الحب في البلاد الإسلامية L’amour aux Pays Islamiques
أصدرت مجلة جون أفريك (Jeune Afrique) الشهيرة الصادرة في باريس بفرنسا وباللغة الفرنسية عددا خاصا لموضوع الحب في البلاد الإسلامية اشتمل على عدة أبحاث ودراسات وتحقيقات عن العلاقات بين الجنسين في المجتمعات العربية والإسلامية قديما وحديثا. وقد أعدت أهم محاور هذا العدد الخاص الأستاذة المغربية فاطمة المرنيسي. وهي غير غريبة عن موضوع الحب والجنس وعلاقتهما بالإسلام ووضعهما قديما وحديثا في المجتمعات الإسلامية والقوانين والتشريعات الصادرة في هذا المجال في البلاد الإسلامية فقد سبق لهذه الباحثة المغربية أن أعدت أطروحة في الموضوع تحمل عنوان الجنس والإيديولوجيا والإسلام (sexe idéologie et islam). ومن العناوين التي اشتمل عليها هذا العدد الخاص مجموعة من الأبحاث تتعلق بالحب والجنس وممارسته في المجتمعات الإفريقية والغربية لدى الصغار والكبار والمراهقين. ونذكر من العناوين التي احتوى عليها هذا العدد معجم الحب: ستون كلمة للتعبير بالعربية على “احبك” علامات الحب، والحب العذري وعرض لكتاب طوق الحمامة في الألفة والآلاف لابن حزم الأندلسي. ثم عرض لوضع المرأة وعلاقتها بالمجتمع والرجل في المدن الإسلامية مثل دكار وفاس والقيروان ومظاهر من التصرفات اليومية للرجل والمرأة وما يجيزه المجتمع في هذه المدن وما يمانع فيه، ثم كيف تحصل العلاقات الأولى في المجتمعات البشرية المختلفة؟!. في العدد موضوع آخر عن الجمال والجمال المثالي والمرأة المثالية والمرأة المتحجبة والمرأة غير المتحجبة كل ذلك مشفوعا بصور ورسوم لأزياء ترتديها المرأة المسلمة بعضها عصري جدا والبعض الآخر تقليدي جدا وهو ما لم يمنع المرأة وهي ترتديه من مشاركة الرجل في ساحات العمل والجهاد من اجل تغيير واقع المجتمع العربي والإسلامي. عنوان آخر نساء وفق الموضة وهو أيضا يعرض لبعض التناقضات والفروق الصارخة بواسطة الصورة والتعليق لما في المجتمعات العربية الإسلامية من محافظة موغلة في التقليدية إلى معاصرة موغلة في التميع والتبرج والتسيب. وفي هذا العدد موضوع عن: الحمامات بين الأمس واليوم مشفوعا بإحصائيات عن عدد الحمامات في المدن الإسلامية العريقة مثل بغداد التي كان فيها في يوم من الأيام 27 ألف حمام والحريم بين الأسطورة والواقع وفي هذا الموضوع الحمامات جزئيات وتفاصيل وتعليقات وتخيلات واستنتاجات ليس هذا مجال تفصيلها وربط لها بالإسلام وبتطور المجتمع والفكر الإسلامي وذلك بالعودة إلى بعض الدراسات الحديثة التي أعدها مسلمون وأجانب عن الجنس في الإسلام –في المجتمع الإسلامي. وموضوع آخر عن الجمال عند الرجال: عرض تاريخي واجتماعي لمواصفاته ومظاهره. عنوان رئيسي آخر المواجهات الغربية: الدين في مواجهة الحب، الصوفية أساتذة فن الحب، الحب والزواج- إنها المشكلة!. هل يوجد الزوج الوفي؟. موضوع آخر عن زوجي الأمس واليوم والانقلاب الحاصل في العلاقة بينهما. كيف تجد زوجا؟. المسلمون وفرويد وأمهاتهم.هذه إذا هي أبحاث ودراسات هذا العدد الخاص من مجلة جون أفريك الشهيرة الخاص بالحب في الإسلام والمجتمعات الإسلامية، وهو عدد وثيقة فيها كثير من الأخطاء وكثير من المعلومات المفيدة والتحقيقات الدقيقة مع تسليط الأضواء الإسلامية عليها، قد لا تكون صائبة أو صحيحة ولكن حجم العدد والجهد العلمي والفني المبذول في إخراجه واتساع توزيعه يجعله الوثيقة التي تفرض نفسها على كل باحث ودارس ومهتم بموضوع الحب والجنس في المجتمع العربي والإسلامي وموقف الإسلام منه، هذا هو ما تمتاز به المؤسسات العلمية والصحفية الغربية فهي تكون الملفات وتعد التحقيقات وتكلف الباحثين بتقديم دراسات على حسابها في موضوعات تبدو بسيطة لا قيمة لها في البداية ولكن عند انتهاء العمل وبروزه في إخراج جميل وجذاب وبتوزيع سريع ومحكم تظهر قيمته وأهميته. فمتى ننهج هذا المنهج ونسلك هذا السبيل فنخصص أبحاثا جادة عن مثل هذه الموضوعات؟!.
