جمعية الدعوة الإسلامية العالمية :جهود وانجازات وتطلعات

جمعية الدعوة الإسلامية العالمية :جهود وانجازات وتطلعات


انعقد في شهر سبتمبر 1990 المؤتمر الرابع للدعوة الإسلامية بدعوة من جمعية الدعوة الإسلامية العالمية التي تتخذ من مدينة طرابلس عاصمة الجماهيرية العربية الليبية مقرا لها. وقد عقد هذا المؤتمر تحت شعار: “الدعوة الإسلامية وآفاق المستقبل”. ويأتي هذا المؤتمر إحياء للذكرى العشرين لإنشاء الجمعية العالمية للدعوة الإسلامية التي تعتبر تجسيما لإحدى توصيات ومقررات المؤتمر الأول للدعوة الإسلامية الذي احتضنته ارض الجماهيرية العربية الليبية سنة 1970 وحضرته ثلة من كبار دعاة وعلماء العالم الإسلامي منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، نذكر منهم الأساتذة: محمود صبحي، احمد حسن الباقوري، مالك بن نبي، عبد الحليم محمود، احمد الشرباصي، عبد الله قنون، حسني جوزو، عبد القهار مذكر، عبد الكريم سايتو والحبيب المستاوي، احمد توتونجي، مطاع ادهمي، المهدي بن عبود، عمر بهاء الدين الأميري وغيرهم رحم الله من مات منهم. وقد اعتبر المؤتمر الأول للدعوة الإسلامية على ارض ليبيا سنة 1970 بادرة رائدة رحب بها كل المسلمين واثنوا عليها وتمنوا لما صدر عنها من توصيات ومقررات التجسيم والتنفيذ. وبعد عشرين سنة من انعقاد المؤتمر الأول وبعد تأسيس جمعية الدعوة الإسلامية العالمية نستطيع أن نعلن أن جزء من تلك المقررات التي وضعها أولئك العلماء الأعلام والدعاة الكبار قد أصبحت واقعا معيشا. فجمعية الدعوة الإسلامية العالمية هي اليوم في إحدى اكبر المنظمات الإسلامية العالمية المختصة التي يمتد نشاطها ليصل كل قارات الأرض وحيثما وجد مسلمون. ودعاة الجمعية العالمية للدعوة الإسلامية الذين ترسل بهم على نفقتها إلى مختلف أنحاء العالم تجاوزا السبعمائة داعية. والمراكز الثقافية الإسلامية التي أقامتها جمعية الدعوة العالمية في إفريقيا وآسيا وأروبا والأمريكتين بالعشرات. والقوافل المتكاملة التي تضم الشيخ والطبيب والممرض والفني تجوب الفيافي والصحاري والغابات تقدم المساعدات للمسلمين. والكتب الإسلامية بمختلف اللغات تطبع بعشرات الآلاف من النسخ لتوزع على المسلمين في العالمين فضلا عن طبعات المصحف بمختلف رواياته وعلى أشرطة مسموعة بالإضافة إلى الترجمات المتعددة لمعاني القرآن الكريم وباللغات العالمية والمحلية. وقد توالى انعقاد الندوات والملتقيات والمؤتمرات على المستوى الإقليمي وعلى المستوى القاري وعلى المستوى العالمي في مختلف القضايا التي تشغل بال المسلمين والعاملين في الحقل الإسلامي. بالإضافة إلى كليات الدعوة في طرابلس وبيروت ودمشق وباكستان وانقلترا لتخريج الدعاة إلى الله. تلك هي بعض مبادرات ومجالات عمل جمعية الدعوة الإسلامية العالمية التي يشرف على أمانتها العامة الدكتور محمد احمد الشريف وتساعده ثلة من خيرة أبناء ليبيا في عمل دائب من اجل النهوض بالدعوة الإسلامية وفق أحدث الأساليب وأكثرها تطورا وذلك في مواجهة الحملات الصليبية والصهيونية التي يتعرض لها المسلمون في العالم. جاء المؤتمر الرابع للدعوة الإسلامية لتقويم عمل الجمعية في العشرين سنة الماضية ووضع إستراتيجية مستقبلية. ومن هنا لم يكن هذا المؤتمر عاديا فقد حضره ما لا يقل على أربعمائة وخمسين مشاركا من مختلف القارات (أفريقا-آسيا-أروبا-الأمريكيتين واستراليا) اغلبهم من رؤساء الجمعيات والمنظمات الإسلامية وشيوخ الطرق الصوفية ومديري المدارس والكليات والمعاهد العليا