مع المستشرقة الألمانية

مع المستشرقة الألمانية


إذا كانت بعض المثقفات والجامعيات في بلاد العرب والإسلام قد اتخذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن الذي أنزل عليه والدّين الذي جاء به هدفا لحملاتهن المسعورة بحيث لم يتركن شبهة من الشبه إلا وألقين بها تحت عناوين المنهجيّة العلمية والعقلانية والتجرّد من العاطفة والقراءة المناقبيّة هكذا!!.

فإنّ باحثات ومفكّرات غربيّات من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها ألّفن كتبا وحرّرن بحوثا جادة وموضوعيّة (ولا يمكن اتهامهن فيها بالعاطفة والإنحياز) عن شخصيّة سيّدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي بهرهنّ بهديه وسمو أخلاقه ورجاحة رأيه وما تركه من أثر في محيطه القريب والبعيد على امتداد الزمان والمكان من يوم بعثته وإلى أيّام الناس الحاضرة وفي كلّ أرجاء المعمورة مما يجعله يتبوّأ الصدارة والريادة بين قادة العالم عن جدارة واستحقاق.

  • والنموذج الذي أقدمه هذه المرة للقراء في إطار الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في واقع الأمر لا يحتاج إلى دفاع ولكنّ أتباعه والمؤمنين به هم من يحتاجون في هذه المرحلة إلى أن نقدّم لهم شهادات الإنصاف وعبارات الإعجاب التي جاءت عن طريق غير المسلمين حتى تطمئن قلوبهم ويعود إليهم رشدهم الذي استهدفت زعزعته أقلام بعض المستشرقين بالأمس ويواصل هذه الحملة عليه اليوم بعض بنات وأبناء الإسلام ممن يطلق عليهم صفة المفكرين المسلمين الجدد!! والذين يجمع بينهم باسم الموضوعية والعقلانية والحداثة النيل والاستنقاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم والجري وراء كل شبهة مهما كانت واهية واهنة لإلقائها عليه والتي كثيرا ما تجد قلوبا فارغة خاوية فتتمكن منها.
  • هذا النموذج هو المستشرقة الألمانية "آنا ماري شيمل" وأترك من هو أعرف بها منى ممن درس في جامعات ألمانيا وتخرج منها بأرفع الشهادات وتبوأ أعلى المسؤوليات العلميّة والجامعية والوزارية أعني به الدكتور "محمود حمدي زقزوق" عضو هيئة كبار العلماء في مصر ورئيس تحرير مجلة الأزهر الذي عند تقديمه لكتاب أصدرته الهيئة أخيرا لـ"آنا ماري شيمل" يحمل عنوان : "الإسلام دين الإنسانية" قال(لقد تعرّفت على الأستاذة ـ"آنا ماري شيمل" في نهاية الستينات من القرن الماضي من خلال بحوثها الإسلامية الجادة التي تمتاز بالأمانة العلمية والدقة والموضوعية. أمّا على المستوى الشخصي فقد تعرفت عليها في منتصف الثمانينات من القرن الماضي وزرتها أنا وزوجتي (وهي ألمانية) في مسكنها بمدينة بون في ألمانيا واستمر التواصل بيننا حتى رحيلها، وفي عام 1988 اشتركنا في أحد المؤتمرات بجامعة ماريو رج بألمانيا وهي تلك الجامعة التي إلتحقت بها في بداية دراستي في ألمانيا قبل هذا التاريخ بأكثر من ربع قرن وهي الجامعة ذاتها التي عملت فيها الأستاذة "شيمل" فترة من الزمن بعد تخرجها).
  • ويمضي الأستاذ زقزوق مستعرضا مسيرة الأستاذة "ماري شيمل" وعلاقته الوطيدة بها موردا ترجمة لحياتها من سنة ميلادها 1922 إلى سنة وفاتها سنة 2003 وعملها كأستاذة زائرة في عديد الجامعات الأمريكية والأوربية والشرقية في باكستان وتركيا وإيران ومشاركتها في المؤتمرات والندوات التي دعيت إليها ومنها في مصر حيث كان الدكتور "زقزوق" يدعوها لما كان وزيرا للأوقاف ورئيسا للمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية للحضور في دورتها التي ظلت تنعقد سنويّا وتختم باحتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف وكان لي شرف المشاركة في البعض منها والتي حرص الدكتور "زقزوق" على توثيق أعمالها العلمية وتعميم الاستفادة منها بالإضافة إلى ما واكبها من إصدار لموسوعات مختصة في القرآن والسنة والعقيدة والتشريع والأخلاق والتصوف والحضارة والإعلام وغيرها...
