سلام على محمد وسلام على عيسى في عيدي مولدهما 12 و24 من شهر ديسمبر 2016

سلام على محمد وسلام على عيسى في عيدي مولدهما 12 و24 من شهر ديسمبر 2016


شهد شهر ديسمبر لهذا العام 2016 احتفال المسلمين بذكرى المولد النبوي الشريف الذي صادف يوم 12 ديسمبر وفي نفس هذا الشهر وفي 24 منه احتفل المسيحيون بذكرى ميلاد السيد المسيح عليه وعلى أمه مريم العذراء أزكى السلام.

  • نبيان عظيمان ورسولان كريمان يمثلان لاتباعهما وهم بمئات الملايين عنواني الرحمة والسماحة والطهارة والرفعة، لا يذكران عليهما السلام الا وتهتز لذكرهما أفئدة المؤمنين شوقا اليهما وتعلقا بهما وهما اللذان لو أنفقا ما في الارض جميعا ما استطاعا ان يحققا مقدارا ولو قليلا من هذا التعلق بهما وهذا التآلف بين أتباعهما وما ذلك الا لأن الله اصطفاهما واجتباهما وطهرهما وزكاهما ثم أرسلهما ليخرجا الناس من الضلال الى الايمان، ومن الظلام الى النور، ومن الضيق والحرج الى السعة والرحمة صلى الله عليهما بقدر رضاهما ورضا ربهما عنهما كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
  • من مشكاة واحدة أضاء نورهما الساطع ليملأ القلوب والارواح سكينة وطمانينة ولينشر الامن والسلام بين كل بني الانسان، ليتعايشوا ويتعاونوا على البر والتقوى ولينبذوا الفرقة والاختلاف ويتصدوا لدعاة الفتنة والقتل وسفك الدماء.
  • هذا هو جوهر ولب رسالتي سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام وسيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، والى هذا النهج القويم والصراط المستقيم ينبغي ان يتنادى أتباعهما المخلصون خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البشرية التي لم تشهد فترة أحلك وأظلم منها، نعم لقد اندلعت حروب وسقطت أرواح بشرية بريئة بالآلاف بل بعشرات الآلاف ولكن كل ذلك كان في حيز مكاني وزماني محدودين أما في عصرنا الحاضر ولعوامل عديدة فإن امتداد رقعة الظلم والعدوان وتضاعف ضحاياهما أضعافا مضاعفة يجعل الحاجة أمس لاستحضار لب وجوهر وروح الرسالتين السماويتين المسيحية والاسلام واستعادة سيرة ومسيرة وشمائل هذين الرسولين الكريمين والنبيين العظيمين عيسى بن مريم ومحمد بن عبد الله عليهما الصلاة والسلام        
  • ان طغيان المادية والانانية والجشع وانعكاسات كل ذلك على تصرفات الأفراد والجماعات باد للعيان فقد أصبحت الحياة جحيما لا يُطاق وأفرز هذا الوضع ما نراه ونعيشه على كل الأصعدة وفي كل المجتمعات بدون استثناء شقاء وتعاسة واكتئابا وبؤسا وإجراما وعدوانا حتى أصبح الانسان ذئبا مفترسا ووحشا ضاريا ومرد كل ذلك يعود الى انطفاء جذوة الايمان وصدق إقبال حين قال:

إذا الايمان غاب فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي دينا

  • ما أجملها من مناسبة حيث يجتمع في شهر واحد (شهر ديسمبر) احتفال المسلمين بذكرى مولد سيدنا محمد بن عبد الله عليه السلام واحتفال المسيحيين بذكرى ميلاد سيدنا عيسى بن مريم عليهما السلام وكم كان ملهما خالد محمد خالد رحمه الله عندما ألف قبل سنوات عديدة (بالضبط سنة 1958) كتابا جميلا اختار له عنوانا: معا على الطريق محمد والمسيح وصدره بحديث لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نصه (الأنبياء إخوة أمهاتهم شتى ودينهم واحد)
  • نعم ان الدين عند الله واحد، هو إسلام الوجه لله رب العالمين، ولو شاء الله لجعل الناس امة واحدة ولذلك خلقهم ولا يزالون مُختلفين

فسلام على محمد وعيسى يوم وُلدا وسلام عليهما يوم أن التحقا بالرفيق الأعلى وسلام عليهما يوم يُبعثان أحياء وسلام على من اتبعهما بإحسان الى يوم الدين.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.