تفاعل حلف الفضول الجديد مع جائحة الكورونا
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
حلف الفضول هو حلف سبق الاسلام تداعى اليه جماعة من اشراف وافاضل العرب قبل الاسلام حيث اجتمعوا لدى عبد الله بن جدعان من اجل والتوافق على حلف فضول يلتزمون به جميعا ينصرون بمقتضاه المظلوم ويردون الحقوق إلى اصحابها ويجيرون المستجير شهد هذا الحلف رسول الله صلى الله عليه وباركه وبعد أن بعث عليه الصلاة والسلام بدين الاسلام دين الرحمة بالناس كافة على اختلاف شعوبهم وقبائلهم قال عليه الصلاة عن هذا لحلف الفضول ولو دعيت (بعد الاسلام ) اليه مرة أخرى لاجبت.
وفي قوله هذ ا يبدو لنا جليا أن دين الاسلام يلتقي مع كل دعوات الخير ايا كان مصدر ودين وجنس من يدعو اليه فالقيم الانسانية الداعية إلى مافيه تكريم الانسان والدفاع عن حقوقه الاساسية هي في جوهرها واحدة ومن هنا جاءت مبادرة منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي يراسه فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بية إلى الدعوة إلى حلف فضول جديد يجمع كل ذوي النوايا الطيبة والاعمال الخيرة في كل ارجاء المعمورة من كبار القادة الروحيين في العالم لوضع بنود حلف فضول جديد تدعو اليه الحاجة الماسة للتعاون على الحق والخير ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف ايا كان دينه وجنسه ولونه ومرتبته الاجتماعية ولبى نداء العلامة الشيخ عبد الله بن بية ذوو النوايا الحسنة من كل ارجاء العالم.
وتدارسوا بنود هذا الحلف الجديد واقروه ووقعوا عليه ووضعوه على صفحات التواصل الاجتماعي لينخرط فيه كل ذوي النوايا الحسنة ممن تسوءهم الاوضاع المزرية التي الت اليها الانسانية والمتمثلة في الحروب وفي مختلف المظالم والتي منها الفاقة والحرمان وانتشار الامراض اعلن عن حلف الفضول الجديد وصدر في ابوظبي عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة في شهر ديسمبر2019 ولما ظهرت جا ئحة الكورونا ولم تسلم منهااية دولة وتفاقمت مخاطرها التي تتهدد اليوم الجميع وبدون استثناء ولايعلم إلا الله متى يقع التغلب على هذا المارد تنادى القادة الدينيون ممن امضوا على حلف الفضول الجديد واجتمعوا افتراضيا كما يقتضي ذلك الوضع واصدروا بيانا جديرا بالتعميم هو نص جديد يضاف الى النصوص التي صدرت في السنوات الاخيرة وهي بحق مواثيق تشرف الانسانية جمعاء.
وكان المبادر اليها منتدى تعزيز السلم برئا سة الشيخ عبد الله بن بية جاء البيان الصادر عن حلف الفضول الجديد تحت عنوان بالايمان بالله والتراحم نتجاوزالازمات وصدر بالاية الكريمة (فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا)صدق الله العظيم ورد فيه مايلي تواجه البشرية في هذه الاونة إحدى الكوارث الشاملة التي عمت العالم ولاحظ فريق حلف الفضول الجديد الحاجة إلى هبة ضمير عالمية للتاكيد على وحدة الضمير الانساني وعلى الاخوة الانسانية وعلى التضامن فالتعاطف امر تزكيه الفطرة الانسانية والازمات تجدد في الانسان شعوره بالانتماء إلى الاسرة الانسانية وبان حياة نفس واحدة كحياة الناس جميعا وان الديانات السماوية وفي مقدمتها الاسلام لايقتصر طلب الاحسا ن فيها على المؤمنين بل يشمل غيرهم من بني البشر بل كل الاحياء (وفي كل ذي كبد حرى اجر).
وان الحياة هي نفس الحياة والانسان هو نفس الانسان والامه واماله هي نفس الالام والامال ودعىا فريق حلف الفضول الجديد إلى الوقوف إلى جانب الدول الضعيفة والشعوب التي تحتاج إلى الاغاثة الطبية والغذائية العاجلة وقفة تتسامى عن حسابات السياسة والعلاقات الدولية إلى سقف التعاطف والترابط الانساني ا ننا نحتاج إلى وقفة تضامن وضرب البيان على ذلك بدولة الامارات العربية المتحدة التي سارعت بمد يد العون شرقا وغربا مجسدة التضامن الذي تدعو له الاديان والاخلاق وراى الفريق أن هذه الجائحة ( الكورونا) نبهتنا إلى حاجة الكون إلى ربط الصلة بالسماء وان هذه الجائحة فرضت على الانسان اسئلة محيرة عن اسباب هذه الجائحة واسئلة تتعلق بالبحث عن سنن الكون كيف حدث هذا الوباء وكيف يتعامل الانسان مع هذه الاوبئة بانتاج اللقاحات والعلاجات الملائمة وليس في هذه الاسئلة شيء ينافي الاعتراف بقدرة الباري.
وتوقف البيان عند بعض من هدي الاسلام في التعامل مع مثل هذه الجائحة منتهيا إلى أن الاديان السماوية ينبغي أن تكون حاضرة في هذا الشأن البشري داعيا اتباع الاديان للتعاون مع الجهات الرسمية في احترام التعليمات الطبية وخاصة وهم يستقبلون مواسم دينية وفي ختام البيان دعا فريق حلف الفضول الجديد إلى الدعاء والتضرع والاستنجاد بالقوة والرحمة الالهية وسؤال الله سبحانه وتعالى أن يرفع الغمة ويفك الازمة وان يرحم أهل الأرض ويوفقهم إلى الصبر والشكر والى التراحم فيما بينهم والتعاون على البر والتقوى صدر بيان فريق حلف الفضول الجديد في واشنطن وابوظبي في اول انشطة الحلف بعد أعلانه واقراره وعرضه على امضاء ومصادقة المشاركين في المؤتمر ومن يلتحق بهم ويعززهم في هذا المسار الذي يسعى إلى تكريس الاخوة الانسانية ( ديسمبر2019) وقد سبق لابي ظبي احتضان الامضاء على وثيقة الاخوة الانسانية والامضاء عليه من طرف شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان (فيفري 2019)
