تعريف بكتاب خُلَاصَةُ الكَاََم فِي أَحْكَامِ الصِّيَام »
كتب فضيلة الشيخ العلامة الدكتور محمد أبياط ( أستاذ التعليم العالي بكلية الشريعة من جامعة القرويين بفاس)، فقال: هُوَ كِتَابٌ صَغِيرٌ فِي حَجْمِه، مُخْتَصَرٌ فِي مَادَّتِه، جَامِعٌ فِي أَحْكَامِه. أَلَفَّهُ – كَاَ ذَكَرَ [مُؤَلِّفه] وَفَّقَهُ الله – اِسْتِجَابَةً لِعَدِيدٍ مِنَ الرَّغَبَاتِ الصَّادِقَةِ وَالمُلِحَّة، فِي الوُقُوفِ عَلَى أَحْكَامٍ شَامِلَة، مُبَسَّطَة، مُعَزَّزَة بِالأَدِلَّة، مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا أَوْ رَاجِحَة، عَنْ شَعِيرَةِ (الصِّيَام) فِي الإِسْلَام. جَاءَ هَذَا (الكِتَاب)، مُفْعَمًا بِرُوحِ المَحَبَّةِ وَالإِخْلَاص، الّتِي حَفَزَتِ الشَّيْخَ إِلَى إِخْرَاجِهِ لِلْعَطْشَى، وَالبَاحِثِينَ عَنْ شَرْعِ اللهِ، القَوِيِّ الوَاضِحِ المُيَسَّر. وَقَدْ رَاعَى فِيهِ – كَعَادَتِه – أَحْوَالَ الصَّائِمِينَ المُخْتَلِفَة: ذُكُورًا وَإِنَاثًا، فِي حَالِ السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاء، وَمَرَاتِبَ المَشَقَّةِ الّتِي تَنْتَابُ بَعْضَهُم، وَالأَمْرَاضَ المُسْتَفِيضَة: المُؤَقَّتَةِ وَالمُزْمِنَة؛ وَمَا قَدْ يَعْرِضُ لِلصَّائِمِ حَالَ صِيَامِه. وَقَدْ بَيَّنَ الأَحْكَامَ الشَّرْعِيّة لِكُلِّ ذَلِك، دُونَ تَشَدُّدٍ وَلَا غُلُوّ، وَدُونَ تَسَاهُلٍ وَلَا تَرَخُّص لِمَنْ لَا يُعْذَرُ شَرْعًا؛ وَذَيَّلَ كُلَّ بَابٍ بِخُلَاصَةٍ جَامِعَة، وَشَرْحِ مُصْطَلَحَات: الكَفّارَة، والقَضَاء، والفِدْيَة، والحِجَامَة، والفَصْد؛ وَعَرَضَ الأَحْكَامَ الفِقْهِيَّةَ المُسْتَجِدَّة، المُتَعَلِّقَةَ بِبَعْضِ أَمْرَاضِ العَصْرِ المُسْتَشْرِيَة: كَالسُّكَّرِي، وَالرَّبْو؛ مُوَضِّحًا بِالأَمْثِلَةِ المَعِيشَة، فِي لُغَةٍ رَزِينَة، وَتَسَلْسُلٍ مَتِين، وَأُسْلُوبٍ مُعِينٍ وَمُشَوِّق. تَقَبَّلَ اللهُ مِنْهُ كَافَّةَ جُهُودِه، وَزَادَهُ مِنْ فَضْلِه، وَأَوْسَعَ النَّفْعَ بِه. آمِين.