حديث رمضان: الصوم مدرسة الصبر والتحمل

حديث رمضان: الصوم مدرسة الصبر والتحمل


ان اول ما يسعى رمضان الى تركيزه في نفس المؤمن هو التعود على الصبر والتحمل، هذه الفضيلة التي هي اساس كل خير ذلك ان نفس الانسان امارة بالسوء تواقة الى الملذات والمتع الرخيصة والشهوات الجامحة. والانسان اذا لم يهذب نفسه ولم يروضها ويعودها على التحمل فانه يصبح اسيرا لها عبدا لاهوائها يضعف وينهار امام اية صعوبة او شدة تعترضه لاجل ذلك زخر القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة بالدعوات الملحة الى الصبر والمصابرة والتحمل والتجلد والثبات ومدح الله عباده الصابرين ووعدهم بالجزاء الاوفر والثواب الاعظم في عشرات الايات التي تدعو المؤمن الى الصبر وتامره بالاقتداء بالمجتبين الاخيار من الرسل والانبياء عليهم الصلاة والسلام الذين ضربوا اروع الامثلة في التحمل والصبر خصوصا اولوا العزم منهم (نوح وابراهيم وموسى وعيسى وخاتمهم محمد عليهم السلام) (فاصبروا كما صبر اولوا العزم من الرسل) اولئك الذين نالهم ما نالهم من الاذى والمكر والكيد والتكذيب والاعراض فما وهنوا وما استكانوا بل ثبتوا واحتسبوا كل ما نالهم عند الله الذي بارك سعيهم ورعاهم وحفظهم وكان بجانبهم في كل ضيق وشدة صبر سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصابر ورابط وتحمل كل اذى فما ضعف وما حقد ولا دعا على خصومه واعدائه انما دعا لهم بالهداية والرشاد (اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون) وتوجه الى ربه بالضراعة التي ختمها بالتسليم (ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي) لقد امر الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر واعين عليه (اصبر وما صبرك الا بالله) * ان نتيجة الصبر والمصابرة والمرابطة وتقوى الله هي الفلاح والصلاح في العاجل والآجل. ولا نجاح ولا فلاح في هذه الحياة وفي الحياة الاخرى الا لعباد الله المؤمنين الذين يؤمنون بالله ويعملون بمقتضى ما يؤمنون به فيتسابقون في الخيرات ويتنافسون في عمل الصالحات، فهم يتواصون فيما بينهم بالحق فيعتصمون به ولا يزيغون عنه ويتواصون بالصبر فلا يضعفون ولا ينكصون على اعقابهم انهم في منجاة من الخسران (والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتوصوا بالحق وتواصوا بالصبر) ان الله تبارك وتعالى ندب المسلم الى الاستعانة على مصاعب الحياة وهمومها وعلى رغبات النفس وشهواتها بالصبر والصلاة وهما انجع الوسائل التي تتحقق بها للمؤمن الراحة النفسية وطمانينة القلب والسعادة الاجلة ورمضان يعود المسلم على الصبر (اذ الصوم نصف الصبر والصبر نصف الايمان) عندما يلزم الله عباده المسلمين بالانقطاع من طلوع الفجر الى غروب الشمس طيلة شهر كامل عن شهوات البطن والفرج انما يدخلهم الى تربص اجباري سنوي يخرجون منه متحكمين في انفسهم واهوائهم ممتنعين عما يغضب الله من اكل وشرب امام الناس وفي غيبتهم وكل الشهوات فمهما حلت بالمسلمين بعد ذلك من مصاعب الحياة واتعابها فستجدهم مستعدين للتحمل مكتفين بما يسد الرمق غير متهالكين على حطام الدنيا بل ياخذونها بعزة نفس وانفة وقناعة وبدون تهالك عليها. الصباح 9 ماي 1987



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.