  • ويتوقف الدكتور "محمود زقزوق" عند المنحى التصوفي في حياة "آنا ماري شيمل" الذي غلب على مسيرتها وسيرتها وأغلب مؤلفاتها منذ إعدادها لأطروحتها في موضوع (دراسة في مفهوم الحب في التصوف المبكر) وما كتبته عن جلال الدّين الرومي وإقبال وانتهاء بالكتاب الرائع جدّا الذيخصصته للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وألفته باللغة الانجليزية والذي يحمل عنوان : "وأنّ محمدا رسول الله" and Muhammad is his Messenger
  • والجانب الصوفي العرفاني طغى على اهتمامات الكثير من الغربيين وجذب العديد منهم إلى روحانية الاسلام القويّة والمتواصلة بدون إنقطاع عن طريق نور النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونور القرآن الكريم الذي أنزل عليه وهما نوران ظلاّ معينا لا ينضب، إنها روحانية لا حدّ لعمقها وثرائها وتوهّجها متمثلة في هذا السند من المحبين والذين جعلوا دينهم الحب، والدين حب أو لا يكون وهو بعد من الإسلام يكاد يكون مغيّبا اليوم في ديار الإسلام!!.
  • والمستشرقة "آنا ماري شيمل" في هذا الكتاب وفي غيره من الكتب والبحوث التي أعدتها يستوقفها هذا التعلق الشديد من المسلمين برسول الله صلى الله عليه وسلم من كل فئاتهم وأجناسهم وألوانهم والذي عبّروا عنه بكل الوسائل والأساليب المتاحة مهما كانت بسيطة أو بدت كذلك ولكنها التعبير الصادق لهذا الحب الخالص القويّ جدّا للمسلمين لنبيهم ورسولهم محمد صلى الله عليه وسلم.
  • كتاب : "وأن محمدا رسول الله" هو استعراض لهذه المظاهر المتشكلة في أشعار وأناشيد ونصوص نثرية وبمختلف لغات ولهجات الشعوب الاسلامية من عرب وفرس وأتراك وهنود وأندونيسيين وما لويين وأفارقة والتي يمتد سندها نثرا وشعرا وأزجالا إلى سلف الأمة الصالح من الصحابة والتابعين خير قرون الأمة رضي الله عنهم فضلا عن المؤلفات المطوّلات في السيرة والشمائل والخصائص والمدائح المحمدية. والتي منها الاحتفالات برسول الله صلى الله عليه وسلم التي تقام ليس فقط في شهري ربيع الأوّل والثاني بل على مدار العام في الأفراح وحتى الأتراح يغلب عليها التغني بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الدليل القاطع على صدق التعلق والحبّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو سفينة النجاة مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام لمن سأله عن الساعة قائلا له ماذا أعدّت لها؟   أجاب السائل بأنه لم يعدّ لها إلا حبّ الله ورسوله عند ذلك بشره عليه الصلاة والسلام بأنه بهذا الحب سيكون مع من أحبّ.
  • إن "آنا ماري شيمل" في كتاب : "وأن محمدا رسول الله" الذي تتجاوز صفحاته الثلاثمائة وسبعين صفحة من الحجم الكبير والذي ترجمه إلى العربية الدكتور "علي العاكوب" وجاءت حواشيه وتعاليقه في مائة صفحة متضمنة المراجع والمصادر التي إستقت منها المؤلفة معلوماتها والتي كلفها جمعها عناء وجهدا كبيرين قوامه الرحلة والتنقل الميداني والاطلاع المباشر على كل مظاهر التعلّق والحفاوة والحبّ الراسخ الصادق الذي لا يتزعزع لرسول الله صلى الله عليه وسلم رغم ما يبدو على بعض هــــــــــــذه الفئات عليها من معانـــــــــــــاة في حياتها اليومية الأمر الذي يقف حجة وبرهانا ودليلا قاطعا على أنّ هذا النبي الكريـــــــــم وهذا الرسول العظيم سيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام إحتلّ من قلوب السويــــــداء أتباعه لا بأموال بذلها ولا بسلطة أرغهم وأدلهم بها بل بحبّ سكن قلوبهم فكان عليه الصلاة والسلام أحب إليهم من أنفسهم وأولادهم وأموالهم وهو حب تذوقوا به حلاوة الإيمان فسعدوا أيّما سعادة.
  • وإنّ "آنا ماري شيمل" : في كتاب "وأن محمدا رسول الله" تطوف بقارئها في أرجاء العالم الإسلامي من قلبه النابض في العالم العربي إلى أطراف هذا العالم الممتدة إلى مجاهل إفريقيا وأقصى آسيا ووسطها.

