شبهات قديمة متجددة تثار حول الإسلام والمسلمين

شبهات قديمة متجددة تثار حول الإسلام والمسلمين


لا تكاد تخلو صحيفة أو مجلة أو دورية تصدر في الغرب من مقالات وتحقيقات عن المسلمين الذين ينعتون بالتطرف ويوجه هذا الاتهام بالخصوص نحو المسلمين المقيمين في ديار الغرب إما للعمل أو الدراسة أو الذين استوطنوا البلدان الأروبية واكتسبوا جنسياتها ومع ذلك بقوا يعاملون كمواطنين من درجة ثالثة. كنا نعتقد أن الغرب اخذ يتخلص في السنوات الماضية من عقدة الكراهية للمسلمين وحلت محل ذلك علاقة أساسها الحوار والتفاهم المتبادل ولكن ما قرأناه وما تتبعناه في الفترة الماضية بواسطة أجهزة الإعلام المختلفة جعلنا نشك في وصول الغرب إلى هذه الدرجة من التفهم. إن الغرب لم يتحرر بعد من رواسب ماضيه، فنظرته إلى الإسلام والمسلمين اليوم هي نظرة أجداده وقادته الدينيين والسياسيين قبل قرون. الإسلام دين ملفق !! إن الإسلام لا يزال ينظر إليه في الغرب لا على انه دين سماوي منزل من عند الله احتوى على ما احتوت الرسالات السماوية السابقة من دعوة إلى الخير ونهي عن الشر. انه في نظرهم مجموعة من النقول المأخوذة من التوراة والإنجيل وغيرها من الأصول الفكرية والتراثية جمعها محمد صلى الله عليه وسلم وألف بينها وصاغ منها دينه الجديد! الذي أراد به تزعم العرب في خطوة أولى ثم التوسع إلى من سواهم من الأمم والشعوب. ذلك هو التصور الغالب للإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام في الغرب ولأجل ذلك لم تخل مؤلفات الكتاب الغربيين من مثل هذه الآراء والأفكار ولم يسلم من ذلك حتى كمبار الدارسين والباحثين إلا البعض فالغالبية تغيب من كتاباتهم الموضوعية والتجرد إذا كتبوا عن الإسلام والمسلمين.فلا يكلفون أنفسهم مشقة التحري والتثبت فيدرجون الخرافات والقصص والأساطير وأحاديث الناس العادية ضمن المصادر والموارد التي يبنون عليها أحكامهم الجائرة عن الإسلام والمسلمين. ترجع إليهم الموضوعية والتجرد عندما يبحثون في تاريخ وحضارات وعادات بقية الأمم والشعوب الأخرى حتى تلك التي لم تعرف الحضارة قط!! نبي الإسلام يقدم القرابين للأصنام !! لا يستنكف كتاب كبار في الغرب عن القول بأن نبي الإسلام كان يقدم القرابين في الجاهلية للأصنام والأوثان! وانه ترك بعضا من تلك الوثنية في دينه الذي جاء به! ويضربون على ذلك بالحجر الأسود الذي يقبله حجاج بيت الله الحرام متناسين أن عقيدة المسلمين تنفي كل أنواع الشرك والوثنية ولا تعترف لأحد بعد الله بالربوبية، فلا يركع ولا يسجد المسلم إلا لله ولا يطلب إلا منه، فهو سبحانه قريب من عباده [وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان] ولا واسطة في دين الإسلام بين العبد وربه [وقال ربكم ادعوني استجب لكم] وفي الحديث [اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد]. إن المسلمين يتمثلون وهم يقبلون الحجر الأسود بما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه [إني لأعلم انك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك]. فالمسلم الذي يطوف بالبيت ويقبل الحجر ويسعى بين الصفا والمروة ويرمي الجمرات لا يمكن أن يتطرق إلى قلبه الشرك وإنما هي العبودية لله سبحانه وتعالى الذي يحب من عباده أن يعبدوه كما يشاء لا كما يشاؤون ليتحقق إسلام لوجه الله رب العالمين. وها هو ذا عمر نفسه لما رأى من المسلمين تعلقا بشجرة الرضوان الشجرة التي شهدت البيعة يأمر بقطعها حتى لا يتطرق إلى أذهان المسلمين أنها تنفع أو تضر. الإسلام يعتبر الناس حيوانات !! وكثيرا ما يكون القصور في إدراك المعاني اللغوية إما عن قصد أو عن غير قصد سببا في الإثارة وإلصاق أشنع التهم بالإسلام فيظهر الإسلام في مظهر الدين المعادي لحقوق الإنسان والحريّات وينزل ببني آدم إلى مرتبة البهائم والحيوانات ويستدلون على ذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم [كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته] ويفهمون