الدكتور نور الدين الحفصي الذي كان نجاحه سببا في كيد حساده

الدكتور نور الدين الحفصي الذي كان نجاحه سببا في كيد حساده


 

الدكتور نور الدين الحفصي  الذي كان نجاحه سببا في كيد حساده

كتب محمد صلاح الدين المستاوي

وعدت القراء بانني سابدا سلسلة مقالات اخرى حول ذكرياتي في فرنسا وان تكون هذه الحلقات  حول من عرفتهم وتعاونت معهم  من الاساتذة والمفكرين الفرنسيين المهتدين الى الاسلام ولكنني قبل ان ابدا هذه السلسلة الجديدة استسمح القارئ في ايراد بعض مابقي في ذهني من ذكريات مع بعض الشخصيات  التونسيةالذين التقيت بهم والذين منهم من افضى الى ربه وهو في اوج البذل والعطاء في حقل العمل الوطني والبعض الاخر ممن كانت لي معهم وقائع جديرة بالتوثيق

ممن عرفتهم  وتوثقت صلتي به في باريس الدكتور نور الدين الحفصي رحمه الله وهو طبيب تولى في التسعينات الكتابة العامة للجنة التنسيق بمنطقة الوردية وهو رجل حركي نشيط في الميدان الاجتماعي قام  بمبادرات  مست عديد الفئات  الضعيفة والمهمشة  من الايتام و والمسنين وفاقدي السند والمرضى في المستشفيات فنظم الاعمال التطوعية في المواسم والاعياد وعند افتتاح السنة الدراسية ولم يترك فئة من الفئات الاجتماعية   الا ونظم من اجلها مبادرة نالت الاستحسان والمباركة

 وقد لفت هذا النشاط المكثف للدكتور نورالدين الحفصي الانظار اليه وكوفئ بتعيينه وال على القيروان وهناك ايضا واصل مبادراته المتميزة وحرك العديد من الملفات ثم سرعان ماوقعت تسميته على راس تجمع التونسيين في فرنسا و(ما بالطبع لايتخلف) كما يقال فقد تكثفت انشطته وتعددت مبادراته الاجتماعية والثقافية والدينية حيث اصبحت مقرات التونسيين في مختلف المدن الفرنسية تعج بالتونسيين من مختلف االاعمار ولايقتصر مردود هذه  المبادرات على التونسيين المقيمين في فرنسا بل يتجاوزهم الى التونسيين في الداخل فكان يرسل الحاويات العديدة مملؤة بتبرعات واعانات التونسيين في فرنسا الى اخوانهم في ماوي العجز و دورالايتام والمرضى المقيمين في المستشفيات( البسة وادوية  ولعباوكراسي متحركة  و حتى سيارات اسعاف للمستوصفات في مختلف مدن وقرى الجمهورية التي هي في امس الحاجة اليها)

كانت مقرات الوداديات التونسية في مخلف المدن الفرنسية خصوصا في نهاية الاسبوع (يومي السبت والاحد) تكتض بالتونسيين حيث يجد الجميع ما يرومونه من انشطة تخفف عنهم معاناة الغربة والبعد عن الاهل والوطن كان نورالدين الحفصي رحمه الله دينامو هذه الانشطة المكثفة صحبة اخوانه من الاطارات القنصلية والاجتماعية والتربوية والثقافية وكان رحمه الله لايعرف الراحة لافي الليل  ولافي النهار

وكنت اشهد مع الجالية التونسية تلك الانشطة كلما كنت في باريس خصوصا في اواخر شهررمضان وقبيل العيد اذ يبرمج لي الدكتور نورالدين الحفصي اكثر من مسامرة دينية تشهدها الجالية بكل مكوناتها وفي مقدتها سفير تونس في باريس وقناصل المنطقة الباريسية وبقية الاطارات فضلا عن اعداد كبيرة من افراد الجالية من كل الفئات وقد اضاف الدكتور الحفصي الى المسامرة حفل سلامية تؤمنه فرقة يقع استقدامها من تونس ولايقتصراحياؤها لسهرة باريس بل تتجول طيلة الاسبوع الاخير من شهر رمضان بين عديد المدن الفرنسية تحي مع الجالية الليالي الاخيرة من شهر رمضان (مثلما اشرت الى ذلك  في ورقة سابقة فقد احيت فرقة سلامية محمود عزيز ليلةالاحتفال بافتتاح مسجد ليون الكبير)

نعود الى الدكتور نورالدين الحفصي رحمه الله لنقول ان نجاحه كان سببا في تحرك الحساد ضده(وقديما كان في الناس الحسد) فدبرت له خطة لابعاده من باريس حيث عين قائما باعمال في الكامرون وكان رهان حساده ان يرفض الاوامر ليجهزوا عليه وعلى مستقبله ( ارادوا ابعاده واخراجه من المشهد فقد اتعبهم بعطائه الذي لايعرف الحدود والذي ينال الاستحسان) وبعد تردد وتشاور مع الخلص من اصدقائه قبل انضباطا مباشرة خطته الجديدة بعيدا عن الاهل والابناء والاصدقاء وبعيدا عن اجواء باريس وانشطتها وافاقها الواعدة وهو الطبيب الذي هوفي مقتبل العمر وكل الفرص امامه متاحة بما فيها الاستقالة والاستقرار في باريس والرجل ربط علاقات واسعة ليس فقط بالتونسيين بل حتى بالفرنسيين من مختلف المواقع لكنه ا فضل الانضباط وباشر خطته الجديدة على مضض رغم  انه حتى هناك في الكامرون لم يبق مكتوف الايدي فقد اخذ يبرمج لانشطة فيها كلها الفائدة لتونس وابنائها

 لم تطل مدة اقامة الكتور نورالدين الحفصي رحمه الله في الكامرون وفي احدى عوداته  الى تونس عبر باريس وافته المنية في حادث مرور مريع وهوفي طريقه الى المطار فكانت وفاته حدثا جللا هزمن الاعماق كل من عرفوه من قريب ومن بلغتهم اصداء انشطته من بعيد وكانت جنازته سواء لدى استقبال جثمانه الطاهر في مطار تونس قرطاج اوعند تسجيته في منزله  بمرناق اوعند تشييعه الى  مثواه الاخير في مسقط راسه بمدينةالفحص كان  الحضور المكثف فيها وتلك اللوعة والحزن على فقدانه خير تعبير على  قدر الرجل الرفيع لدى الجميع وما يحفظونه له من احترام رحمه الله واسكنه فراديس جنانه وانا لله وانا اليه راجعون

والى حلقة اخرى من ذكريات فرنسا نستعرض فيها بعض مانتذكره مع رجال اخرين كالسفير عبد الحميد الشيخ  و المناضل عبد العزيز شوشان رحمهما الله و الدكتورقبريال قابلةوو.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.