خطبة جمعية ألقاها الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي حول المرأة في الاسلام بجامع علي فوبور سان دني باريس Faubourg Saint Denis Paris بتاريخ 14/3/2015

خطبة جمعية ألقاها الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي حول المرأة في الاسلام بجامع علي فوبور سان دني باريس Faubourg Saint Denis Paris بتاريخ 14/3/2015


الحمد لله العلي العظيم الولي الكريم القادر العليم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في عزه ومجده تسبح له السماوات والأرض ومن فيهن وأشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد فأيها المسلمون يقول الله تبارك وتعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات49 ويقول جل من قائل في سورة الإسراء الآية 17 (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) آيتان كريمتان من كتاب الله العزيز تبينان بجلاء ووضوح وتحكمان بالحكم الفصل الذي هو عدل • الآية الأولى من سورة الحجرات تذكر المؤمنين والناس أجمعين والخطاب ورد فيها بيا أيها الناس، الناس جميعا من آمن ومن لم يؤمن ان أصلكم واحد، الله تبارك وتعالى خلقكم جميعا من ذكر وأنثى اللهم إلا ما كان من خلقه لآدم عليه السلام من تراب ولعيسى عليه السلام من أم دون أب وكان ذلك في الحالتين معجزة، خرق للعادة والناموس المتعارف عليه والله على كل شيء قدير وبقوله (كن ) من سوى آدم وعيسى عليهما السلام من كل خلق الله من بني آدم فهم من ذكر وأنثى ثنائية وزوجية خلق الله عليها كل ما في الكون (خلق الزوجين الذكر والأنثى) • أما الآية الثانية من سورة الإسراء، فهي تبين تكريم الله تبارك وتعالى لكل بني آدم ذكورا وإناثا رجالا ونساء وتفضيلهم على كثير مما خلق وبرأ في هذا العالم مما نعلمه ومما لا نعلمه نذكر بهذه الحقائق التي لا ينكرها إلا جحود لنبين بها المكانة والمنزلة الرفيعة التي جعل الله فيها الانسان ذكرا وأنثى يستويان في التكريم مثلما يشتركان في الأصل ويخاطبان في مساواة كاملة بالتكاليف الشرعية بعد ان استخلفهما في الأرض، خلافة الله في الأرض هي للذكر وللأنثى للرجل والمرأة على حد السواء بهما معا في تكامل وانسجام يتحقق مراد الله من عباده المتمثل في عمران هذا الكون على ركيزة العبودية لله رب العالمين القائل في كتابه العزيز (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) نذكر بهذه الحقائق والذكرى تنفع المؤمنين ولنجلي ونوضح هدي الاسلام وإرشاد نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام ونظرتهما لهذا الكائن الانسان الذي هو المرأة والتي يكثر الجدل حولها في هذه الأيام في إفراط وتفريط والحال ان الأمر في تعاليم الاسلام ولا شك انه كذلك في كل الديانات السماوية المنزلة لأن مصدرها واحد هو الله الذي لا تغيير ولا تبديل لأحكامه، أحكامه فصل وجد تخلو من اللعب والعبث والهزل • ولبيان عظمة هدي الاسلام في نظرته للمرأة وما أعطاه لها من حقوق وكذلك ما أوجبه عليها من واجبات لنعد الى الوراء الى ما قبل الاسلام عندما كان الناس في جاهلية جهلاء يستوي في هذه الحالة العرب في الجزيرة ومن جاورهم من الأمم والشعوب فقد كانت المرأة في تلك المرحلة من تاريخ البشرية تعيش القهر والعبودية وتمتهن وتستغل أسوأ استغلال وتلفظ لفظ النواة وقد صور القرآن الكريم هذه الحالة المزرية أدق تصوير، لقد كان ميلاد البنت الأنثى عارا وشنارا في جبين أسرتها كانها مسؤولة مختارة للأنوثة والحال ان الأمر بيد الله يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور يقول جل من قائل مصورا حال هؤلاء الذين لا يعقلون (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى عن القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون) النحل الآيتان 58 و59، نعم ساء ما يحكمون به من فعل شنيع وصنيع جهنمي لا إنساني وحشي فالآيتان الكريمتان تبينان ما يعتري الأب الذي المفروض فيه أن يكون حنونا رحيما عطوفا إذا أنجبت له زوجته بنتا يسود وجهه ويظل حزينا كئيبا لا يريد أن يراه أحد من أهله وعشيرته واجواره وكانه فعل منكرا أو ارتكب محظورا ولو كان الأمر كذلك لجاز له ذلك وأما وان زوجته المسكينة وهي غير المسؤولة عن اختيار البنت الأنثى عوضا عن الابن الذكر لهذا السبب ولهذا السبب فقط يعتريه ما يعتريه من الأحوال فيظل يتردد أيحافظ على حياة هذه البنت الأنثى هذه المولودة المسكينة فيمسكها على هوان سيظل ملازما له طيلة حياته؟ أم يدسه في التراب أم يدفنها حية لا لسبب ولا لذنب سوى انها بنت أنثى، كأن أمها التي تزوجها واستغلها واستمتع بها ليست أنثى؟ كان امه التي ولدته وأنجبته ورعته الى ان كبر وتزوج ليست أنثى !! ولكن انها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وفي آية اخرى في كتاب الله العزيز الذي لا تنقضي عجائبه ولا يمل على كثرة الرد يقول جل من قائل (وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت )؟ لا ذنب لها سوى انها أنثى وليست ذكرا وهل تستمر الحياة بغير الزوجين الذكر والأنثى وهي المنة الإلهية التي امتن بها علينا ربنا وذكرنا بها في عديد الآيات منها قوله تعالى (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة) مريم2 نعم ايها المؤمنون لقد كانت المرأة قبل انبلاج فجر الاسلام وبعثة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام على تلك الحال التي صورها القرآن في جزيرة العرب وليست حالها أحسن من ذلك في بلاد فارس وبلاد الروم وبلاد الهند وغيرها من البلدان لقد كانت بضاعة تباع وتشترى وجسدا وجسما يستمتع به في إذلال واحتقار وامتهان لا يرتفعون بها الى درجة الانسان المكرم المستخلف المؤهل للقيام بأعظم المهمات والأدوار ألا وهو إنجاب البنين والبنات وتربية الأجيال وتنشتئها على أنبل القيم والمثل متناسين ومتجاهلين ان وراء كل العظماء أمهات عظيمات وزوجات عظيمات وأخوات عظيمات وبنات عظيمات جاء الاسلام وجاء هدي سيد الأنام صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة لتغيير هذه المفاهيم الخاطئة وهذه الأحكام الجائرة ولتعيد الناس كافة الى الجادة والى الطريق المستقيم • لقد أعلن الاسلام المساواة الكاملة في الكرامة الانسانية والمساواة الكاملة في التكاليف الشرعية والمساواة الكاملة في الجزاء والثواب على العمل الصالح من الذكر والأنثى على حد السواء اقرؤوا معي وأنصتوا وتدبروا وتمعنوا في قوله جل من قائل (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) النحل97 وقوله جل من قائل (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) النساء 123 وقوله جل من قائل (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) آل عمران 195 • اقرؤوا معي واستمعوا الى قوله تعالى هذا التوازن والتكامل (ان المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما ) الأحزاب 34 فالمغفرة والأجر العظيم أعدهما الله تبارك وتعالى للذكور والإناث وللرجال والنساء في مساواة كاملة فالحسنة حسنة من الرجل والمرأة على حد السواء والسيئة سيئة من الرجل والمرأة على حد السواء ولكي لا تبقى هذه النصوص القرآنية حبرا على ورق وكلاما يقال ولا يطبق في حيز الواقع المعيش جاءت السنة النبوية والسيرة المحمدية العطرة لتجسيم هذا الهدي في حياة الناس اليومية لقد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه القدوة والأسوة فهو وحده حجة الله على العباد في اتباع هدية النجاح والفلاح والنجاة ولقد تطابقت لديه عليه الصلاة والسلام الأقوال مع الأفعال والظاهر مع الباطن في كل أحواله: في حال الرضا وفي حال الغضب في حال اليسر وحال العسر ولذلك أمرنا الله أن نتخذه أسوة وقدوة (ولكم في رسول الله أسوة حسنة) وادعاء محبة الله لا يجسمه الا اتباعه عليه الصلاة والسلام (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فالشرط هو ادعاء محبة الله وجواب الشرط هو اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فقط في أداء صلواتنا ومناسك حجنا وغيرهما من العبادات فقد قال (صلوا كما رأيتموني أصلي ) (خذوا عني مناسككم) بل ويجب علينا ان نتشبه به ونقتدي به في كل معاملاتنا لا سيما في تعاملنا مع المرأة: أما وزوجة وبنتا وأختا شقيقة وأختا مسلمة واختا في الانسانية كرمها الله ان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما يتعلق بالمرأة من قريب أو من بعيد جدير بأن يستهدي به المسلم ويتخذه نبراسا يستضيء به في ظلمات الفتنة والجهالة ففي هدي سيد الأنام محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام (النساء شقائق الرجال) يعلن ذلك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في جلاء ووضوح ليس مثله بيان ولا بعده بيان لا ينفك يذكر ذلك في كل مناسبة ويلح على ذلك في خطبة الوداع عندما قال (استوصوا بالنساء خيرا) • وبين حجة الوداع وبداية دعوته عليه الصلاة والسلام تركيز وتأكيد على هذه المنزلة الرفيعة للمرأة في الاسلام فهاهو ذا يقول مميتا لتلك العادة الجاهلية المتشائمة من الأنثى المعتبرة لها عارا وشنارا يقول عليه الصلاة والسلام (أنا أب