في مواكبة وفد الله ضيوف الرحمان إلى بيت الله الحرام ومدينة سيد الانام عليه الصلاة والسلام(2)

في مواكبة وفد الله ضيوف الرحمان إلى بيت الله الحرام ومدينة سيد الانام عليه الصلاة والسلام(2)


تعيش مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في عرفات ومنى في الايام التي تسبق يوم التاسع من ذي الحجة الذي هو يوم عرفة و(الحج عرفة) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حركية منقطعة النظير على مدار الساعة فجميع الحجيج يتقاطرون على مكة: حجاج الخارج وحجاج الداخل، من جاؤوا راسا من بلدانهم أو من اتوا من المدينة المنورة بعد آدائهم لزيارة المسجد النبوي وبقية المزارات، الجميع محرمون إما بحج افراد أو حج تمتع أو حج قران ترتفع من كل الارجاء وحيثما التفت الحناجر بالتلبية (لبيك اللهم لبيك..) يبادرون بالطواف بالبيت العتيق سبعا. * والطواف هذا العام والى ما قبل الصعود إلى عرفات بيومين يتم بعد دخول الجزء الأول من توسيعات المطاف الحيز العملي بيسر وسهولة كبيرة يلاحظ ذلك من حج قبل ذلك في ما مضى من السنوات فقد كان الطواف بتدافع وزحام كبيرين ومشقة شديدة جدا. فهذه التوسعة الجديدة والتي انجزت وفق احدث التصاميم الهندسية ستجعل من الطواف حول البيت تتضاعف مساحته مرات عديدة لقد اتسعت مساحة المطاف ومن المنتظر أن تكون على ادوار دائرية متعددة بحيث يطوف الحاج في راحة وهدوء وسكينة ويمكنه أن يأتي من الاذكار والادعية والضراعات إلى الله دون عناء او مشقة. ياتي هذا المشروع (توسعة المطاف) لينضاف إلى توسعة المسعى بين الصفا والمروة التي اصبحت مضاعفة في عرضها، فما كان من قبل هو مساحة لكل من السعي بين الصفا والمروة اصبح مساحة لاحدهما، وهو في ادوار متعددة سفلي وارضي وطابق اول وطابق ثان وسطح بحيث يسعى اليوم الحاج بين الصفا والمروة في راحة ودون زحام وتدافع وقد كان السعي بين الصفا والمروة تماما مثل الطواف بالكعبة سواء قبل الصعود إلى عرفات أو بعد النزول من منى يوم العيد وما بعده من اشق اعمال الحج لما فيهما من ازدحام وتدافع وتلاصق واليوم والحمد لله وبفضل الانتهاء من توسعة الصفا والمروة ودخول الجزء الأول من توسعة المطاف حول الكعبة حيز العمل ها هم حجيج بيت الله الحرام يؤدون الطواف والسعي وهما ركنان من اركان الحج في يسر وسهولة وفي وقت معقول وقد كان الطواف والسعي قبل التوسعتين المنتهية في الصفا والمروة والجارية في المطاف يستغرق القيام بهما ساعات لا يقوى على تحملها إلا بشق الانفس الاصحاء ومن هم في مقتبل العمر فما بالك بالمسنين والمرضى فالحمد لله على ذلك والشكر واجب على هذه العناية والخدمة الجليلة التي اسديت لحجيج بيت الله الحرام الذين اجمعت كلماتهم على مباركة هذا الانجاز الذي ينضاف إلى انجازات اخرى هناك في المشاعر المقدسة وبالخصوص في منى حيث رمي الجمرات في ايام التشريق يعد النزول من عرفات. لقد كان الحجيج قبل سنوات قلائل اذ قربت ايام منى تعتريهم حالة من الخوف من جراء ذلك الزحام الرهيب وذلك التدافع الذي لا يمكن وصف مخاطره حيث يسقط من يسقط ارضا ويداس وقد تزهق روحه وهناك في منى في يوم العيد بالخصوص سقط العشرات والمئات من الحجيج كل ذلك دفع السلطات السعودية القائمة على شؤون الحج إلى ايجاد حل عملي ونهائي لمشكلة رمي الجمرات فصممت الجسور وشيدت بطوابق متعددة مجهزة بسلالم كهربائية ومكيفة بالهواء البارد وتعددت المسالك إلى