الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواجهة حملات الدس والافتراء

الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواجهة حملات الدس والافتراء


  • كان ولا يزال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والكتاب الذي أنزل عليه القرآن الكريم يتعرضان الى حملات مغرضة لم تترك أي شبهة إلا وألقت بها لغرض زعزعة ما يحظيان به من مكانة لدى المؤمنين خاصة وحتى لدى غيرهم من العقلاء والمنصفين من المفكرين والدارسين.
  • لم تتوقف هذه الحملات التي انطلقت منذ ظهور الاسلام، والقرآن الكريم مليء بالآيات التي تورد عينات لهذه الافتراءات التي ألصقت برسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه بالساحر ! ومن به مس !وبالقرآن الكريم بأنه أساطير وقول شاعر! ! وغير ذلك.
  • انطلقت هذه الحملات في الأول في الجزيرة العربية على ألسنة من عاصروا ظهور الاسلام من العرب ومن قريش بالذات ومن عاضدهم من أهل الكتاب واليهود بصفة خاصة الذين لم يتقبلوا أن يكون ختم الرسالات يصطفى له غيرهم ممن يعتبرونهم أميين لا يعلمون الكتاب ولا النبوة! (الأمية بالمعنى الواسع للكلمة)
  • وعندما انتشرت رسالة الاسلام لتصل الى بلدان كانت فيها الديانة المسيحية هي السائدة في اوروبا وآسيا وافريقيا تجندت الكنيسة ورجالها للتشكيك في الرسالة المحمدية والصاق اشنع الافتراءات والشبهات نيلا من الرسول صلى الله عليه وسلم وتشكيكا في الكتاب الذي جاء به، وتطفح مئات المؤلفات بمختلف اللغات بما لا يمكن حصره من هذه الأكاذيب والافتراءات والاوصاف التي يندى لها الجبين ولا تستند الى برهان ولا دليل وكان الدافع لها هو التعصب الأعمى وفقدان أدنى درجات الموضوعية والتجرد في حملة مسعورة لم تعرف التوقف وفي قناعة راسخة لدى أصحابها بأن ذلك وحده هو الكفيل بالحيلولة بين أتباعهم ومجرد الاقتراب من الاسلام مستغلين صعوبة النفاذ الى حقائق رسالة الاسلام والصورة الواقعية لرمزي الاسلام أعني بهما النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والقرآن الكريم آخر الكتب المنزلة من عند الله.
  • ولئن بدأت الحملة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى القرآن الكريم على أيدي رجال الدين من القساوسة والرهبان فإنها لم تلبث ان تولتها جحافل من المستشرقين من مختلف البلدان الاوروبية (ألمانيا فرنسا النمسا ايطاليا اسبانيا انقلترا هولندا وغيرها) فألفوا عشرات بل مئات الكتب بمختلف اللغات الاروبية تتجاوز صفحات بعضها المئات حول النبي محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن الكريم متذرعة بالموضوعية والتجرد والمنهجية العلمية من اجل أن تكسب ثقة قرائها وهي في طيات بحوثها تدس السم في الدسم، واتخذت ويا للأسف أعمال هؤلاء المستشرقين مراجع ومصادر لا غنى عنها للباحثين والدارسين وذلك في غياب البدائل عنها بسبب ما اعترى مسيرة الثقافة والعلوم الاسلامية من ركود في عهود التخلف والانحطاط التي شهدها تاريخ المسلمين.
  • لست في حاجة الى تعداد هذه الاعمال الاستشراقية المليئة بالدس والافتراء التي حشرت فيها الشبهات حول النبي عليه الصلاة والسلام والقرآن الكريم (دائرة المعارف الاسلامية، دائرة معارف القرآن الصادرتان في ليدن بهولندا) فقد خُص كل منهما بمجلدات لم تلبث أن عززت بموسوعات ودوائر معارف القليل جدا اطلع عليه غير المختصين من الباحثين المسلمين.             
