عبد الرحمان سوار الذهب الذي نجح فيما اخفق فيه سواه

عبد الرحمان سوار الذهب الذي نجح فيما اخفق فيه سواه


كتب محمد صلاح الدين المستاوي

تناقلت وكالات الانباء خبر وفاة الرئيس السوداني السا بق عبد الرحمان سوار الذهب رحمه الله الذي ظل استثناء في الساحة العربية فقد تولى الرئاسة في السودان لفترة قصير ة انتقالية سلم على اثرها مقاليد الحكم الى سياسيين مدنيين بطريقة سلسة وقد تولى الرئيس عبد الرحمان سوار الذهب الحكم بعد الانقلاب الذي اطاح بجعفر النميري الذي كان في خارج البلاد

كان في امكان الرئيس عبد الرحمان سوار الذهب ان يتمسك بالكرسي الى ماشاء الله مثلما فعل ويفعل سواه من الرؤساء العرب ولكنه ابى الا وان يقدم نموذجا ظل وياللاسف الشديد بقي يتيما لم يحتذ به فيه القادة العرب مكرسين تقليدا ظلوا لايخالفونه قيد انملة منذ قرون عديدة

 سلم عبد الرحمان سوار الذهب رحمه الله وهو المنحدر من اسرة عريقة في السودان ظلت اجيالها المتعاقبة تتوارث العلم والدين الحكم  الى المدنيين الذي لم يلبث عندهم طويلا ليعود من جديد الحكم الى الجيش

 فضل عبد الرحمان سوار الذهب ان يتفرغ للدعوة الاسلامية في افريقيا سالكا بها  سبيل العمل الخيري الانساني الذي تشتد اليه حاجة الافارقة

 وكان السودان بحكم موقعه الجغرافي وتركيبته  البشرية مهيا للقيام بهذا الدور الذي امن به شديد الايمان عبد الرحمان سوار الذهب وعمل من اجل بلورته والمضي فيه خطوات تنفع العباد والبلاد فاسس الهيئات الخيرية والتعليمية والصحية مستفيدا بما لديه من علاقات واسعة على امتداد الساحة العربية والاسلامية وهي علاقات حرص عبد الرحما ن سوار الذهب على ان يجعلها ترتفع عن اسباب الاختلاف فنال احترام الجميع وضمن لعمله الخيري الانساني والدعوي الدعم و المساندة

 وما كان عمله ليحظى بالمباركة والتثمين من طرف الجميع لولاالانعكاس الايجابي لما عرف به من فضل وتجرد واخلاص على العمل الذي قام به فالرجل لامطمح له من وراء كل ما بذله من جهود الامرضاة وخدمة امته ودينه وكيف لاوالرجل ترك عن طواعية وطيب خاطر كرسي الرئاسة وكان في امكانه ان يتمسك به لفترة يمكن ان تطول ولكنه ابى الا ان تكون اقصر مايمكن فكان بذلك الرئيس الوحيد الذي تذكر رئاسته بكل ثناء لقد ترك اثرا لايمكن ان ينسى واسس لتصرف اراده ان يكون مثلا يحتذى ولكن للاسف الشديد لم يتحقق ولم يتجسم امله

حسب سوار الذهب انه نجح بتميز حيث اخفق غيره من القادة السياسيين والدينيين العرب والمسلمين

 نجح في ترك كرسي الرئاسة وليس ذلك بالامر السهل فللكرسي سحر لايعرفه الامن ذاق طعمه

ونجح في السير بالعمل الدعوي في طريق ما ينفع الناس بعيدا عن التهريج والتوظيف وماذلك الا لتربية روحية نشاوترعرع عليها وظل ملتزما لمنهجها طوال حياته الى ان رجعت نفسه المطمئنة  الى ربها راضيةمرضية لتدخل في عباد نسبهم الله اليه(في عبادتي) وتدخل في جنته هناك في بقيع الغرقد في مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام

رحم الله المشير عبدالرحمان سوار الذهب رحمة واسعة واسكنه فراديس جنانه وجازاه الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء انه سبحانه وتعالى  سميع مجيب



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.