البنات واحب من يحب البنات ) رزقه الله البنين فلم يعش له منهم أحد ورزق البنات فعاشت من بعده فاطمة الزهراء أم الحسن والحسين التي قال فيها (فاطمة مني من احبها أحبني ) • وبشر آباء البنات فقال (من ابتلي من هذه البنات فأحسن تعليمها واسبغ عليها من نعم الله التي أسبغ عليه كانت له سترا وحجابا من النار) وكان عليه الصلاة والسلام نموذجا للمعاملة الحسنة لأهله وأزواجه أمهات المؤمنين تقول كتب السيرة انه عليه الصلاة والسلام (كان في خدمة أهله يقم بيته (يكنس بيته) ويخيط ثوبه) ويقول (خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي) وتقول كتب السيرة فيما ترويه السيدة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط ولا ضرب خادما قط) انه كما قالت عنه لما سئلت عن خلقه الكريم قالت (كان خلقه القرآن) وقبلها شهدت له السيدة خديجة رضي الله عنها مواسية له وهو في أمس الحاجة الى تلك المواساة (إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر) هكذا كان عليه الصلاة والسلام مع زوجاته وفي أهله سمحا رفيقا رحيما يمزح ولا يقول الا حقا أما توجيهه للأبناء ببر الآباء وخصوصا الأمهات فقد بلغ بحسن معاملتهما درجة الجهاد عندما قال لمن جاء يستأذنه في الخروج للجهاد: هل أبواك أو أحدهما على قيد الحياة؟ قال: نعم قال: ففيهما فجاهد وأجاب من سأله عن اولى الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ... لقد أعلن الاسلام حقوق المرأة في كل المجالات والميادين حقها في الدين وحقها في تحصيل العلوم فجعل من طلب العلم فريضة على المسلم والمسلمة على حد السواء الأمر الذي دفع احدى النساء الأنصاريات ان تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم (غلبنا عليك الرجال اجعل لنا يوما تعلمنا فيه ديننا) فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قال نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء ان يتفقهن في الدين ) وقد كان الصحابة الكرام يرجعون الى رأي السيدة عائشة رضي الله عنها لما تعلمه من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخاصة اذ الحكمة ضالة المؤمن يأخذها عن الرجل وعن المرأة على حد السواء لقد حمل الاسلام المرأة المسؤولية كاملة واعتبرها (راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها). أعطى الاسلام للمراة حقوقها المالية وأعطاها حرية التصرف فيها دون وصاية عليها من احد زوجها كان أو غيره ووقفت المرأة تواجه سيدنا عمر رضي الله عنه عندما أراد أن يحدد المهور فما كان من عمر إلا ان قال: أصابت امرأة وأخطأ عمر كل الناس أعلم منك يا عمر وحفظ التاريخ الاسلامي على امتداده أسماء لنساء مؤمنات فاضلات تقيات ورعات عالمات نذكر منهن أمهات المؤمنين ونرضى عليهن جميعا بدون استثناء خديجة وحفصة وعائشة وزينب ونذكر منهن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء أم الحسنين ونذكر أسماء وخنساء وغيرهن كثيرات كن مثالا للمرأة المسلمة المربية للأجيال، ان المرأة المسلمة يخيرها ربها يوم القيامة في دخول الجنة من أي الأبواب شاءت (إذا صلت خمسها وصامت شهرها وحفظت نفسها وأطاعت زوجها في (معروف) ولم يخير الله الرجال إلا أبا بكر رضي الله عنه • نذكر بهذه الأمجاد وبهذا الهدي القويم في معاملة المرأة: أما وزوجة وبنتا وأختا في النسب وأختا في الإسلام وأختا في الانسانية لأن الاسلام من خلال بعض الأفهام الخاطئة لا ينزل المرأة هذه المنزلة الرفيعة فيسقط عليها بعض العادات والأعراف والتقاليد التي ليست من الاسلام فيعتبرها بضاعة ومتعة يستمتع بها ويحول بينها وبين ان تكون الى جانب أخيها الرجل راعية ومسؤولة مسؤولية كاملة وهذا ما ينبغي ان ننبه الى خطره واثره السلبي على الجميع على الأسرة وعلى المجتمع والأمة الإسلامية ان المرأة شقيقة الرجل والجناح الثاني الذي يطير به طائر الاسلام مجنحا الى الرقي والعلي والتمدن والتحضر ان الذي يعتبر ان المرأة حريما يستمتع به ولا ينبغي له ان يخرج الى الحياة العامة انه مخطئ فحسب هؤلاء لا تخرج المرأة الا ثلاث مرات من بطن امها الى الأرض ومن بيت أبويها الى بيت زوجها ومن بيت زوجها الى القبر !!! أين هؤلاء من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) أين هؤلاء من تلك النساء العالمات المؤمنات من الصحابيات والتابعيات من تبعهن بإحسان من أمثال رابعة وفاطمة الفهرية التي شيدت جامع القرويين والمحسنة عزيزة عثمانة وغيرهن كثيرات رضي الله عنهن جميعا



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.