الملك عبد الله بن عبد العزيز يرد التحية للأزهر بأحسن منها

الملك عبد الله بن عبد العزيز يرد التحية للأزهر بأحسن منها


قبل أيام قلائل تسلم سمو الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الدكتوراه الفخرية التي أسندتها له جامعة الأزهر ومن ورائها مشيخة الأزهر وعلى رأسها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ولم تلبث هذه المبادرة الأزهرية الذكية أن جاء الجواب عليها عمليا فقد أعلن الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز ولدى زيارته الأخيرة لمصر عن أمر الملك عبد الله بن عبد العزيز بقيام المملكة العربية السعودية بإعادة ترميم الجامع الأزهر. والمبادرة بإسناد الدكتوراه الفخرية والجواب عليها الفوري والمعلن عليه من أرفع المستويات عن إعادة ترميم الأزهر يدل على المدى البعيد الذي يسير فيه التناغم والرغبة في التكامل والتعاون بين الطرفين. فإعادة ترميم الأزهر الذي يعد من أشهر وأكبر وأعرق الجوامع في العالم الاسلامي والذي يتجاوز تأثيره وإشعاعه العلمي عن طريق جامعته وبقية هيآته حدود مصر إلى كل العالم الاسلامي تقريبا يمكن إدراج أمر مراعاة ترميم الأزهر في إطار ما لا يزال يحظى بهما الحرمان الشريفان مكة المكرمة (بيت الله الحرام) والمدينة المنورة (المسجد النبوي الشريف) من عناية كبيرة تتمثل في التوسيعات الكبرى وأعمال الصيانة المتواصلة خدمة لحجيج بيت الله الحرام وزوار مدينة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام وهو العمل المشهود والملموس والمنوه به من طرف الخاص والعام. *امتدادا لتلك العناية بالحرمين الشريفين أراد الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يلحق بهما الجامع الأزهر باعتباره وجهة علمية يقصدها آلاف الطلبة من شتى أنحاء العالم الاسلامي وخارجه ويتولى التدريس فيه مئات الشيوخ المتخصصين في مختلف فروع العلوم الإسلامية في تفتح مذهبي يشمل المذاهب الثمانية: الأربعة السنية (الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي) والأربعة الأخرى (الزيدي والجعفري والأباضي والإمامي) *وفي مبادرة إسناد الدكتوراه الفخرية والجواب عليها بالأمر بإعادة ترميم الأزهر الشريف رغبة متبادلة من الجانبين للمضي قدما في التعاون والتكامل من أجل ترسيخ القيم الإسلامية الداعية إلى الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش ونبذ التعصب والتطرف والإرهاب. *وترسيخ هذه القيم في المجتمعات الإسلامية وبين المسلمين ضرورة ملحة ومستعجلة ينادي بها الجميع ويحتاج إليها الجميع ولا غنى للأمة عنها بعد أن تفاقمت مخاطر تحركات التنظيمات الارهابية المتلبسة بالدين والمتقمصة له والتي ترفعه شعارا وتتخذه حجة لمشروعية ما تأتيه من ترويع وتقتيل وذبح كل ذلك باسم الإسلام !! وهي لا تفعل ذلك سرا وتخفيا وإنما تعلنه وتتباهى به وتزدهي به وتحرص على تصويره وبثه بكل الوسائط والوسائل المتاحة لها. *ولأجل تطويق هذه الظاهرة الغريبة على الاسلام وهديه ومنطوق ومفهوم نصوصه ومن أجل حماية من لم ينزلقوا بعد في متاهات الإرهاب التي لا تعرف الحدود وجب أن تتكامل جهود كل الأطراف: حكومات وهيآت علمية ودينية لإعادة التوازن والانسجام والأمان والوئام لفئات الأمة وبالخصوص فئة الشباب الذين هم وقود هذه المحارق يزج بهم بالآلاف في أتون فتنة لا تبقي ولا تذر تأتي على الأخضر واليابس ولاتستثني أي طرف مهما كان. *لقد أدرك الجميع اليوم ان الخلل هو في التفكير وان بنية العقل المسلم تحتاج إلى إعادة ترتيب وتصحيح للمفاهيم ولا يقوم بذلك إلا أهل الذكر من العلماء المختصين، ولا تقوم بذلك أحسن قيام إلا المؤسسات العلمية الدينية العريقة والتي يعد الأزهر لعدة عوامل وأسباب يطول شرحها طليعتها والأقدر على القيام بهذه المهمة الخطيرة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها الأمة ودينها من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ويمكن أن تعاضد الأزهر الهيآت والجامعات الشبيهة به مثل الزيتونة والقرويين. *إن تهميش هذه الهيآت العلمية الدينية العريقة نتج عنه فراغ (والطبيعة تأبى الفراغ) وهذا الفراغ سدته التنظيمات والجماعات والحركات التي اتخذت من الدين شعارا لتبث الفتنة بوسائط عصرية شديدة التأثير واسعة الانتشار (فضائيات انترنات وسائل التواصل الاجتماعي). *المثل يقول دائما ليس الأمر بالمتأخر والتلافي ممكن ورأب الصدع ممكن وإصلاح ما أفسد ممكن شريطة خلوص النوايا وتكامل الجهود وملامح ذلك يدل عليها مثل هذين المبادرتين من الأزهر والمملكة العربية السعودية.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.