبين التي هي علاقة مصيرية • ان عمل الأستاذ محمد صالح الجابري رحمه الله في كتابيه هذين وغيرهما مما اشتغل عليه في هذا المجال من العلاقة بين الشعبين التونسي والجزائري هو خير ما تحيي به تونس شقيقتها الجزائر وهي تعيش هذه الأيام وعلى امتداد سنة كاملة احتفالية: قسنطينة عاصمة للثقافة العربية وقد استعدت لها الاستعداد الكبير على مستوى البنية الأساسية والتظاهرات الثقافية والندوات العلمية ورصدت لها الاعتمادات المادية الكبرى وقد شاهدنا على شاشة التلفزة الجزائرية ضخامة وروعة وزخم انطلاقتها قبل فترة وكان في الحسبان حضورها ولكن التزامات حالت دون ذلك • ان من حق مدينة قسنطينة علينا، مدينة ابن باديس والجامع الأخضر، مدينة العلم ومدينة جامعة الأمير عبد القادر ان نحييها في احتفالاتها ونشاركها فرحتها على الأقل بالتذكير بما بينها وبين تونس من توصل علمي وثقافي وديني والتعريف بالأعلام الذين كانوا ولا يزالون عنوانا لهذا التواصل وأحسب ان أخانا محمد صالح الجابري رحمه الله هو أحد هؤلاء



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.