الحمامات تحتض الجمع العلاوي السنوي في اوراش لترسيخ قيم الاخاء والتسامح والسلام
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
احتضنت مدينة الحمامات من 27 الى 31 من شهر ديسمبر 2019 فعاليات الجمع السنوي لجمعية العلاويية العالمية ومؤسسة جنة العارف احد اذرع الزاوية العلاوية (نسبة إلى الولي الصالح سيدي احمد العلاوي رضي الله عنه دفين مستغانم في الغرب الجزائري) وهذا الجمع السنوي العالمي تحتضنه تونس وجنوب المتوسط لاول مرة هذا العام.
فقد اعتاد أن ينعقد في إحدى الدول الاروبية كان السنة الماضية في اسبانيا جاء العلاويية مصحوبين باركان الطريقة وعلى راسهم شيخ الطريقةالشيخ خالد بن تونس واخوته السادة (مغنية ومراد وزين العابدين واسرة بن تونس) كما جاء مقدموالطريقة من مختلف انحاء العالم من الجزائر والمغرب ومصر والاردن وفلسطين ودول الخليج ومن البلدان الافريقية ومن مختلف مدن فرنسا وبقية البلدان الاروبية وامريكا وكند (والطريقة العلاوية اتباعها منتشرون في كل ارجاء العالم).
جاؤوا إلى تونس باعداد كبيرة (ما يناهز 500 مشارك) اغلبهم من الشباب والنساء من ابناء الاجيال الجديدة في اوروبا ومن المهتدين إلى الاسلام اجتذبتهم الطريقة العلاوية بفضل تطويرها وتنويعها لانشطتها لتشمل كل الميادين بخلفية روحية عميقة يعود الفضل فيها إلى الاثر الكبير لمؤسس الطريقة سيدي احمد العلاوي في الحياة الروحية الذي تجاوز حدود بلدان شمال افريقيا ليصل إلى اروبا وامريكا واسيا فقد تتلمذ عليه مفكرون غربيون كبار اهتدوا إلى الاسلام ونشروه بعمقه الروحي في اوساطهم وخصه الكثير منهم بابحاث ودراسات علمية.
يرجع الفضل إلى شيخ الطريقة العلاوية الحالي الشيخ خالد بن تونس في تنوع انشطة الطريقة العلاوية بما لديه من علاقات واسعة بمختلف الاوساط في الغرب وبما عرف به من تفتح ودعوة للتعايش والتسامح والسلام وقد استطاع وبجهود كبيرة بذلها على مختلف الاصعدة أن تصبح الجمعية العلاوية عضوا في هيئات الامم المتحدة وطرفا في تنفيذ مختلف الانشطة واستصدرت الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا بتخصيص يوم عالمي للعيش المشترك بسلام هو يوم 16 من شهر ماي من كل عام.
واحتضنت منظمة اليونسكو قبل سنوات قليلة ماوية سيدي احمد العلاوي (وكان لي شرف الحضور والمشاركة في الندوة التي اقيمت بهذه المناسبة) كما شاركت في ماوية الطريقة العلاوية في مستغانم وبعدها اعلنت الطريقة العلاوية عن اطلاق جائزة الامير عبد القادر في احتفال كبير شاركت فيه شخصيات عالمية كبرى وللجمعية انشطة كثيرة واصدارات عديدة ومواكبة لما يشهده العالم من احداث كبرى تتهدد الانسانية جمعاء تقدم الجمعية العلاوية العالمية برئاسة شيخها خالد بن تونس رؤية تستند إلى خلفية روحية تستمدها من تراث العلاوية وشيخها سيدي احمد العلاوي اساس هذه الرؤية التي تلقى قبولا كبيرا خصوصا في اساط الشباب والمراة على المحبة والاخاء والتسامح ونشر السلام وتحميل الفرد والاسرة.
وكل الاطراف الفاعلة مسؤولية القيام بدورها جميع لينتشر السلام في كل ارجاء المعمورة ولتجنيب الانسانية مخاطر الارهاب والحروب المدمرة هذه المعاني هي التي تدارسها هؤلاء الشباب (حوالي500 شاب من ذوي المستويات الرفيعة) في اوراش متعددة احتضنتها قاعات احد النزل في مدينة الحمامات تخللتها زيارات ميدانية إلى معالم مدينة تونس وضواحيها (سيدي بوسعيد وسيدي ابي الحسن الشاذلي وجامع الزيتونة) وانتظمت على هامش ذلك كله امسيات روحية (تلاوة الورد العلاوي وما يصحبه من ادعية وضراعات).
وكان لي شرف حضور بعضها والقاء كلمة من وحي هذا الجمع المبارك الطيب الذي هو رحمة وسلام لهذه الربوع التونسية التي تشرفت بزيارة مؤسس الطريقة سيدي احمد العلاوي وبان تتلمذ على شيوخها الشيخ عدة بن تونس وبان كان احد شيوخ الزيتونة الشيخ محمد المداني ( شيخ الطريقة المدنية بتونس) احد تلاميذ الشيخ احمد العلاوي وها هو الجمع السنوي للسادة العلاوية ينعقد في تونس.
والحمد لله على ذلك كانت الليلة الختامية للجمع العلاوي مليئة بالانوار والبركات فقد اشتملت على الورد العلاوي وانشاد جماعي ردده المشاركون الذين اكتضت بهم القاعة والذين استمعواإلى كلمة توجيهية اعاد فيها الشيخ خالد بن تونس تذكير الحاضرين بما ينبغي أن يكون عليه المسلم في حياته من دعوة بالحال وبالسيرة والسلوك الى الرحمة والمحبة والاخاء للجميع والتوخي لطريق السلم والامان للجميع موجها كلامه بالخصوص الى الشباب والمراة ومختتما كلمته بالتوجه إلى الله العلي القدير بالدعاء للجميع ولتونس واهلها متمنيا لها ولكل شعوب العالم كل الخير بمناسبة العام الجديد وكانت الفقرة الاخير ة لهذه الليلة المباركة انشادا تعالت به اصوات فتيات العلاوية باللغتين العربية والامازيغية تضمن ضراعات ودعوات مؤثرة امن عليها الحاضرون وتبادلوا على اثرها التهاني وودعو ا بعضهم البعض على امل اللقاء في مناسبات اخرى.