أسئلة واستفسارات حول صيام شهر رمضان (القسم الأول)

أسئلة واستفسارات حول صيام شهر رمضان (القسم الأول)


استعمال العطور ومواد التجميل السؤال الأول: ما هو حكم الشرع في استعمال العطور ومواد التجميل في شهر رمضان؟ الجواب: شهر رمضان هو شهر أداء المسلم المكلف البالغ العاقل المعافى (غير المريض) لفريضة الصيام الذي كتبه الله على المسلمين لقوله جل من قائل (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ولقوله عليه الصلاة والسلام (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت) والصيام شرعا هو (الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس) ويكون الإمساك مسبوقا بنية من الليل لقوله عليه الصلاة والسلام (إنما الأعمال بالنيات) ويكره للصائم في نهار رمضان كل ما يمكن أن يتسبب في فساد صومه مما يمكن أن يصل حلقه بطعم أو رائحة أو شم ويدخل في ذلك ما جاء في السؤال من استعمال العطور في نهار رمضان وكذلك استعمال مواد التجميل لأن الغالب عليها احتواؤها على العطور والروائح وهذا يكره كما سلف بيانه في نهار رمضان أما في الليل فلا شيء على الصائم إن هو فعل شيئا من ذلك بشرط أن لا يبقى اثر منه يمتد إلى دخول وقت الإمساك فيصل إلى الحلق فيأخذ حكم استعماله في نهار رمضان. دخول المساجد بملابس حاملة للصور السؤال الثاني: ما هو رأي الدين في دخول المساجد بملابس حاملة لصور فنانين وفنانات وكتابات بلغات أجنبية قد تكون مخلة بالآداب؟ الجواب: المساجد هي بيوت الله في الأرض وهي أفضل الأماكن وأطهرها وأقدسها قال الله تعالى (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) وقال جل من قائل (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا). ولهذه البيوت الطاهرة آداب وقد اعد الله لمن يشيدها ويعمرها ويعظمها-لأنها من شعائر الله- أجرا عظيما، وقد الفت في أحكام المساجد وآدابها الكتب العديدة. والساعي إلى بيت الله وقد ترك وراء ظهره البيع والشراء لآداء فريضة أو نافلة أو لذكر الله وغير ذلك من الطاعات والقربات مدعو إلى التأدب ومراعاة حرمة بيت الله في كل ما يأتيه من تصرفات (أقوالا وأفعالا) والتي منها ضرورة أن يكون كساءه (لباسه) مراعيا لحرمة المسجد وقداسته وعليه أن يستحضر وهو يدخل المسجد أنه يدخل بيت الله فلا بد أن يكون لباسه ساترا (لا يصف ولا يشف) وينبغي أن يكون هذا اللباس لائقا وكل ما يمكن أن يعلو الثوب من صور وكلمات سواء كان ذلك باللغات الأجنبية أو حتى باللغة العربية مما لا يليق بالحال الذي ينبغي أن يكون عليه الساعي إلى المسجد لآداء عبادة وساع للتقرب إلى الله وهذا التقرب ينبغي أن يكون شكلا ومضمونا ومظهرا ومخبرا ولاشك أن الملابس الحاملة للصور والكتابات المذكورة في السؤال ملفت للأنظار يشغل أذهان من يرون تلك الصور ويقرؤون تلك الكتابات لذلك ننصح من يفعل ذلك ويأتيه نذكره بالرفق واللين حتى يجتنب ذلك ويتركه تحصيلا للأجر والثواب واجتنابا للاثم والله الهادي إلى سواء السبيل. الصيام وممارسة المهن الشاقة السؤال الثالث: ما هي المهن التي يحل فيها للمسلم الإفطار؟ الجواب: كل التكاليف الشرعية مبنية على القدرة (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) أي ما تتحمله والآية الكريمة تقول (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) والأحاديث الشريفة والقواعد الفقهية كثيرة منها (لا ضرر ولا ضرار) (والضرر يزال) و(المشقة تجلب التيسير) لذلك لا يمكن أن تصنف مهن بعينها يحل فيها للمسلم الإفطار ومهن أخرى لا يحل فيها الإفطار إذ تدخل عوامل عديدة مؤثرة والتي منها شدة الحرارة سواء حرارة الطقس في بعض المناطق أو حرارة الأفران في مصانع الصلب والحديد مثلا التي لا يتوقف عملها على مدار الساعة وعلى مدار السنة ولابد أن يكون في مواجهتها في ساعات النهار والتي منها ساعات نهار رمضان عمال وهؤلاء صدرت لهم فتاوى بجواز الإفطار وقضاء ما افطروه في أيام عطلهم وبناء عليه فان القاعدة في كل عمل شاق لا يتحمل معه الصيام ويمكن أن يتسبب الصيام معه في ضرر محقق هو أن يفطر هذا الصائم ولكنه يبيت الصيام ويشرع فيه حتى إذا شعر حقيقة بالضرر أفطر حينذاك وقد أفتى قديما العلماء لمن يخرجون للحصاد بجواز الإفطار وقضاء ما أفطروه لان الحصاد مما لا يؤجل القيام به خشية إتلاف المحاصيل. وقد وقع قياس الأعمال الشاقة التي لا يمكن التوقف فيها عن العمل. الصيام والتدخين السؤال الرابع: ما رأيكم في تحليل بعض الدعاة للتدخين في شهر رمضان؟ الجواب: التدخين من الآفات الضارة المتلفة للصحة التي هي تاج على رؤوس الأصحاء لا يبصرها إلا المرضى والتدخين تعريض نعمة العافية للضياع وهي نعمة من النعم العظيمة وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسال الله العفو والعافية ومن (أصبح معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا). فالتدخين مما ينبغي تجنبه وتركه لما فيه من أضرار صحية ومادية وقد ذهب الكثير من العلماء إلى تحريمه، والمسلم يترك الحرام ويترك ما هو مكروه مما يثاب على تركه. وفي شهر رمضان الذي هو شهر آداء فريضة من أعظم الفرائض وركن من أهم الأركان ألا وهي الصيام الذي ينبغي أن يكون كاملا بحيث يصوم المسلم عن المباح ويصوم عن المكروه كما يصوم عن الحرام فالأولى أن يغتنم هذا الشهر لجعل المسلم يترك مثل هذه العادة السيئة (التدخين) لا أن نبحث عن ترقيعات وتأويلات متعسفة ما انزل الله بها من سلطان ليس فيها إلا إتباع الهوى وما تأمر به النفس الأمارة فالأولى لهؤلاء الدعاة أن يدعوا إلى ترك التدخين اغتناما لما يتحقق بالصيام من عزيمة وإرادة قوية لدى القائم بالصيام.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.