الإسلامية كما حضره عدد من وزراء الشؤون الدينية والتوجيه والثقافة والتربية والمسؤولون عن كبريات المنظمات الإسلامية: الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي والأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي والمدير العام للمنظمة العربية للثقافة والعلوم والتربية وممثل المدير العام لليونسكو. وغيرهم من كبار الشخصيات الإسلامية. تونس حاضرة في التأسيس وفي الذكرى العشرين: وقد كانت تونس حاضرة في هذا المؤتمر العالمي الرابع للدعوة الإسلامية ومن حسن الصدف وهذا ما لاحظه الأمين العام للجمعية أن تكون حاضرة في مؤتمر التأسيس ومؤتمر الذكرى العشرين مؤتمر التقويم ووضع الإستراتيجية المستقبلية. و الهيئات الدينية في تونس تستطيع أن تساهم برصيدها العلمي والتاريخي ورجالاتها وخريجيها في خدمة الإسلام والمسلمين سواء كان ذلك باستقبال طلاب من مختلف بلاد العالم الإسلامي والأقليات الإسلامية أو بالمشاركة فيما يعقد وينظم من ندوات وملتقيات ومؤتمرات ودورات تدريبية وقوافل للدعوة الإسلامية. أو فيما يمكن أن يعد من بحوث ودراسات ومؤلفات بالعربية أو باللغات الأجنبية خدمة للإسلام والمسلمين في كل مكان . وكان الترحيب بهذه المقترحات والتجاوب معها كبيرا من طرف كل الحاضرين وإنها لثقة غالية في تونس وانه لرصيد ثمين يجدر بنا أن لا نضيعه وان تحقيق هذه الأماني يمكن انجازه ولو بالتدريج وبالتعاون مع الأشقاء ومع المنظمات الإسلامية العالية وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية على رأسها. دعوة إلى التنسيق وتكتيل الجهود ومتابعة ورصد ما يدبر ضد المسلمين وعندما تناولت الكلمة في مناسبتين أخريين أكدت على ضرورة التنسيق بين الجهود وتفادي التكرار والازدواج ودعوت إلى ضرورة الاستفادة من الطاقات المادية والبشرية المتوفرة لدينا فالدعوة الإسلامية هي رسالة كل المسلمين فلا بد من التنسيق وقدمت نماذج على الطاقات المهدورة والأعمال المكرورة والأوقات المضاعة. ولفت الانتباه إلى الاستعداد الكبير الموجود عند الكثير من أبناء امتنا الإسلامية للعطاء الفكري والعلمي بلغة العصر وأساليبه. ونبهت إلى ضرورة التنبه إلى ما يحاك ويدبر ضد الإسلام والمسلمين وفي غفلة منهم فأعداء المسلمين يرصدون الصغيرة والكبيرة مما يدور في بلاد الإسلام والهيآت والمنظمات الإسلامية لا تزال لا تعطي لجوانب المتابعة والرصد أهمية تذكر. كما أن الجهات المعادية للإسلام والمسلمين تطور أساليبها يوما بعد يوم سواء في أساليب الكيد والمكر بالإسلام والمسلمين والوقيعة بينهم أو أساليب الإغراء والتأثير ولأجل ذلك فان آفاق المستقبل تحتاج إلى تخطيط دقيق وعمل جاد ومخلص وطويل النفس فلا بد من التفكير في كل جوانب حياة الفرد والمجتمع الذي نريد أن ندعوه إلى الإسلام لا يكون إلا عبر الاهتمام بظروفه المادية والمعنوية ومن هنا فلا بد من بناء المدرسة ومركز التكوين والجامعة والمستشفى وحفر الآبار وتعبيد الطرقات وتعليم أبناء المسلمين ليس مبادئ دينهم الحنيف فقط بل وعلوم عصرهم حتى لا يعيشوا على هامش مجتمعاتهم عالة على غيرهم. تلك هي بعض المقترحات والآراء التي أبديتها وشاركت بها في المؤتمر الرابع للدعوة الإسلامية وقد وجدت صدى لدى المشاركين بمختلف جنسياتهم وبلدانهم ولغاتهم ولدى القائمين على تنظيم المؤتمر وتسييره وعلى رأسهم الدكتور محمد احمد الشريف أمين عام وجمعية الدعوة العالمية جازاهم الله خيرا جميعا وأجزل مثوبتهم.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.