  • وفي مرحلة موالية لحملات النيل من النبي والقرآن جُند عدد من الباحثين والدارسين من أبناء المسلمين ليقوموا بهذه المهمة ولسان حال من وراءهم ومن يدفعونهم للقيام بهذه الحملة المسعورة على النبي والقرآن يقول (وشهد شاهد من أهلها! وهكذا قرأنا في السنوات الأخيرة لمن اطلق عليهم المفكرين المسلمين الجدد! Les nouveaux penseurs de l’islam ممن يحملون أسماء (محمد وعلي وعبد المجيد ويوسف ورشيد وعبد النور وهالة وألفة ونصر وسلوى) ممن روج لهم الاعلام الغربي وأشاد بهم وبأعمالهم التي ملئت دسا وتزييفا وتشكيكا وتحاملا على رسول الاسلام عليه الصلاة والسلام وكتاب القرآن وقالوا فيهما ما لم يقله مالك في الخمر وما لم يتجاسر على قوله دهاة ومكرة المستشرقين والدارسين للاسلام ونبي الاسلام عليه السلام وكتاب القرآن، والحال ان ما كتبه ويكتبه هؤلاء المفكرون المسلمون الجدد ليس فيه أدنى إضافة انه تكرار واستعادة لمقولات مضى عليها ردح من الزمن ويراد ترويجها في هذه الحقبة ليزيدوا الأمة وأجيالها الصاعدة فرقة وتمزقا واختلافا وانبتاتا عما ظل لقرون طويلة من الثوابت بفضل أولئك العلماء الاعلام ممن أفنوا أعمارهم في البحث والتدقيق والتحقيق حتى لا تكاد تظفر بمسألة ذات صلة من قريب أو بعيد برسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم الذي أنزل عليه لم يشبعوها درسا وتمحيصا وتدقيقا بموضوعية فعلية دفعتهم في كثير من الأحيان الى ايراد روايات لمقولات ضعيفة ومع ذلك فإنهم لم يهملوها في أمانة منقطعة النظير معولين في دحضها على ما يقابلها من صحيح النقل وثابت الرواية التي لا يصمد أمامها الواهي من الأقوال.
  • ولقد تصدى عبر العصور والى يوم الناس هذا علماء أعلام بعضهم مسلمون والبعض الآخر غربيون للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم ودحض الشبهات والمفتريات عنهما بنفس المنهجية التي توخاها الدارسون الغربيون وتلاميذهم من أبناء المسلمين الذين لا يملكون عمق وجدية أساتذتهم ولكن بموضوعية تجلت بها الأمور على حقيقتها وقد اخترت للقارئ نموذجين من هؤلاء الذين تولوا الدفاع عن محمد صلى الله عليه وسلم وعن القرآن الكريم: الأول كتاب دفاع واعتذار لمحمد صلى الله عليه وسلم تأليف جون ديفنبورت John Davenport ترجمة وتحقيق صالح صابر زغلول نشر دار الكتب العلمية.والثاني كتاب: دفاع عن محمد صلى الله عليه وسلم تأليف الفيلسوف الأستاذ الدكتور عبد الرحمان بدوي ترجمة كمال جاد الله صادر عن هيئة كبار العلماء  بالأزهر الشريف (2017/1438).

فقد تضمن هذان الكتابان ردودا موضوعية بحجج منطقية ونقلية عن أغلب ما تضمنته الاصدارات التي تناولت شخصية سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن الكريم لكتاب غربيين ومسلمين والتي تواتر نشرها في السنوات الأخيرة بالخصوص من طرف بعض دور النشر الغربية (الفرنسية) والتي وفرت لهؤلاء الذين انتدبتهم للكتابة في هذين الموضوعين الهامين والركيزتين الاساسيتين للاسلام كل الوسائل! ! التفرغ والمراجع والوثائق التاريخية لمختلف الفرق والمذاهب والتي فيها الكثير من التضارب والتعارض وذلك عن قصد واضح هو إحداث البلبلة والشك فيما ساءهم ان يكون عليه شبه إجماع بين أمة الاسلام ألا وهو التسليم بعظمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكمال وجمال سيرته وهديه مصداقا لقوله جل من قائل (وإنك لعلى خلق عظيم) وقدسية النص القرآني الذي ظل محفوظا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بعهد من الله سابق (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) تهيأت له كل الأسباب المساعدة على هذا الحفظ.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.