تجلية حقائق الإسلام أولوية الأولويات: تصويب الأخطاء الواردة في الموسوعة الإسلامية في مواد القرآن والعقيدة والسيرة

تجلية حقائق الإسلام أولوية الأولويات: تصويب الأخطاء الواردة في الموسوعة الإسلامية في مواد القرآن والعقيدة والسيرة


من المصادر التي لا غنى للباحث عن العودة إليها: دائرة المعارف الإسلامية “Encyclopédie de l’islam” الصادرة في لايدن بهولاندا والتي تولى كتابة فصولها كبار المختصين من مستشرقين ومؤرخين وقد وقعت ترجمة بعض أجزاء هذه الموسوعة إلى اللغة العربية ولكن النص الإنقليزي والفرنسي لهذه الموسوعة هو المحين وهو الكامل وهو أيضا الموجود على الأقل في مكتبات الكليات ومراكز البحث. وقياما من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسيسكو) بالواجب المنوط بعهدتها كلفت بعض الباحثين والدارسين المختصين بمتابعة ما ورد في الموسوعة وتصويب ما ينبغي تصويبه وأصدرت أعمال هؤلاء الباحثين كدفعة أولى تحت عنوان “سلسلة الدراسات الإسلامية” نشرتها بالتعاون مع دار التقريب بين المذاهب الإسلامية. وهذا العمل الهام والمفيد صدر باللغة العربية ونرجو أن يترجم في أقرب الأوقات إلى اللغات الأصلية التي صدرت بها دائرة المعارف الإسلامية (الانجليزية والفرنسية...) وحبذا لو تكون هذه الكتب ومضامينها ملحقة بالطبعات الجديدة لدائرة المعارف الإسلامية فإن لم يكن ذلك ممكنا فلا أقل من أن يحرص على إيصال هذه الكتب المصوبة للأخطاء إلى كل الأيدي التي تصل إلى دائرة المعارف الإسلامية وتستعملها وتعود إليها وتعتمد على مادتها وما لم يقع القيام بمثل هذه الأعمال الجادة والمستعجلة وما لم نوصلها بكل الطرق والأساليب للباحثين والدارسين ومن يعدون الأطروحات فلا نلوم من يقع منهم في أخطاء ومن ينطلق من هذه الأخطاء والدسائس لإظهار الإسلام والمسلمين والثقافة الإسلامية في المظهر الذي لا نريده ولا نرضاه. إن هذا العمل (استعمال كل ما في الوسع) من أجل تجلية حقائق الإسلام هو أولوية الأولويات، انه جهاد هذا العصر، نعم جهاد في سبيل الله بالكلمة الطيبة وبالحكمة وبالحجة وبالبرهان والحمد لله فإن الأمة الإسلامية بمختلف شعوبها تتوفر على طاقات وخبرات الكثير منها معطل لا يجد من يستفيد منها، إنهم باحثون جادون من مختلف الفئات العمرية يتقنون اللغات الأجنبية ومتمرسون على البحث والتدقيق والتحقيق ومتشعبون بثقافتهم الإسلامية بمختلف فروعها يحتاجون فقط من الهيئات العلمية والدينية أن تمد إليهم أيديها لخدمة دينهم وثقافتهم بلغة العصر وآلياته. والعمل الذي بين أيدينا: الكتب الثلاثة الصادرة تحت عنوان سلسلة الدراسات الإسلامية. 1)العقيدة الإسلامية 2) القرآن الكريم 3) السيرة النبوية يصدق ما نقول وما نذهب إليه، إنها دراسات علمية ضافية بأقلام مختصين انتدبتهم الأيسيسكو للقيام بدراسة لتصحيح الأخطاء الواردة في الموسوعة الإسلامية الصادرة عن دار بريل في لايدن بهولاندا. فقد اشتمل الكتاب الأول: القرآن الكريم على تمهيد وفصل اشتمل على موارد الادعاء المتعلقة بالنص القرآني وهي: 1) ادعاء التغيير بالزيادة والنقصان 2) ادعاء الاختلاف في النص القرآني 3) ادعاء التناقض في القرآن وفي الفصل الثاني من هذا الكتاب والذي اتخذ عنوان: وثوق النص القرآني من التبديل: 1) حفظ النص القرآني من التبديل أ- إثبات عام ب- حقيقة النسخ والإنشاء والالقاء 2) وحدة النص القرآني: أ- حقيقة الأحرف والقراءات ب- حقيقة لغة القرآن ورسمه. 