التصدي بحزم للارهاب ينبغي ان يواكبه التحصين والوقاية من مخاطره
توالى في الآونة الأخيرة انعقاد الندوات والمؤتمرات بدعوة من أطراف عديدة على امتداد الساحة العربية والاسلامية حول موضوع الارهاب ومخاطره التي لم يعد أحد في منأى من الاكتواء بناره والذي نراه صباح مساء على شاشات الفضائيات بمختلف لغاتها يتصدر نشرات الأخبار: قتلى بالعشرات والمئات ! دماء ودموع ! وتخريب وتدمير !!لماذا يا ترى كل ذلك؟ ألذلك أسباب موضوعية؟ !كلا لا العقل ولا الشرع يبيح ذلك • الارهاب اليوم واقع يتهدد الجميع بدون استثناء حتى أولئك الذين غضوا عنه الطرف وهونوا من مخاطره بل واعتبروه للتصدير الخارجي ! فإذا بهم يكتوون بناره ويستهدفهم قبل سواهم • الارهاب لا عهد له ولا ميثاق! ! الإرهاب أعمى !الارهاب الغاية عنده تبرر الوسيلة ! !الارهاب يشرع للاجرام ! وتبريرا له مثلا يقدم و بحجة واهية لا تقنع أحدا: ان أولئك الأطفال وأولئك الشيوخ وتلك النساء العزل تتهيأ لهم بقتلهم على أيدي الارهابيين فرصة دخول الجنة! ! سبحان الله يا له من منطق ! ويا له من تلبيس يزين به الشيطان الظلم والعدوان والإجرام لفاعله! ! • حقيقة اننا معاشر المسلمين نعيش فتنة عمياء عمت كل أرجاء الساحة العربية الإسلامية لم تشهد لها الأمة مثيلا في التواتر والانتشار! ! • هل نستسلم ام ماذا علينا ان نفعل (واستعمل صيغة الجمع) بدون استثناء: الآباء والأمهات والهيآت والمنظمات، ولاة الأمور والعلماء وكل الجهات الفاعلة والمؤثرة التي بدونها لن نصمد أمام مخاطر الارهاب أعني بذلك وسائل الاعلام والاتصال والتواصل من انترنات وفايسبوك ويوتيب وكل ما يمكن أن يجد في هذا المجال؟ • جميعا مع بعضنا البعض ينبغي ان نتصدى للارهاب لأن أدنى تخل أو تهاون سيجعل من غول الارهاب يتمدد كما نشاهد ذلك في هذه الايام • الارهاب لا دين له ولا يعرف الحدود، وينبغي علينا ان نعترف بكل شجاعة ان الارهاب قد تلبس بالاسلام واتخذ لنفسه مشروعية من أصول الاسلام أعني القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة فالآيات والأحاديث والتكبير وغير ذلك هو ما تتعالى به أصوات من يقدمون على القيام بالعمليات الارهابية !!لذلك لا يمكن انكار تلبس الارهاب بالمقدس!! بحيث يتقرب به أصحابه الى الله ويأملون أن يدخلوا بصنيعهم الشنيع دخول الجنة والإحراز على مرضاة الله!! • لأجل ذلك فان الطليعة والصدارة في التصدي لهذه الممارسات وتعريتها وكشفها وتجريدها مما تستند اليه وتعتمد عليه هي للعلماء الذين هم ورثة الأنبياء وهم اهل الذكر الذين امرنا الله ان نسألهم ونعود اليهم حيث قال جل من قائل ( فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) • لقد حصل فراغ نتيجة تهميش أو تهوين من شأن العلم الديني، ولأن الطبيعة تأبى الفراغ فاذا بالدين يتولى أمره والحديث فيه والافتاء في مجاله بغير علم وعلى غير هدى من هب ودب يكفي وفي وقت قصير جدا وبشكليات بسيطة في الهيئة والملبس وحتى طريقة التعبير والكلام ليصبح ما يعرض دينا وما هو بدين ولا يمت للدين بصلة!! • وكم شاهدنا ونشاهد وسمعنا ونسمع في السنوات الأخيرة بمختلف الوسائط حتى العامة منها كالفضائيات التي تبث من هنا وهناك ما زاد الطين بلة فاذا بالعودة الى الدين وهي ما لا يملك الجميع الا ان يباركها تصبح محفوفة بمحاذير ومخاطر الانزلاق الى متاهات التعصب والتزمت وهي مقدمات للتطرف والارهاب!! • هذا هو الذي وقع في غياب اليقظة والوعي بان تغييب الدين الصحيح، الدين الحقيقي دين العلم خطأ يترتب عن ذلك ما نراه ونعيشه ونكتوي بناره جميعا وما يأتي على المكاسب بل يتهدد بقاء الكل وبدون استثناء • لا يملك أحد بمفرده وصفة لعلاج هذه الظاهرة الخطيرة ولكن مع بعضنا البعض ودون اقصاء فكلنا راع وكلنا مسؤولون أمام الله وأمام الأمة وأمام التاريخ ينبغي علينا أن نساهم في المعالجة • ولعل الخطورة الأولى التي ينبغي ان نبادر اليها وبأسرع ما يمكن هو تحصين من لم ينزلقوا بعد في متاهات التطرف والارهاب • والارهاب استهدف أبناءنا، فلذات أكبادنا فتسلل اليهم في غفلة منا فأغلق نوافذ الوعي والتفكير لدى فئة الشباب وعبأهم بما شاء من المفاهيم والأفكار المغلوطة واكتسب ثقتهم العمياء فتلقوا منه الأوامر عن طواعية ومضى هؤلاء الشبان المغرر بهم ينفذون أوامر القتل والترويع وسفك الدماء والتخريب والتدمير!! • في عمل متواز ينبغي علينا ان نحصن من لم ينزلقوا من أبنائنا في مهاوي التطرف والارهاب وفق خطة محكمة وحكيمة فيها الفطنة والذكاء جنبا الى جنب وفي نفس الوقت ينبغي ان نتصدى للارهاب بحزم يقتضيه الحفاظ على الأديان والأبدان الذين هما من كليات الدين الأساسية، انها مسؤولية الجميع حرام عدم القيام بها والتولي عنها.