وقبل أن أورد عيّنات مما كتبته "آنا ماري شيمل" عن رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام أستسمح القارئ في ذكر عناوين فصول هذا الكتاب فبعد المقدّمة والمدخل وملاحظات حول السيرة نقرأ ما يلي : " محمد الأسوة، أدب الشمائل والدلائل، الجمال المادي للنبي، الجمال الرّوحي للنبي، المنزلة الفذّة لمحمد، أساطير ومعجزات، محمد الشفيع والصلاة عليه، أسماء النبي، نور محمد والتقليد الصوفي، الإحتفال بيوم ميلاد النبي، إسراء النبي ومعراجه إيران حوالي 1500م، البراق مصورا على خلفيّة سيارة صهريج في باكستان، نهاية مخطوط لبردة البوصيري لأيبك بن عبد الله السيفي مصر 1346، صفحة من تخميس بردة البوصيري القرن الخامس عشر، بيت شعر أوردي من نظم السير كيشان براسادشاد في الإشادة بمحمد، سلطان المدينة".

من خلال  عناوين هذه الفصول يتبيّن للقارئ المنحى الذي توخته المؤلفة في كتابها  "وأنّ محمدا رسول الله" إنه منحى روحي جمالي تقوى فيه الصلة بين عالمي الغيب والشهادة وبين الخالق والمخلوق في علاقة أساسها التدرّج في التقرّب بين العبد وربّه كما رسمها بجلاء الحديث القدسي (لا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه فإذا أحببته صرت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به...).

ونعود إلى مضامين كتاب : "وأن محمدا رسول الله" لنورد من فصوله وأبوابه عيّنات تصوّر هذا التعلق الشديد للأمة بنبيها.

