عودة الأمور الى نصابها في جامع الزيتونة: خطوة باركها الجميع

عودة الأمور الى نصابها في جامع الزيتونة: خطوة باركها الجميع


لا شك ان كل من تابعوا ما عاشه جامع الزيتونة الأعظم منذ ان وقع اقتحامه وافتكاكه ممن ظلوا لأزمنة طويلة يتولون القيام عليه: إمامة وخطابة وعمارة من آل البيت الأطهار من عائلتي الشريف ومحسن الأبرار قد ارتاحوا الى عودة الأمور الى مجراها في هذا المعلم الرمز، جامع الزيتونة المعمور الذي ظل يلحق في المخيال العربي الاسلامي وليس فقط التونسي بالمساجد الثلاثة: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى عجّل الله بخلاصه وكيف لا وجامع الزيتونة ظل يلقب بكعبة الشمال الافريقي العلمية والذي امتد السند العلمي فيه من علي بن زياد تلميذ الإمام مالك الى سماحة الشيخ الإمام محمد الطاهر بن عاشور والارتياح الذي شعر به الجميع يعود الى رد الاعتبار للسادة الأشراف الذين أوذوا وأنزلوا من المنبر الذي توارثوا الخطابة عليه وقد تشرف بالائتمام بهم العلماء الأعلام من شيوخ الزيتونة تبركا وتعلقا ومحبة لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي قال الله على لسانه في كتابه العزيز ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وكيف لا يتعلق التونسيون بكل فئاتهم بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا؟ فهم البركة وهم الأمان للأمة ولتونس وأهلها • وعودتهم اليوم الى موقعهم في جامع الزيتونة هو إصلاح لخطأ ارتكب في حقهم ومظلمة تسلطت عليهم والإعلان من طرف وزارة الشؤون الدينية عن تسمية الشيخ محمد الشريف إماما أولا لجامع الزيتونة وما سيتبعه من إجراءات أخرى (تسمية بقية الأئمة الأشراف في خططهم في الجامع) سيجعل كل ذلك من جامع الزيتونة يعود الى القيام بالدور الديني الأساسي من صلوات خمس وتراويح فضلا عن الجمعة والعيدين ودولة القرآن في الصباح والمساء وقراءة الصحاح (البخاري ومسلم...) والشفا والتي يرتفع نسقها حثيثا في الأشهر المباركة المقبلة علينا (رجب وشعبان ورمضان) والتي ظل جامع الزيتونة في كل العهود يستعد لها أكبر وأجمل استعداد، ومن منا من لا يشده الحنين الى جامع الزيتونة وما يدور فيه، يغشى مجالسه الروحية الزكية ويتزود منها بخير زاد؟ ! • إنها مجالس تحفها الملائكة وتغشاها السكينة، يستوي في هذا الارتياد والسعي الى جامع الزيتونة (الجامع العتيق) الخاص والعام: علماء وولاة أمور ونخبا ثقافية وفكرية وفئات شعبية ذكورا وإناثا من تونس وخارجها • ذلك هو جامعنا الأعظم رمز خصوصيتنا السنية الأشعرية المالكية الجنيدية التي جعلت من التونسيين مضرب المثال في التجانس والانسجام والوسطية والاعتدال والتسامح • لقد سر كل التونسيين إلا من أبى لعودة الأمور الى نصابها في جامع الزيتونة وعودة الحقوق الى أصحابها السادة الشيوخ الأشراف من آل الشريف وآل محسن والحمد لله فلا تزال منهم بقية باقية ترى في وجوههم أنوار النبوة وفي سيرتهم شمائل جدهم المصطفى عليه الصلاة والسلام • أما ما وقع الخلط فيه تعسفا مما يتعلق بالرسالة العلمية لجامع الزيتونة فذلك ما يحتاج الى النظر فيه من كل جوانبه القانونية التشريعية والعلمية الأكاديمية من طرف كل من له صلة بذلك أفرادا وهيئات ومجموعة وطنية، والمسـألة ليست باليسر والسهولة حتى يدعيها من هب ودب وما وقع في الفترة الماضية أصدق دليل على ما نقول • نعم لإعادة التعليم الزيتوني ولكن وفق تصور يحافظ على الخصائص والثوابت ويواكب المستجدات ويتكامل ولا يتضارب مع المنظومة التربوية الوطنية • نعم لإعادة التعليم الزيتوني الذي يكمل الجامعة الزيتونية بمعاهدها العليا • نعم لإعادة التعليم الزيتوني الذي يدعم جهود وزارة الشؤون الدينية في الوعظ والإرشاد والتثقيف الديني في المساجد والجوامع وعلى مختلف منابر التوجيه • نعم لإعادة التعليم الزيتوني الذي يتلقى فيه كل أفراد شعبنا المعلوم من الدين بالضرورة الذي تزول به الأمية الدينية والتي كانت ولا تزال تربة خصبة للتعصب والتزمت والتطرف والإرهاب • عودة الأمور الى نصابها في جامع الزيتونة في دوره الديني هي البداية لتحقيق هذه الآمال التي يتوق اليها كل التونسيون إلا من أبى

الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.