من الراعي راعي الأغنام والأبقار لا بمعنى الرعاية والإشراف والقيام على حاجات الناس وشؤونهم وانه لعجب عجاب أن تلصق بالإسلام مثل هذه الوصمة وهو الذي دعا إلى تكريم بني آدم مهما كانت أديانهم وألوانهم وأجناسهم [ولقد كرمنا بني آدم]. الإسلام دين يدعو إلى نصرة الظالم !! ويستدلون على هذا الرأي الغريب بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم [انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله عرفنا كيف ننصره إذا كان مظلوما فكيف ننصره إذا كان ظالما قال: ترجعه إلى الحق]، إنهم يقفون عند ويل للمصلين فيقولون انصر أخاك ظالما أو مظلوما ولا يتمون الحديث كل ذلك من اجل التمويه والتضليل وكيف يكون الإسلام دين ظلم والله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي [يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم حراما فلا تظالموا] وقد جاء في الحديث الشريف [الظلم ظلمات يوم القيامة]. الإسلام دين عبودية !! ويستدلون على ذلك بإبقاء الإسلام للرق منكرين التوخي الذي اتبعه الإسلام في سبيل الوصول إلى تحقيق التحرير الكامل على مر الأيام. حيث جعل الإسلام تحرير الرقاب كفارات لليمين والقتل الخطأ والإفطار عمدا في رمضان وغير ذلك وهو توجه نحو تحقيق التحرير الكامل للإنسان يتناسى هؤلاء صرخة عمر بن الخطاب في وجه عمرو بن العاص [متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا]. الإسلام يقف في وجه نيل المرأة لحقوقها !! ويتخذون من المرآة قميص عثمان فيعتبرون التمسك بالإسلام سدا في وجه نيل المرأة لحقوقها ويستدلون على ذلك بجعل القوامة بيد الرجل وإعطاء المرأة نصف نصيب الرجل من الميراث وإباحة الإسلام لتعدد الزوجات. متناسين أن الإسلام لما جاء كانت المرأة تدفن حية وتعتبر عارا وشنارا في جبين أسرتها وقبيلتها هذا في الجزيرة العربية وفي غيرها تعتبر المرأة كائنا شيطانيا فإذا بالإسلام يعلى من شأنها ويعطيها من الحقوق ما لم تصل إليه أية امرأة في العالم وهي حقوق حقيقية لا حقوقا مزيفة تستغل المرأة وتتاجر بمشاعرها ومفاتنها فنظرة الإسلام إلى المرأة والرجل هي نظرة التكامل بينهما لا الصراع الذي لا يأتي بغير النتائج الوخيمة، فلقد خوطبت المرأة في الإسلام بما خوطب به الرجال، وأمرت بما أمر به الرجال، وتجازى المرأة بأكثر مما يجازى الرجال إنها محل عناية الإسلام ورسول الإسلام عليه السلام الذي أوصى بالنساء خيرا في حجة الوداع [استوصوا بالنساء خيرا]. الإسلام دين انتشر بحدّ السيف !! سبحان الله كيف يزيف التاريخ وتنكر الحقائق ويقع التغافل عن صريح الآيات القرآنية [لا إكراه في الدين] [انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء][لكم دينكم ولي دين] وحتى الجهاد في الإسلام له قيود وحدود فلا يقاتل إلا من وقف في وجه انتشار الدعوة ومن دخل في الإسلام له مالنا وعليه ما علينا ومن آثر أن يبقى على دنه فلا يكره ولا يحارب ولا يضيق عليه ولا ينال من حقوقه: فحقوقه مصانة: ماله وعرضه ودمه وأماكن عبادته ومن عاش في ظل دولة الإسلام فهي ترعاه وتعتني به وتقوم بخدمته كما تخدم المسلمين وحادثة عمر بن الخطاب مع الذمي الذي وجده يتسول معروفة مشهورة حيث أذن بإجراء راتب له من بيت مال المسلمين. وكذلك امتناع عمر من الصلاة في كنيسة النصارى مخافة أن يتخذ المسلمون من بعد ذلك ذريعة لإفتكاك كنائس النصارى. تلك في عجالة بعض الافتراءات والشبهات التي تلوكها الألسنة وتكرر تحبيرها الأقلام مستغلة بعض الأحداث والتصرفات لتنشرها على الرأي العام الغربي حتى يزداد خوفا من الإسلام وكراهية للمسلمين وتترسخ في أذهان الغربيين ومن يتأثر بهم في بلاد الإسلام هذه المفاهيم الخاطئة التي لم نذكر إلا بعضا منها واكتفينا في الرد عليها بالتلميح فماذا فعلنا في مجال تقديم حقائق الإسلام والرد على أباطيل المفترين



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.