  • جاء في الفصل الذي يحمل عنوان مدخل قول "شيمل" مبينة تعلق المسلمين برسولهم (ولعلّ هذا يبرّر محاولتنا تصوير كيف رأى المسلمون الورعون النبي محمدا عبر القرون – برغم أن صورتهم لم تكن دائما صحيحة من الوجهة التاريخية وهي تعكس تأثيره الهائل في حياتهم وربما سيفهم القارئ غير المسلم من شهادة الفقهاء والشعراء العرب والايرانيين والأتراك والمسلمين في الهند وفي إفريقيا كم هو عميق حبّ المسلمين له وكم هي حارة ثقتهم به واطمئنانهم إليه وكم حظى بالتبجيل واستدعيت ذكراه على امتداد الأعصر وكم أحيط بالألقاب الأكثر ألقا ومجدا؟ سيجد أن محمدا يشكل حقا الأسوة والمثال لكل مؤمن مسلم...) أنظر الصفحة 25 من الكتاب وفي هذا الفصل تستعرض "شيمل" ما ألف بمختلف اللغات : العربية ولغات الشعوب الإسلامية واللغات الأجنبية حول رسول الله وكلها اعتنت بجانب من جوانب حياة محمد صلى الله عليه وسلم.
  • وفي فصل ملاحظات حول السيرة النبوية تقول "شيمل" (حياة محمد معروفة لدينا من مصادر مختلفة ويتضمن القرآن إشارات إلى أحداث في حياته وحياة الجماعة الإسلامية الناشئة وإضافة إلى ذلك فإنّ أقواله وأوصافه وأفعاله حفظت وجمعت بغاية لتشكل وفي غضون القرون الأولى خلاصة وافية ضخمة تظهر كيف رأته جماعته وتمضي "شيمل" قائلة (إن تواريخ سيرة حياة محمد عدّت دائما الأشهر والأظهر بين تواريخ سير حياة كل المؤسسين الدينيين العظماء) وتستعرض المؤلفة مسيرة حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من الولادة إلى البعثة والهجرة بأحسن وأدق ما يكون الوصف والاستعراض المتجرّد لما عاشه المجتمع الإسلامي الأوّل من أحداث سواء كان ذلك في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعد إنتقاله إلى الرفيق الأعلى وما تلى ذلك من أحداث سياسية وإختلافات بقي معها التعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم من طرف الجميع : أهل السنة والشيعة وتأتى المؤلفة بحكم اختصاصها واهتمامها الشديد بتفاصيل وجزئيات التاريخ الإسلامي بالمعطيات مدققة محقّقة ويستوقف المؤلفة التعلق الشديد للمسلمين ليس الشيعة ولكن السنّة أيضا بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبناء فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
  • وينال الزهاد منذ عهد الصحابة والتابعين وكبار الصوفية إهتماما كبيرا من المؤلفة الذين تورد الكثير من مأثوراتهم ومقولاتهم التي تعبّر بشدّة وقوّة عن التعلق والحب الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكل ما يمت له بصلة.
  • وفي فصل محمد الأسوة الحسنة (من الصفحة 51 إلى 62) تستعرض المؤلفة كيف تلقى المسلمون الأوائل كل ما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم من سننه وأحاديثه وسيرته وشمائله وما بذل من جهود في سبيل توثيق الصغيرة والكبيرة من شؤون رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتبار ذلك من صميم الدّين الذي يتقرب به إلى الله وهي في هذا الصدد تقدم أمثلة للجهود المضنية التي بذلها العلماء في سبيل المحافظة على سنة رسولهم عليه الصلاة والسلام وكذلك فعلت في فصل أدب الشمائل والدلائل حيث أوردت عناوين الكتب المطولة التي ألفها علماء المسلمين في هذا المجال قديما أو حديثا وقد جاء ذلك في الصفحات من 62 إلى 93 وتقف المؤلفة مطولا عند جانب الرحمة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتباره رحمة الله بعباده (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) إنها رحمة بالمسلمين والناس أجمعين وكذلك الرحمة بالحيوان وكل الكائنات الحية تتجلى في سيرته عليه الصلاة والسلام.
