الأستاذة هند شلبي العالمة الزيتونية المختصة في الدراسات القرآنية

الأستاذة هند شلبي العالمة الزيتونية المختصة في الدراسات القرآنية


انجبت تونس وتخرج من الزيتونة الجامع والجامعة علماء أعلام ليس فقط من الرجال بل ومن النساء وان كان عددهن ليس بالكبير ولا الكثير ولكنهن شهيرات راسخات في العلم. والمراة التي أعرض بعض جوانب عطائها العلمي تنحدر من اسرة عريقة توارثت العلم والصلاح وتدرجت في مراتب التدريس بالجامع الأعظم، إنها الأستاذة الفاضلة هند شلبي تخرجت من الكلية الزيتونية للشريعة واصول الدين في الطور الذي آل إليه التعليم الزيتوني بعد الاستقلال جمعت في تكوينها بين العلوم العصرية المدرسية التي بلغت فيها منتهاها في اختصاصاتها الاجتماعية والانسانية وابت إلا أن تزاوج بينها وبين الثقافة العربية الإسلامية الاصيلة التي تلقت مبادئها الاولية والاساسية على ايدي شيوخ أعلام مثل والدها الشيخ سيدي احمد شلبي والشيخ سيدي احمد بن ميلاد وغيرهما رحمهم الله واسكنهم فراديس جنانه فكان التحاقها بالكلية الزيتونية مواصلة للنهل من معين العلوم الشرعية على ايدي تلك الصفوة ممن ادركناهم من العلماء والذين كان على راسهم العلامة البحر فضيلة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور رحمه الله عميد الكلية ومفتي الجمهورية نذكر من هؤلاء الشيوخ احمد بن ميلاد والعربي العنابي ومحمد الشاذلي النيفر واحمد مهدي النيفر وعبد العزيز بن جعفر وبلقاسم بن خضر ومحمد الحبيب بلخوجة والحبيب المستاوي وغيرهم وغيرهم وقد رحلوا كلهم إلى دار البقاء تاركين فراغا كبيرا. على ايدي هؤلاء وغيرهم نهلت هند شلبي من معين العلوم الشرعية: علوم الوسائل والمقاصد وكان الاقبال على الدراسة في الكلية الزيتونية في تلك الفترة (الستينات والسبعينات من القرن الماضي) اختياريا وتلقائيا وكان القليل القليل جدا من يختار ذلك لعوامل عديدة مما لا يتسع المجال لذكرها لعل اهمها انسداد الآفاق إمام خريجي الكلية الزيتونية فكان الاقبال على الدراسة فيها قليلا وقد جعلها فضيلة الشيخ العميد محمد الفاضل بن عاشور رحمه الله مسائية تبدا في الساعة الرابعة بعد الظهر لتمتد إلى الساعة الثامنة مساء كل يوم إلا يوم الجمعة لتستانف يوم السبت مساء وصبيحة يوم الاحد من الثامنة صباحا إلى منتصف النهار كل ذلك ليتمكن الموظفون سواء من العاصمة واحوازها أو من مختلف جهات الجمهورية من الحضور وكان طلبة الكلية في تلك الفترة من صنف الموظفين من حملة شهادة التحصيل وكذلك شهادة الترشيح الذين لم تمكنهم إلا الكلية الزيتونية من مواصلة تعليمهم العالي حيث تخرجوا منها بارفع الدرجات من الاجازة إلى شهادة البحث المعمق إلى الدكتوراه بنوعيها (دكتوراه المرحلة الثالثة ودكتوراه الدولة) والاستاذة الدكتورة هند شلبي هي من صنف الطلبة المتفرغين الذين لم يجذبهم إلى الكلية الرغبة في تحسين وضعيتهم الادارية (وذلك سبب مشروع) ولكنها التحقت بالكلية الزيتونية لمزيد التحصيل للعلوم الشرعية والتلقي عن البقية الباقية من شيوخ الزيتونة وعلمائها الاعلام الذين يمتد بهم السند إلى القرون الخوالي. كانت الأستاذة الدكتور هند شلبي من الدفعة الاولى أو الثانية من طلبة الكلية الزيتونية ادركتها وقد تخرجت بالاجازة ولكنها لم تنقطع عن الكلية بمجرد التخرج كنا نراها تتردد على مكتبة الكلية وعلى العمادة، نراها من بعيد فهي تكاد تكون المراة الوحيدة في الكلية، وكنا نجلها ونكبرها ونحترمها وان لم يتهيا لنا الحديث