الدور المرتقب لفضائيتي الأزهر ومنظمة التعاون الاسلامي في نشر خطاب الوسطية والسماحة

الدور المرتقب لفضائيتي الأزهر ومنظمة التعاون الاسلامي في نشر خطاب الوسطية والسماحة


أعلن في الآونة الاخيرة عن مبادرتين إحداهما صدرت عن الازهر الشريف الجامع والاخرى عن منظمة التعاون الاسلامي أكبر منظمة حكومية على مستوى البلاد الاسلامية على امتدادها وتتمثل هذين المبادرتين في قرب انطلاق فضائيتين اسلاميتين يرجى منهما أن تسدّا فراغا لم تستطع أن تسده عشرات الفضائيات التي توالى انطلاقها في السنوات الأخيرة واعتبر أغلبها لا يحقق المرغوب والمطلوب في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة ودينها وهي مرحلة تتسم بالحدّة بل قل بالفتنة والاختلاف والتنازع الذي وصل الى اراقة دماء المسلمين انهارا!! وازهاق أنفس بشرية بالعشرات وبالمئات صباح مساء!! في كل أنحاء الساحة الاسلامية وبدون استثناء!! والفضائيات الدينية التي يبث الكثير منها على مدار الساعة لم تستطع في أغلبها أن تقدّم الصورة الجميلة والحقيقية للاسلام كما تنص عليه نصوصه التأسيسية المحكمة من قرآن وسنة وسيرة عطرة للرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام نبي الهدى والرحمة من أخرج الله ببعثته البشرية جمعاء من الجور الى العدل ومن الظلام الى النور ومن الضيق الى السعة، خصائص للاسلام وللرسالات السماوية في أمسّ الحاجة الى البلورة وتعميق الوعي بها وجعلها ممارسة فردية واجتماعية فيها الوفاء الحقيقي لمثل الاسلام الخالدة، والاسلام وكذلك كل الديانات السماوية هو ذلك أو لا يكون. الاسلام والديانات السماوية سلام وأمان واطمئنان يعمر قلوب المؤمنين لتشع على كل التصرفات وكل مظاهر المعاملات أقوالا وأفعالا (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) وما أشبه اليوم بالبارحة وما أحوج امة الاسلام في كل اقطارها وعلى مختلف مذاهبها العقدية والفقهية أن تعود الى جوهر دينها ولبّه وصميمه، دين الرحمة والرفق واللين والسماحة والتوسّط والاعتدال، دين الانصراف الى ما ينفع العباد والبلاد (بلاد الاسلام على امتدادها) مما فيه مرضاة الله. فالايمان ليس بالتمنّي (الآمال) ولا بالتحلي (الشكل والمظهر) ولكن الايمان هو ما وقر في القلب وصدّقه العمل (العمل الصالح على اطلاقه وشموله) (اليه يصعد الكلم الطيّب والعمل الصالح يرفعه) وهل هنالك أقدر من الاعلام مرئيا ومسموعا ومكتوبا وبمختلف الوسائط المستحدثة والمستجدّة على تبليغ هذه الخصائص التي تشتدّ اليها الحاجة في كل الأوساط يقدمها ويبلورها ويقيم عليها الحجج النقلية والعقلية المقنعة أهل الذكر من العلماء الاعلام ورثة الانبياء الذين أخذ عليهم ميثاق ارشاد الامة الى سواء السبيل وتجنيبها العثرات والانقسامات في حياد ايجابي وانحياز الى الحق دون سواه وتقوى وخشية لله في الامة ودينها، وتعاضد هؤلاء في أداء هذه المهمة كل الطاقات المخلصة من أهل الفكر والرأي والثقافة والعلم وهذه الاختصاصات جميعها روافد للدين في أعمق وأوسع وأشمل معانيه. الفضائيتان المرتقبتان هذا هو المنتظر منهما ويزيد من أهمية دورهما ومصداقيتهما أن الجهتين اللتين أعلنتا عن قرب انطلاقتهما مؤسستان دينيتان تنتمي الى احداهما كل الدول الاسلامية وتعترف للثانية (الازهر) بالعراقة كل الشعوب الاسلامية على مختلف مذاهبها ولا أدل على ما أقول من أن مشيخة الازهر الشريف ومنذ أن كان على رأسها الشيخ محمود شلتوت رحمه الله قد قرّرت تدريس المذاهب الثمانية (الاربعة السنية: المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي) والاربعة الاخرى الزيدية والجعفرية والامامية والاباضية) ويتولى اليوم مشيخة الازهر عالم جليل ورجل مشهود له بسعة الافق والاخلاص للأمة ودينها وشهد الازهر في عهده نقلة نوعية في القيام بدوره العلمي والديني الصحيح والاصيل فوق كل الاختلافات والتجاذبات والتوظيفات وهو فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيّب والذي أوكل أمر الاشراف على فضائية الازهر المنتظرة الى مفتي جمهورية مصر السابق فضيلة الشيخ علي جمعة الذي يشهد له الجميع بالعلم والكفاءة العالية والاخلاص والقدرة على الابلاغ. أما قناة منظمة التعاون الاسلامي فإن ما أعلن عنه من أولويات غاياتها هو مواجهة الاسلامفوبيا (التخويف من الاسلام) وسيكون ذلك بأكثر من لغة (الانڤليزية انطلاقا) ونرجو أن لا يطول الانتظار لهذه القناة واختها قناة الأزهر، فالحاجة اليهما ماسة والتعطش لخطابهما شديد والشوق اليهما كبير جدا. والطاقات والكفاءات العلمية والفكرية والاعلامية التي تتوفر عليها الامة بكل مكوّناتها وتضاف اليها فئة بعضها أوصله البحث العلمي المتجرّد الى اعتناق الاسلام وبعضها من الباحثين والدارسين غربيين وشرقيين ممن عرفوا بالتجرّد والموضوعية والانصاف وهؤلاء وأولئك هم فرسان المرحلة يعزّزون فئة من مشائخنا وعلمائنا من أهل البصيرة والحكمة والتحقيق والتحرير والتنوير، كوكبة يمكن أن تكون الفضائيتان المرتقبتان منبرا لخطابهم الذي ينير للأمة السبيل السالك الذي يجنبها المزالق والمهالك.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.