  • وفي فصل المنزلة الفذّة لمحمد من الصفحة 95 إلى 108 تبين المؤلفة ما أحاط به المسلمون نبيهم من إجلال وتعظيم وكذلك ما يترتب عن النيل منه واستنقاصه من خروج عن الملة باعتبار مركزية مكانة رسول الله من الدّين والمؤلفة لا تفتأ تذكر في ثنايا كتابها بأن محمدا رسول الله (الذي هو عنوان كتابها) هو الركن الثاني المتمم للركن الأوّل أشهد أن لا إله إلا الله وتحت عنوان أساطير ومعجزات من الصفحة 109 إلى 127 تورد المؤلفة ما صاحب الرسالة والبعثة المحمدية من معجزات وما تبعها من كرامات جرت على أيدي الورعين الصالحين من الأمــــــــة الإسلامية مما سجله وصوره الشعراء من أمثــــــــــــــال جلال الدّين الرومي الذي كان محلّ اهتمام المؤلفة ليس فقط في هذا الكتاب لكن في بحوث وكتب عديدة الفتها على غرارها الكثير من الباحثين والدارسين الغربيين في أروبا وأمريكا.
  • وفي الفصل الخامس محمد الشفيع والصلاة عليه (من الصفحة 129 إلى 161 نقرأ للمؤلفة قطعا من أشعار كبار الشعراء وما صاغه العلماء الكبار من صلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المشرق وفي المغرب.
  • وفي فصل أسماء النبي (من الصفحة 163 إلى 185) أوردت المؤلفة ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أسماء تسمّى بها وما صاغه المسلمون لأبنائهم من أسماء من خلالها يتب>يّن التعلق الشديد برسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو محمد وأحمد وقد تبارى العلماء في قراءة الأسماء المحمدية وما لها من مغاز وإشارات شديدة الصلة بعالم الروح والغيب وهو مظهر من مظاهر التعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • وفي فصل نور محمد والتقليد الصوفي من الصفحة 187 إلى 214 تورد المؤلفة نصوصا شعريّة ونثريّة رائعة عميقة الأغوار وجد فيها الصوفية مبتغاهم ومرادهم فنهلوا من هذا المعين الصافي العذب فكان غذاء أرواحهم وكان النور المحمدي دليلا لهم في مسيرتهم وسيرهم إلى ربهم.
  • وفي الفصل الثامن الذي جاء تحت عنوان : الاحتفال بيوم مولد النبي من الصفحة 215 إلى 236 وكذلك في فصل اسراء النبي ومعراجه من الصفحة 237 إلى 260 وكذلك فصل الشعر في مدح النبي من الصفحة 261 إلى 314 وكذلك في فصل الطريقة المحمديّة والتفسير الجديد لحياة النبي من الصفحة 315 إلى 345 و فصل النبي محمد في آثار محمد إقبال من الصفحة 347 إلى 371 وكذلك في ملحق الأسماء الكريمة للنبي من الصفحة 372 إلى 378 فإن المؤلفة بحكم اختصاصها وتفرغها لدراسة هذه الجوانب طيلة عمرها المديد يجد القارئ لديها مادة غزيرة وثرية موثقة بنصوص اختارتها بدقة وغرضتها كبرهان ودليل على تجذر الجانب الروحي في الرسالة المحمدية وكان اعتمادها في ذلك على آثار كبار الشعراء والحكماء والصلحاء والذين منهم العرب والكثير منهم من المسلمين غير العرب الذين تركوا آثارا خلدت ذكرهم وكانت ولا تزال معينا روحيا غنيّا يشد إهتمام الباحثين والدارسين الغربيين الذين منهم المؤلفة.
  • يقول الدكتور محمود حمدى زقزوق (وفي 26 يناير 2003 رحلت "آنا ماري شيمل" عن دنيانا بعد أن تجاوزت الثمانين من عمرها تاركة وراءها تراثا غنيّا من الدراسات الإسلامية سيظل دائما شاهدا على نبل المقصد ومحبّة الحقيقة وشرف الكلمة والتجرد من الهوى والغرض).
  • وقد كتبت الأستاذة "شيمل" تحت رسم لفظ الجلالة (الله) بخط يدها (الفقيرة إلى رحمة ربها) ووقعت بالحرف الأوّل من إسمها ولقبها فهل اعتنقت"آنا ماري شيمل"  الإسلام

الله وحده يعلم أما نحن فلا نحكم إلا بالظاهر وهذا الظاهر يشهد بأن الأستــــــــــــــــاذة "آنا ماري شيمل" باحثة جادة أنصفت الإسلام ورسول الإسلام عليه الصلاة والسلام وشهدت له بالكمال والجمال والعظمة التي يحاول البعض من أبناء أمته وياللأسف الشديد أن ينكروها ويلبسوها بشبهات واهية واهنة!!



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.