رجلان تفانيا في خدمة افريقيا وشعوبها(3) عبد الرحمان السميط رحمه الله ومحمد احمد الشريف

رجلان تفانيا في خدمة افريقيا وشعوبها(3) عبد الرحمان السميط رحمه الله ومحمد احمد الشريف


لا يمكن الحديث عن الاسلام والعربية في افريقيا دون التعريف ولو باختصار بأعمال رجلين من رجالات العمل الاسلامي في افريقيا يحفظ لهما الافارقة في مختلف أرجائها أياديهما البيضاء وعملهما العلمي العملي المنهجي الذي بدت ثمرته جلية ونتائجه الايجابية على أوضاع المسلمين في افريقيا. أما الأول فهو الدكتور عبد الرحمان حمود السميط رحمه الله الذي انتقل الى جوار ربّه بعد عمر قضاه في خدمة المسلمين في افريقيا، إنه طبيب كويتي مختص تخرج من كبريات الجامعات الغربية وأحرز على أرفع الشهادات العلمية باشر مهنة الطب من سنة 1974 الى 1984 ثم تفرغ بعد ذلك للعمل الخيري وأسس لجنة مسلمي افريقيا (جمعية العون المباشر) له عديد الابحاث في اختصاصه الطبي وحول الدعوة الاسلامية في افريقيا التي زار كل بلدانها وأقام في قراها ومداشرها ومدنها الفترات الطويلة الى أن استقر هو واسرته في بلاد مدغشقر مؤثرا أن يكون قريبا من عباد الله الفقراء والضعفاء وفاقدي السند يقدم لهم بنفسه الخدمات الاجتماعية والطبية والمساعدات الغذائية ويشرف على بناء المساجد والمدارس ومراكز التكوين والتأهيل والتدريب ويحفر لهم آبار الماء الصالح للشراب. فاقت طيلة السنوات انجازاته في حقل العمل الخيري في بلاد افريقيا المئات بل الآلاف استفادت منها كل الفئات وأسس اذاعات القرآن الكريم وأصدر عديد النشرات والمجلات المزدانة بأجمل صور الطبيعة من أودية وبحيرات وحيوانات ونباتات وأجساد بشرية مختلف الملامح (تبارك الله أحسن الخالقين). اعتنق الاسلام على يدي الدكتور عبد الرحمان السميط خلق كثير يعدون بالآلاف واجمعت على حبّه والثناء عليه قلوب الافارقة الذين بكوه بحرارة وحزن شديدين وهم الذين احتضنهم ورعاهم فعالج مرضاهم وأطعم الجياع منهم ووفّر للطلبة المنح الدراسية وكان سببا في أداء العديد منهم مناسك الحج الى بيت الله الحرام. مثل الدكتور عبد الرحمان حمود السميط رحمه الله وجه دولة وشعب الكويت الخيري خرجت يوم وفاته لتوديعه كل الفئات من أبناء الكويت: أميرا وحكومة وأعضاء ومجلس الأمة والوجهاء وعامة أفراد الشعب ترحموا عليه وتذاكروا خصاله وأفضاله وتقبّلوا تعازي كل من عرفه ومن استفاد من مشاريعه الخيرية وأعماله الميدانية لقد أجمعوا على فضله وأنه نسيج وحده قبل أن يجود الزمان بمثله (وألسنة الخلق أقلام الباري) وقد تهيأ لي أن أجتمع ذات مرة بالدكتور محمود السميط رحمه الله وكان ذلك بمناسبة انعقاد إحدى دورات مجمع الفقه الاسلامي الدولي بمدينة الرياض فلم تزدني ما تلت هذا اللقاء من سنوات الا تقديرا واحتراما وإكبارا له فالرجل صاحب رؤية وصاحب مشروع واضح المعالم لم يلبث أن أصبح صرحا شامخا راسخا تابع تشييده بعزيمة وإخلاص الى آخر حياته فجازاه الله عن افريقيا وشعوبها والأمة ودينها خير الجزاء انه سبحانه وتعالى سميع مجيب. أما الثاني فهو الدكتور محمد أحمد الشريف لطف الله به وعافاه أمين عام جمعية الدعوة الاسلامية العالمية