ترجمة معاني القرآن لعبد الله بنو

ترجمة معاني القرآن لعبد الله بنو


من يتابع الإصدارات باللغة الفرنسية في مجال الإسلاميات يلاحظ أن الدراسات والبحوث المتعلقة بالقرآن وعلومه يزداد الاهتمام بها ويتوالى بنسق متسارع ما تخرجه دور النشر ومراكز البحوث من كتب في هذا المجال. وفي مجال حركة ترجمة القرآن الكريم يعاد إصدار القديم منها في بعض الأحيان بتنقيحات وتعليقات وفي الأغلب دون ذلك. ونكاد نقول اليوم عن الترجمات للقرآن ما قاله قديما جار الله الزمخشري عن التفسير (إن التفاسير في الدنيا بلا عدد) فالترجمات اليوم بلا عدد، كل يوم هناك الجديد في واجهات المكتبات وفي أكشاك بيع الصحف والمجلات في المحطات والمطارات والفضاءات التجارية. وبعض دور النشر كجقوار الفرنسية تبنت ترجمة بعينها تولت إصدارها عديد المرات في إخراج أنيق وجميل وهي إحدى الترجمات التونسية للقرآن (إذ هناك ترجمة مازيغ وترجمة كشريد وترجمة بن محمود) وللأشقاء في الجزائر وفي المغرب وموريتانيا مشاركات ذات بال في هذا المجال، والبلدان الأربعة (تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا) مهيأة أكثر من سواها لمثل هذا العمل وغيره باللغة الفرنسية لعدة أسباب موضوعية وتاريخية وجغرافية. ومن الترجمات الفرنسية لمعاني القرآن الكريم التي صدرت في الفترة الأخيرة ترجمة الأستاذ عبد الله بنو Le Coran traduit et annoté par A. Penot نشرتها دار أليف Alif ضمن مجموعة من الكتب منها ما هو من قبيل التأليف ومنها ما هو ترجمة لكتب : كالحكم لابن عطاء وغيره. في مقدمة هذه الترجمة الجديدة للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية استعرض الأستاذ عبد الله بنو (الفرنسي المهتدي إلى الإسلام) أعمال من سبقه من المترجمين للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية وبرر أسباب الاهتمام الشديد بالقرآن الكريم والرغبة الكبيرة في الاطلاع على هذا الكتاب الذي هو كتاب دين أتباعه يتجاوزون المليار نسمة كما لفت الانتباه إلى صعوبة القيام بترجمة القرآن للقارئ الغربي (الفرنسي) الذي هو معتاد على مصطلحات دينية مسيحية فإذا به وهو يطلع على القرآن الكريم يجد نفسه أمام مادة غزيرة متنوعة المواضيع والمجالات. ويقوم الأستاذ عبد الله بنو (المسلم الفرنسي) المادة المعروضة على القارئ الفرنسي في مجال ترجمات معاني القرآن الكريم فيرى أن الجانب التجاري المستعجل هو الغالب الأمر الذي ينعكس سلبا في شكل قصور عن إدراك معنى النص القرآني والوقوع في أفهام خاطئة وبعيدة كل البعد عن مقتضى النص القرآني ومضمونه. وفي ترجمته الجديدة لمعاني القرآن الكريم المصحوبة بتعليقات (لا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة إلى القارئ) اعتمد الأستاذ عبد الله بنو على تفاسير المعتمدة: كتفسير القرطبي وتفسير ابن جزي وتفسير الألوسي...) ومن الترجمات التي أثنى عليها الأستاذ عبد الله بنو ترجمتي التونسي الصادق مازيغ والجزائري حمزة أبو بكر أما الترجمات الأخرى التي عاد إليها ترجمتي غديرة ادوارد مونتي وترجمة بلاشار وترجمة بيرك وعاد إلى ترجمة الأستاذ محمد حميد الله وبالخصوص إلى المقدمة الهامة التي أحصى فيها حميد الله عدد ما بلغ إلى علمه (سنة 1980) من الترجمات الفرنسية للقرآن الكريم فإذا هي حوالي 80 ترجمة ومنذ ذلك التاريخ والعدد في ازدياد وبالخصوص في السنوات الخمس الأخيرة. إن ترجمة عبد الله بنو للقرآن الكريم يبدو أنها وبشهادة أهل الذكر من الأساتذة الفرنسيين المهتدين إلى الإسلام من أمثال (جوفروا وقريل ومحمد سعيد ومحمد عبد السلام وغيرهم) هي الأقرب إلى روح القرآن ونصه وهي في أسلوبها الأقرب إلى عقلية القارئ (والمترجم مستعد لتقبل الملاحظات التي تصله ليأخذها بعين الاعتبار) وهي جديرة بالتعميم وبالتقريب من القارئ الفرنسي. فالقرآن الذي هو كلام الله لا يمكن أن تقدم ترجمة فرد لمعانيه على أنها مراد الله. فلم تسع كلام الله : القرآن الكريم إلا اللغة العربية وذلك امتياز تميزت به هذه اللغة عن سواها من اللغات الأخرى، الترجمة هي فهم فرد أو مجموعة للنص القرآني باللغة العربية وهذا الفهم لفرد أو مجموعة لا يمكن أن يحيط بكل المعاني الواردة في النص القرآني باللسان العربي المبين. إن الترجمة للقرآن تبقى دائما مجرد تقريب لمعاني القرآن بالعودة إلى لغته الأصلية التي هي العربية وحتى عندما يقرأ القارئ القرآن باللغة التي تنزل بها من عند الله فإنه لا يطمح في الإحاطة بالنص القرآني في كل معانيه، إنه نص معجز لا تنقضي عجائبه، إنه نص متجدد يشتمل على المعنى إلى السبعمائة معنى لا يضيق المعنى بالمعنى الآخر. فعسى أن تفي هذه الترجمة الجديدة، ترجمة عبد الله بنو بالمقصود أو على الأقل أن لا تقع في أخطاء تقلب المعنى كليا!! وذلك ما هو واقع في بعض الترجمات المتداولة!!



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.