3) تكامل النص القرآني: أ- تكامل الأحكام ب- تكامل الأحكام العقدية. وهذا الكتاب أعدته الأيسيسكو وراجعه الدكتور محمد توفيق أبو علي وهو بعنوان حول القرآن الكريم في الرد على ما ورد في الموسوعة الإسلامية من أخطاء هامة ولكنه غير كاف خصوصا بعدد ما مضت دار بريل في لايدن في مشروعها المتمثل في دائرة المعارف القرآنية التي صدرت أجزاؤها الأولى السبعة الانجليزية والتي أعد موادها مجموعة من الدارسين الغربيين الذين لهم منهج خاص بهم يرونه هو المنهج العلمي الصحيح ولو كان مليئا بالتحامل ومليئا بالأخطاء. من هنا وجب أن تكون هذه السلسلة حول القرآن والعقيدة والسيرة بداية ومنطلقا لعمل ينبغي أن يتواصل وأن يتفرغ للقيام به بنفس المنهجية التي كتبت وحررت بها دائرة المعارف الإسلامية بعيدا عن العاطفة وعن التسرع لأن الردود الضعيفة تكرس الأخطاء والافتراءات والأباطيل، ويمكن أن تكون هذه السلسلة بداية وتجربة لعمل جاد ومتواصل يقع تقاسم الأدوار والتعاون فيه بين الهيئات الإسلامية الكثيرة اليوم على امتداد الساحة الإسلامية وهذا هو العمل المفيد والذي يبقى والذي تحتاج إليه الثقافة الإسلامية اليوم. ومثلما تعرض القرآن إلى التشويه والدس والافتراء فإن العقيدة كان لها نصيبها من ذلك وكذلك سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك جاء الكتاب المتعلق بالعقيدة والذي كتبه الدكتور علي محي الدين القرداغي سائرا في نفس النهج والخط حيث اشتمل على تمهيد ومبحثين. المبحث الأول تضمن المسائل التي تعرضت إليها الموسوعة مثل التشكيك في عربية “الله” أو “إله” وعدم وضوح القرآن في تفسير عقيدة المشركين، مقتضيات السجع في القرآن أقوال محمد المتقطعة. والمتناقضة وغير ذلك من المسائل التي وقع الدس فيها كصفات الله وأفعال العباد (القضاء والقدر) وفي المبحث الثاني تولى المؤلف الرد على هذه الأقاويل المنحرفة وهذه الشبهات المتكررة والتي توشك إذا لم يقع القيام بمثل هذه الردود أن تصبح قناعات راسخة ليس فقط لدى غير المسلمين بل ولدى المسلمين أيضا. أما الكتاب الثالث: السيرة النبوية والذي ألفه الدكتور أحمد أبوزيد وأشتمل الكتاب على تمهيد: طريقة المستشرقين في التعامل مع السيرة النبوية بالعقلية الأوروبية ومصادر السيرة النبوية كما اشتمل الكتاب على قسمين. القسم الأول: تعرض فيه المؤلف في أربعة مباحث إلى: المرحلة المكية من السيرة النبوية وطفولة النبيء وارهاصات نبوته ومن البعثة إلى الهجرة... وفي القسم الثاني تعرض المؤلف إلى المرحلة المدنية وأخطاء الموسوعة في الحديث عن الهجرة وأخطاء في وصف سيرة النبيء صلى الله عليه وسلم مع يهود المدينة وأخطاء في الحديث عن السرايا والغزوات وتضخيم الآثار السياسية لحادثة الافك والتشكيك في الرسائل النبوية إلى الملوك والحكام بالإضافة إلى مزاعم متنوعة أخرى وفي الأخير تصحيح أخطاء الموسوعة في مادة الحديث وهذا الفصل الأخير لا يبدو انه كاف وكفيل برد ما دس على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته التي هي الأصل الثاني للإسلام والتي تعرضت أكثر من غيرها إلى هجمات شرسة لا هوادة فيها لم تتوقف بل هي متواصلة بأقلام عدة منها أقلام مسلمة!! إن هذا الكتاب ومثله الكتابان الآخران في موضوع القرآن وفي موضوع العقيدة نعدها بادرة حسنة ونعتبرها بداية لعمل جاد وجدي وطويل المدى في باب المتابعة لما يكتب عن الإسلام والمسلمين وعن الثقافة الإسلامية وندعو بإلحاح أن يتخذ صبغة الأولوية وأن لا يقتصر فيه على اللغة العربية لأننا حينئذ نكون قد وجهنا خطابنا إلى أنفسنا بينما ما تتطلبه المرحلة هو بالتأكيد أن نتوجه بخطابنا إلى غيرنا بلغاته وحسب عقلياته وأساليبه وما يقنعه ويصوب ما ترسب في الأذهان من شبهات وأباطيل يعتمد فيها على ما يصدر عن المسلمين من تصرفات وآراء مما يتسبب في مزيد التخويف من الإسلام ووصمه ووصم المسلمين بتهم التعصب والتزمت والتطرف والإرهاب والمعاداة للتقدم والتمدن والتحضر وما حققته الإنسانية من مكاسب في مجال تحقيق الكرامة الإنسانية والدفاع عن الحريات الفردية والحقوق الأساسية للإنسان.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.