لسنوات طويلة شهد فيها العمل الاسلامي في افريقيا على يديه انتشارا كبيرا حيث اتسعت مجالاته وميادينه لتشمل التعليم العربي الاسلامي بمختلف مراحله من الكتاتيب (المدارس القرآنية) الإعدادي والثانوي والجامعي من خلال كلية الدعوة في طرابلس وفروعها في افريقيا (دكار وباماكو ونيامي وكانوا وواڤادوڤو في غرب افريقيا وأخرى مثلها في افريقيا الشرقية). كما تبنت جمعية الدعوة مشروع ادخال اللغة العربية كلغة ثانية في مدارس بعض البلدان الافريقية فتكفلت بأجور المدرسين وطباعة الكتب الدراسية وافتتحت الجمعية مشروع احداث كليات للغة العربية في جامعات بعض البلدان الافريقية وموّلت مشروع كتابة اللغات الافريقية بالاحرف العربية بالتعاون مع منظمة الايسيسكو، وفي اطار الحفاظ على التراث والحضارة العربية الاسلامية في افريقيا خططت الجمعية لتأسيس وتأثيث متاحف تحفظ الهوية الافريقية من الحملات التغريبية. وتوجهت جمعية الدعوة الاسلامية صوب بقية مجالات وميادين حياة الشعوب الافريقية فشيّدت عديد المستشفيات الجامعية وجهّزتها بكل المستلزمات المادية والبشرية وذلك فضلا عن عشرات المراكز الصحية وأنشأت مراكز التكوين في الحرف والمهن للذكور والإناث وقدّمت المساعدات لاستصلاح الاراضي الفلاحية وحفرت آبار المياه وأجرت مياه الانهار التي ربطت بها بين مدن عديد البلدان الافريقية كل ذلك الى جانب الاعمال الخيرية المتمثلة في تقديم المساعدات الظرفية في الاعياد والمناسبات الدينية ونظمت جمعية الدعوة عديد الندوات والمؤتمرات والمسابقات القرآنية وقدّمت للفائزين الجوائز السخية. وبمساعدة من الجمعية انطلقت عديد الاذاعات المحلية تبث القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية ومختلف العلوم الاسلامية. وانجزت جمعية الدعوة الاسلامية كل ذلك بتوجيه ومتابعة شخصية من الاستاذ الدكتور محمد أحمد الشريف الذي ارتبط بعلاقات قوية مع كل مكوّنات البلدان الافريقية الشعبية والرسمية التي أجمعت على حبّ الرجل وتقديره واحترامه وأكبرت فيه ما أوتي من رؤية استراتيجية استشرافية تجمع ولا تفرّق وتنظر الى المستقبل وتستفيد من كل القدرات والطاقات من أجل خدمة الامة ودينها. لقد عمل الدكتور محمد أحمد الشريف على واجهات وفي ساحات متعددة وستظل افريقيا وشعوبها تحفظ لهذا الرجل الفذّ اياديه البيضاء وأعماله الهادفة الخالصة المتمثلة في تخريج أجيال من الافارقة يعدّون بالآلاف يحتلون اليوم أرفع المواقع في شتى مجالات الحياة يباشرونها بخبرة وحكمة وانسجام بين تعاليم دينهم السليمة الصحيحة وبين انتماءاتهم الوطنية، فهم ذوو تكوين متين متوازن معتدل ومتسامح وذلك كلّه نتيجة رؤية واضحة واستراتيجية وضعها الدكتور محمد أحمد الرشيف لجمعية الدعوة التي نجحت برامجها أيما نجاح في افريقيا بصفة خاصة وفي غير افريقيا في جنوب شرقي آسيا وفي اوروبا والامريكيتين. إن تجربة جمعية الدعوة الاسلامية باشراف الدكتور محمد أحمد الشريف أوسع من أن نستوفيها حقها من الاستعراض وحسبنا في هذه المناسبة مجرّد التلميح والاشارة الى بعض من انجازاته في افريقيا.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.