الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله عمر لم يتجاوز52 سنة وعمل شمل كل مجالات العطاء الديني والعلمي والاجتماعي في الداخل والخارج
اليوم الجمعة18 سبتمبر هي ذكرى مرور45 سنة على وفاة فضيلة الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله واسكنه فراديس جنانه.
توفي الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله يوم الخميس 12 رمضان1395/ 18سبتمبر1975بعد امساكه للصيام وقيامه للصلاة ليلاقي وجه ربه في عبادتين( الصيام والصلاة) وليبيت ليلة الجمعة في قبره مما هو علامة لحسن خاتمة اكرمه بها الله جزاء لما قدمه للامة ودينها من عمل ندعو الله ان يتقبله منه ويجازيه عنه خير الجزاء.
كان عمره الذي لم يكن مديدا( توفي في سن52) مليئا بالعطاء على مختلف الواجهات تدريسا في الكلية الزيتونية والاكاديمية العسكرية وامامة في جامع مقرين و دروسا يلقيها على مدار الاسبوع في مساجد الزيتونة وسبحان الله والزرارعية وسيدي البشير وغيرهاومحاضرات في اغلب مدن الجمهورية وحصتين اسبوعيتين في التفسير وحديث الصباح في الاذاعة الوطنية واصداره لمجلة جوهر الاسلام( اول مجلة اسلامية تصدر بعد الاستقلال )وهي والحمد لله لاتزال تصدر) وتوليه الامانة العامة للجمعية القومية للمحافظة على القران ومشاركته في مؤتمرات اسلامية عقدت في مكة وطرابلس والجزائر والرباط وفرنسا وغيرهافضلا عن انشطته الاجتماعية والحزبية والتي هي امتداد لمشاركته في حركة تحرير البلاد ومساهمته في ارساء دولة الاستقلال . وقد تفرغ الشيخ الحبيب رحمه الله منذ بداية الستينات والى ان توفي للعمل الاسلامي بعد ان ساهم قبل ذلك في العمل الوطني في جهتي الجنوب الشرقي والغربي وتولى التدريس في الفروع الزيتونية بمدنين و قفصة وتطاوين وكان عضوا في البعثة التعليمية الزيتونية الى ليبيا.
وكانت للشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله علاقات واسعة في الداخل والخارج وظل منزله في مقرين مقصد العلماء والدعاة من كل انحاء العالم العربي والاسلامي كما ظل مقصد اصحاب الحاجات وطلبة العلم الذين كان الشيخ الحبيب يحدب عليهم ويرعاهم ويرسل بهم الى الخارج لاتمام دراساتهم. كان الشيخ الحبيب يقوم بكل تلك الجهود المضنية والشاقة احتسابا لايبتغي من وراء ذلك جزاء ولاشكورا في تواضع وتجرد غير عابئ ببهارج الدنيا لاهم له الا خدمة الامة ودينها . لقد ترك الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله الاثر الطيب حيثما حل يشهد بذلك الخاص والعام وكان لايخشى في الحق لومة لائم تشهد على ذلك مواقفه في الدفاع عن مقومات هوية البلاة الاسلام والعربية.
ترك اثارا علمية منها تفسيره للقران الكريم واحاديثه الدينية وقصائده الشعرية التي ضم البعض منها ديوانه( مع الله) والافتتاحيات التي كتبها لمجلة جوهر الاسلام ومشاركاته في المؤتمرات الاسلامية وبياناته التي قدمها والقاها في المواعيد الحزبية ( وقفة التامل) ومؤتمر المنستير الاول1971 والذي انتخب فيه عضوا باللجنة المركزية في ترتيب متقدم جدا جاء بعد خطاب القاه في المؤتمر وضع فيه النقاط على الاحرف في كل ما يتعلق بالهوية العربية الاسلامية لتونس في التعليم والتشريع والاعلام والاخلاق وتعريب الادارة. وقد تسببت هذه المواقف الجسورة في ذلك الزمن المبكر للشيخ الحبيب رحمه الله في مضايقات تحملها بصبر واحتساب التجا فيها الى ربه الذي عجل الى لقائه راضيا مرضيا مطمئن النفس مستبشرا بما اعده الله له من جزيل الثواب الذي علامته تلك الخاتمة التي اكرمه الله بها حيث لاقى وجه ربه صائما وساجدا نسال الله ان يرحمه ويسكنه فراديس جنانه بجوار النبئيين والصديقين والصالحين وحسن اولئك رفيقا وانا لله وانا اليه راجعون .