الحاج عبد الحفيظ بوراوي مسيرة قرنية مسددة
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
الحاج عبد الحفيظ بوراوي رحمه الله يستحق منا أن نتدكره في هذا الشهر المبارك ولمن لايعرفه من الجيل الجديد فهو اصيل مدينة سوسة مارس عديد الا نشطة الاعلامية والثقافية في جهة الساحل طيلة عقود كان مراسلا للاذاعة الوطنية ومرافقا للحجيج في مكة المكرمة والمدينة والمنورة يطمئن الاسر التونسية على من ادوا المناسك من افراد عائلاتهم وكانت الاذاعة في تلك الفترة هي الوسيلة الوحيدة تقريبا التي تحقق التواصل اليومي بين الناس نشط الحاج عبد الحفيظ بوراوي رحمه الله في كل المجالات الثقافية وظل لسنوات طويلة كاتبا عاما للجنة الثقافية بولاية سوسة.
ولكن اهم ما اقترن به اسم الحاج عبد الحفيظ بوراوي وخلد ذكره هو يوم القران السنوي بسوسة الذي ارتقى به من المستوى الجهوي إلى المستوى الوطني حتى غدا احتفالادينيا مشهودا ينتظم في إحدى ليالي العشر الاواخر من رمضان يشرف عليه بتكليف من رئيس الدولة الوزير الأول وهو احتفال كبير با تم معنى الكلمة يجند له الحاج عبد الحفيظ بوراوي رحمه الله كل طاقاته وما لديه من علاقات واسعة ورفيعة با لمسؤولين في الحزب والدولة على المستويات المحلية والجهوية والوطنية فضلا عن الهياكل التربوية والثقافية والاطارات الدينية.
ويجمع الاعتمادات المالية الكبيرة التي يتبرع بها المحسنون لترصد كجوائز كبيرة منها كلفة الحج والعمرة للفائزين في مختلف فروع المسابقة القرانية السنوية وتسلم الجوائز في يوم القران في حفل بهيج كبير يقام في الجامع الكبير بمدينة سوسة يشرف عليه الوزير الأول وتلقى فيه مسامرة دينية ويكون الحاج عبد الحفيظ بوراوي رحمه الله في تلك الليلة في اسعد لحظات عمره وهو يتوج جهوده المضنية وعمله الدائب طيلة سنة كاملة يقضيها في تعهد الاملاءات القرانية التي بعثها في المبيتات التلمذية والثكنات العسكرية والامنية وفي الاصلاحيات و في الكتاتيب التي اسسها صحبة شيوخ بررة.
وجدوا في الحاج عبد الحفيظ بوراوي المحرك الذي لايعرف الكلل والملل كان ذلك العمل القراني الكبير في ستينيات وسبعينيا ت وثمانييات وتسعينيات القرن الماضي وفي العشرية الاولى من الالفية الثالثة مسيرة قرانية مسددة وموفقة توجها الحاج عبد الحفيظ بوراوي رحمه الله بتاسيس دار القران الكريم التي ارادها أن تكون مركبا قرانيا متكاملا يشتمل على كل مايتصل بالقران تعليما وترتيلا وبحثا ودراسة تشع به سوسة على ربوع تونس وخارجها وشيد هذا المعلم وتم بنيانه واكتملت كل مراحل انجازه وانتصب في مديتة سوسة ..... ومضى الحاج عبد الحفيظ بوراوي إلى ربه قرير العين راضيا مرضيا بما قدمت يداه من عمل قراني مبرور سيجده بين يدي من لايضيع اجر من احسن عملا وكان ماكان بد ذلك فلله الامخر من قبل ومن بعد.