الى وزارة التجهيز وكل من يهمه الامر

الى وزارة التجهيز وكل من يهمه الامر


 

(الى وزارة التجهيز وكل من يهمه الامر) الا تستحق القيروان عاصمة الاسلام الاولى في افريقيا خمسين كيلومترا لكي تربط بالطريق السيارة   

كتب محمد صلاح الدين المستاوي

قادتني في نهاية الاسبوع مناسبة خا صة  للذهاب الى  القيروان حيث حضرت عقد قران الشاب ايمن حفيد المنعم الشيخ حسن الورغي رحمه الله   الذي ا نتظم في محراب جامع عقبة ذلك  المعلم الذي يخلد رسوخ  ابناء هذه الربوع في الاسلا م الذي تلقوه على ايدي الصحابة الكرام رضي الله عنهم منذ منتصف القرن الاول للهجرة اسلام الرحمة اسلام الاخوة اسلام الوسطية والاعتدال اسلام التمسك بالثوابت التي لاحياد عنها واسلام الاجتهاد والمواكبة لكل جديد مفيد به تظل امة الاسلام خير اخرجت  للناس

 ولقد ظلت اسهامات علماء القيروان( ابنائها وكل من شدوا الرحال اليها من كل الافاق البعيدة والقريبة) ظلت اسهامات علماء القيروان على مدى القرون الخوالى عنوانا  للعمق و ا لتميز والثراء الاجتهاد المواكب لواقع الحياة

 ولولا خشية الاطالة والاستطراد لا وردت للقارىء عشرات الاسماء لعلماء اعلام  كانوا نجوما في سماء القيروان والشمال الافريقي وما حولهما ليس فقط في العلوم الشرعية بل وفي كل العلوم الاخرى

كنت وانا اتنقل بين ارجاء جامع عقبة في قاعة الصلاة والصحن و الاروقة استحضر هذه المعاني التي لا تغيب عن مخيلة كل زائر للقيروان وجامعها وبقية معالمها وما اكثرها( مقام الصحابي ابي زمعة البلوي رضي الله عنه والامام سحنون وابن ابي زيد وغيرهم وغيرهم  دون نسيان معالم حضارية لاتزال الى اليوم ماثلة للعيان تدل  دلالة قطعية  على الرقي الحضاري الذي بلغته القيروان كعاصمة علمية وثقافية في زمن مبكريعود الى ما يزيد على الالف عام)

القيروان( وانا اعد نفسي مثل كل التونسيين من ابنائها نسبة علمية وروحية ) اشعر بالحسرة الشديدة عندما اراها وهي رصيد تونس الزاخر والتي لا تذكر في المحافل العلمية والفكرية الاقليمية والدولية الا مقترنة بها و بجامعها واعلامها    اشعر بذلك الشعور وانا اراها على ما هي عليه مما هو دون قيمتها واهميتها وخصوصية مدرستها(السنية الاشعرية المالكي الجنيدية)  وقد يقول قائل الم تشهد القيروان قبل سنوات احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية( وقد واكبت بقلمي هذه التظاهرة منذ الاعلان عنهاالى ان انتهت مختلف فعالياتها  دون ان يوجه الي ولو استدعاء للحضور وقد دعي لها من قالوا في تونس وشعبها ما قاله مالك في الخمر)

قد بقال لي الا  تشهد   القيروان سنويا انعقاد الندوة الاسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف التي ظلت مستمرة الى اليوم ومنذ اواخر ثمانينات القرن الماضي( وكان الاستاذ الطاهر بوسمة من ا لولاة الذين رعوا هذه الندوة  وشجعوا على اقامتها)

اقول ذلك صحيح ولكن القيروان تستحق اكثر من ذلك بكثير القيروان هي عاصمة الاسلام الاولى في كل شمال افريقيا وهي بذلك التميز والخصوصية ينبغي ان تظل على مدارالسنة ملتقى لاهل العلم والفكر والثقافة لاينتهي لقاء  الا  ليبدا اخر وجامعها لاينبغي ان يظل على ماهو عليه مكانا لاداء الصلوات فقط فذلك مايشترك فيه مع ما سواه من مساجد القيروان وغيرها من مساجد تونس

 لابد ان تكون لجامع عقبة خصوصية لماذا لاتقام فيه كراسي علمية ولوموسمية (كتلك التي بادر الى احداثها اشقاؤنا في المغرب  في جامع القرويين بمبادرة من وزارة الاوقاف) حيث يلقى علماء من تونس ومن الخارج دروسا علمية رفيعة المستوى في المسائل الدقيقة في العقيدة والفقه واصوله والمقاصد وفي اللغة وغيرها وتنقلها وسائل الاعلام المسموعة والمرئيةويعود للقيروان ولتونس اشعاعها

قد يقول لي قائل هذه احلام    ولكن على  الاقل  دعنا نسلي النفس بالاحلام حتى لانصاب بالاحباط من جراء مانرى  ومانسمع من غرائب في هذا الزمان

ولكي اعود الى عنوان هذه الورقةاقول ايعقل ان تتاخر وزارة التجهيز ونحن في سنة2018عن ربط القيروان بالطريق السريعة والمسافة حوالي 50كلم ولايخفى ما في ذلك من الفوائد الاقتصادية والسياحية والعلمية والثقافية والدينية فضلا عن السلامة المرورية



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.