موضع رمي الجمرات الثلاثة فالذاهب لا يعترضه الراجع بل لكل مسلكه وطريقه: ذهابا وعودة واصبح الحاج يأتي شعيرة رمي الجمرات صبيحة يوم العيد وعند زوال اليومين الثاني والثالث في راحة بدون زحام ولا تدافع ولا تلاطم وبدون سقوط ويتولى الاشراف على ذلك والتوجيه والتدخل رجال امن تعمل افواجهم بتداول على مدار الساعة وقريبة منهم سيارات اسعاف وحماية مدنية على اهبة واستعداد للتدخل في كل حين. * هذه التوسيعات في المطاف الجاري بها العمل والمنتهية في الصفا والمروة وفي جسر الجمرات تجعل الحج من هذا العام باذن الله والى لن تنتهي الاشغال (وقد حدد لها خمس سنوات) يزول معها كل زحام وتدافع وتلاصق وتزول بها كل مشقة وتعب. والاشغال جارية في اكبر توسعة لمساحات الصلاة في الحرم المكي ليصبح الوصول إلى الحرم من اكثر من جهة فقد ازيلت الابنية المتمثلة في العمارات الشاهقة وشقت الجبال وسويت الهضاب بالارض على مستوى ساحة المسجد الحرام وهي عند الانتهاء منها باذن الله ستجعل من المساحة تتضاعف المرات العديدة وكذلك المنشآت التي هي بصدد التشييد للسكن وبقية المرافق سيمكن كل ذلك من مواجهة العدد المتزايد كل عام لحجيج بيت الله الحرام، والوصول إلى هذا الهدف والغاية يستوجب تفهما عملت الجهات السعودية المشرفة على شؤون الحج والحرمين الشريفين فقررت التخفيض من عدد حجاج الداخل إلى مستوى خمسين في المائة وعشرين في المائة على مستوى حجاج الخارج. وقد وقع التجاوب مع هذا الاجراء من كل البلدان الإسلامية ولقي تفهما، فهو اجراء وقتي إلى أن تنتهي الاشغال الجارية حفاظا على سلامة الحجيج وراحتهم وآدائهم لمناسكهم على أحسن الوجوه واتمها. * ويصاحب هذا الاجراء تحسيس وتوعية من خلال الخطب والدروس والمحاضرات ومن خلال الحصص الاذاعية والتلفزية ومن خلال ملاحق الصحف والجرائد السعودية ومن خلال الندوات العلمية التي تنظمها الوزارات والهيآت المختصة كوزارة الحج فقد خصصت ندوتها لهذا العام عن (فقه الاولويات والتيسير في الحج) بالاضافة إلى الندوة السنوية لرابطة العالم الاسلامي وفعاليات وزارة الشؤون الإسلامية وما يوزع من كتيبات ونشرات بمختلف اللغات. * ولوزارة الثقافة والاعلام مجهود كبير في هذا المجال فهي الجهة التي تستضيف الاعلاميين القادمين من مختلف ارجاء المعمورة لنقل شعائر الحج وتغطيتها بمختلف اللغات وبمختلف الوسائط المكتوبة والمسموعة والمرئية. ويذكر القائمون على شؤون الحج بمختلف لجانه العليا والمركزية ومن خلال زياراتهم الميدانية للمشاعر بضرورة تجنيب الحج هذه الشعيرة العظيمة الخالصة لوجه الله كل ما يعكر صفوها وسكينتها وادائها على أحسن الوجوه واتمها بحيث يتمحض الحاج لها بعيدا عن كل تفلت وفوضى ودعوة إلى الفتنة والفرقة ورفع للشعارات السياسية فكل ذلك يقع التصدي له بكل حزم ومسؤولية جاء ذلك من خلا الندوات الصحفية التي عقدها كل من سمو وزير الداخلية الامير محمد بن نائف وامير منطقة مكة المكرمة الامير خالد بن فيصل ووزير الحرس الوطني الامير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز والدكتور بندر بن محمد حجار وزير الحج. وهكذا يكتمل الاعداد النهائي المادي والبشري لاتمام موسم الحج على اكمل الوجوه واحسنها باذن الله بتوجيه ورعاية ومتبعة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الامير سلمان بن عبد العزيز.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.