معها والجلوس إليها، كنا نرى فيها مظهرا وسلوكا رمزا للاصالة التونسية أما المظهر فيتمثل فيما كان يسميه فضيلة الشيخ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله بالزي الشلبي وهو عبارة عن سفساري ولكنه ملفوف مشدود بكيفية تسهل معها الحركة ويتحقق بها الستر الشرعي المطلوب، زي لم تستورده هند شلبي وانما اقتبسته من الموروث التونسي الاصيل والجميل. أما السلوك فهو تلك الحشمة وذلك الحياء غير المتكلفين الذين تتحلى بهما. مضت الأستاذة الدكتورة هند شلبي إلى هدفها بعزيمة واصرار تغترف من معين العلم الشرعي من خلال الدراسة الجامعية إلى أن نالت الدكتوراه ومن خلال البحث والتنقيب في امهات كتب الثقافة الإسلامية المنشور منها والمخطوط والذي ظلت منكبة عليه في قاعات المطالعة بالمكتبة الوطنية في مقرها القديم في العطارين. لم تلتفت الأستاذة هند شلبي إلى ما حولها مما يدور في المجتمع من أهواء ومد وجزر وكان في إمكانها والفرص متاحة كي تظهر إعلاميا واجتماعيا ولكنها أبت إلا أن تتفرغ لتحصيل العلم والتمكن منه في أدق اختصاصاته وتدريسه كأستاذة جامعية في الكلية الزيتونية إلى أن بلغت سن التقاعد واختارت علوم القرآن: قراءات وتفسيرا وارادت أن تبرز مساهمة هذه الربوع التونسية في خدمة كتاب الله العزيز فحققت كتاب التصاريف كما حققت ما عده العلماء الحلقة المفقودة في التفسير بالماثور اعني به تفسير يحي بن سلام التميمي البصري القيرواني المتوفى سنة 200هـ وجاء عملها العلمي مدققا محققا يدل على صبر ومعاناة وروح علمية عالية تشرف الزيتونة وتشرف تونس وتشرف المراة المسلمة. واهتمام الأستاذة الدكتورة هند شلبي بالقرآن الكريم لم يقتصر على التحقيق والذي هو صناعة لا يقدر على التمكن منها إلا القليل فنجدها ومواكبة لما يجد في اختصاصها تعد بحثا صدر لها في كتاب يحمل عنوان (التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق) وقد صال وجال في هذا الموضوع في العصر الحديث الكثير بعضهم من اهل الذكر مثل الأستاذة هند شلبي والكثير الكثير من الادعياء ممن يركبون الموجة ولا ياتون بالجديد المفيد!!. اذكر للأستاذة الدكتورة هند شلبي ظهورين: * اولهما في الاربعينية التي اقيمت بالمسرح البلدي بتونس سنة 1970 لفضيلة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور رحمه الله والتي اشرف عليها الدكتور الصادق المقدم رحمه الله رئيس مجلس الأمة آنذاك. فقد شاركت فيها الأستاذة الدكتورة هند شلبي بكلمة وفاء لروح الفقيد وكانت مشاركتها إلى جانب وفود جاءت من المغرب والجزائر وليبيا ومصر وسوريا فضلا عن المشاركين من تونس وقد تضمن عدد خاص من مجلة (جوهر الإسلام) كل ما القي في هذه الذكرى وهي سنة سار عليها ووفاء واخلاصا مؤسس ومدير هذه المجلة الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله. * أما الظهور الثاني للاستاذة الدكتورة هند شلبي فكان بمناسبة السنة العالمية للمراة 1975 وقد اختير موضوع مكانة المراة في الإسلام ليكون محور مسامرة القتها الأستاذة هند شلبي بحضور رئيس الجمهورية ورجال الدولة واعضاء السلك الديبلوماسي الاجنبي فضلا عن ثلة من رجال العلم والثقافة والفكر فاجادت وافادت في إباء وعزة نفس وتقيد بآداب الشرع وذلك ليس بالامر الهين ولا في المستطاع في ذلك الظرف فجازاها الله خيرا ونفع بها وبعلمها الأمة ودينها وكتب ثواب ذلك في سجل حسناتها انه سبحانه وتعالى سميع مجيب.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.