زيارة البابا فرنسيس إلى مصر سفهت من راهنوا على إلغائها كما دعمت جهود شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في النهوض بهذه المؤسسة العريقة

زيارة البابا فرنسيس إلى مصر سفهت من راهنوا على إلغائها كما دعمت جهود شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في النهوض بهذه المؤسسة العريقة


        جاءت زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان التي أداها اخيرا بعد الأحداث الدموية التي شهدتها كنيستا طنطا والإسكندرية وذهب ضحيتها عددا كبيرا من الأقباط الذين استهدفهم الإرهابيون أثناء تأديتهم لطقوسهم الدينية في إطار خطة لزعزعة واستقرار مصر وبث الفتنة بين مكونيها الإسلامي والمسيحي الذين تعايشا منذ الفتح الإسلامي، فقد أوصى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بأهل مصر خيرا، فظلت كنائسهم وذواتهم وممتلكاتهم في أمان وعهد من ولاة الأمور عبر تاريخ مصر المديد اللهم إلا ما يحدث بين الفينة والأخرى من تصرفات طائشة لا تمت إلى القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية بأية صلة.

·       أبى البابا فرنسيس إلا أن يمضي فيما تعهد به من استئناف للحوار الإسلامي المسيحي الذي انقطعت دورات انعقاده منذ سنوات على إثر ما صدر عن البابا السابق من تصريحات مسيئة للإسلام.

·       جاءت زيارة البابا فرنسيس استجابة لدعوة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر باعتبار الأزهر أكبر هيئة إسلامية علمية دينية سنية. فقد شهد البابا فرنسيس جانبا من جلسات اجتماع هيئة حكماء المسلمين التي تضم في عضويتها عددا كبيرا من علماء المسلمين بمختلف مذاهبهم ويرأسها الشيخ أحمد الطيب الذي شهد الأزهر في عهده نقلة نوعية سواء كان ذلك في الجولات التي أداها شيخ الأزهر إلى عديد الدول الأروبية أو الدول الإسلامية أو في ما صدر عن الأزهر من بيانات وورقات عمل ركزت على تجلية حقيقة التعاليم الإسلامية السمحة النابذة للعنف والتعصب والتطرف والإرهاب والمكرسة للقيم الإنسانية التي تجمع بين بني آدم بمختلف أديانهم وأجناسهم وألوانهم ويأتي كل ذلك في إطار خطة تهدف إلى النهوض بالخطاب الديني و تجديده مضمونا وأسلوبا وكيفية تحرك.

·       يمضي الشيخ أحمد الطيب الذي يرأس أكبر مؤسسة دينية وعلمية في العالم الإسلامي من حيث عدد الكليات الجامعية والمعاهد الأزهرية والخريجين الذين يعدون بالآلاف ليس في مصر بل وخارجها حيثما وجد مسلمون في كل القارات.

        وتواجه الأزهر وشيخه وهيئة علمائه صعوبات وتوجه له انتقادات إذ يعتبره بعض الأطراف مخترقا بل ومكرسا للتطرف. وقد ورث الشيخ أحمد الطيب تركة ثقيلة ليس من السهل إصلاح ما اعتراها من أخلال ولكن شيخ الأزهر مدعوما بهيئة العلماء وأغلبية شيوخ الأزهر يمضي بخطى ثابتة ورؤية واضحة مستنيرة في درب إصلاح الخطاب الديني والنهوض به تجسيما للوسطية والاعتدال والاستنارة الفعلية والحيقيقة التي تجعل الثقة فيه تتعزز شيئا فشيئا.

·       وقد جاءت زيارة البابا فرنسيس إلى مصر في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به مصر وبقية البلاد العربية تكريسا لقيم التفاهم والتعايش والتسامح والاحترام المتبادل بين أتباع الإسلام والمسيحية باعتبار ما يجمع بين الدينين من قيم روحية وأخلاقية وإنسانية شهدت في السنوات الأخيرة تحريفا وانحرافا من طرف أتباع الدينين على حد السواء.

لكن حنكة القيادتين الروحيتين الإسلامية ممثلة في الشيخ أحمد الطيب والمسيحية ممثلة في البابا فرنسيس وما تضمنه خطابهما في هذه الزيارة من توافق يكاد يصل درجة التطابق وما بدا في لقائهما من حميمية تجلى في التعانق الجسدي بين أكبر قيادتين دينيتين في العالم يحمل رمزية ورسائل لأتباعهما، والرجلان لا يتكلفان هذا الانسجام الذي يجسم روح ولب الدينين الإسلامي والمسيحي وهدي النبيين العظيمين محمد وعيسى –عليهما السلام- الذين كرسا حياتهما لنشر السلام والمحبة بين الناس.

          إن الكلمتين المتبادلتين بين البابا فرنسيس والشيخ أحمد الطيب خريطة طريق للمؤمنين مسلمين ومسيحيين بضرورة الاحترام المتبادل والتعاون على الخير والوقوف صفا واحدا مترابصا في وجه من يستعملون الدين لترويع الآمنين وسفك دماء الأبرياء وإذكاء روح الكراهية والتعصب.

          إن زيارة البابا فرنسيس إلى مصر الأزهر مصر الإسلام والمسيحية القبطية بكل ما تضمنته من لقاءات رسمية وعلمية وروحية سفهت من راهنوا على إلغائها بعد ما عاشته مصر من أحداث أليمة في طنطا والإسكندرية كما أنها شهادة من أرفع قيادة دينية لدى المسيحيين ممثلة في البابا فرنسيس هذا الرجل العاقل والموضوعي والذي يأبى كل مرة إلا أن ينحاز إلى الحق ويرفض الخلط والذي يدفع إليه الكثيرون بين الإسلام والإرهاب كما يرفض حملات التخويف من الإسلام والمسلمين (الإسلامفوبيا)

         تأتي هذه الزياة دعما وسندا وتأييدا للمجهود الكبير الذي ما انفك يبذله بإخلاص وتجرد ومصداقية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على رأس هذه المؤسسة الدينية والعلمية العريقة في مراعاة لطبيعة ودقة ما يصدر عنه وعنها من مواقف وآراء.



 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.