العام الهجري الجديد

العام الهجري الجديد


 

العام الهجري الجديد ...قادم لايكاد يشعربه المسلمون

كتب محمد صلاح الدين المستاوي

 يوشك العام الهجري1439 ان يودعنا لنستقبل العام1440وهي محطة جديرة بالوقوف عندها للادلاء ببعض الخواطرالتي يوحي بها هذا الحدث الهام في التاريخ الاسلامي والذي وياللاسف الشديد لانكاد نرى له اثرا يذكر في حياة المسلمين الخاصة اوالعامة

فهو ليس اكثر من ورقة تطوى من الرزنامة  التي نسميها تلطيفا الرزنامة الادارية و هي في الحقيقة والواقع رزنامة مسيحية وما ذلك الا لان اصحابها هم الاعلون اي هم الفاعلون في مختلف المجالات والميادين

 وقس على  العام الهجري يوم الجمعة الذي هو عيد اسبوعي بالنسبة للمسلمين على الاقل  انه اليوم الذي تقام فيه صلاة الجمعة التي هي الصلاة الجامعة التي لايجوز للمسلم ان يؤديها على انفراد(اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع) فالدورة الاقتصادية العالمية اليوم مبنية على ان يوم الاحد هو العطلة  ويوم الاثنين هو بداية اسبوع العمل( والحمد لله ان علماءنا الاعلام في بعد نظر منهم قالوا انه يكره للمسلمين ان يتركو ا العمل يوم الجمعة  لما في ذلك من تشبه بغير المسلمين  الذين يتركون العمل يوم السبت والاحد )

 فلايوجد في الاسلام يوم يكره فيه العمل. كل ايام المسلم هي ايام عمل وانما يحرم العمل في تلك الفترة القصيرة التي يسعى فيها المسلم الى صلاة الجمعة(فاسعوا الى ذكر البيع)'(فاذا قضيت الصلاة فانتشروا  في الارض وابتغوا من فضل الله)

المسلمون  اليوم ايام عطلتهم هي الجمعة بالنسبة للكثير منهم يضاف اليه يوم  السبت ويوم الاحد لارتباطهم بغيرهم في كل شؤونهم وهكذا يكون اسبوع العمل الفعلي بالنسبة  اليهم هذا ان عملوا اربعة ايام فقط

ان دين الاسلام الذي يجعل من العمل عبادة يتقرب بها الى الله اين منه المسلمون الذين اصبحت حياتهم كلها عطلا واسترخاء واستجماما كما لوان هذه الحياة مديدة طويلة في حين ان ساعاتها وايامها واشهرها وسنواتها يراها الجادون المتمثلون احسن تمثل لقيم الاسلام الصحيحة بانها قصيرة وسريعة وغير كافية لتحقيق طموحات اصحاب العزائم والارادات القوية التي يصدق فيها وعليها الاثر القائل( لوتعلقت همة المرء بما وراء العرش لناله)

 لم يبق اليوم في حياة المسلمين من راس السنة الهجرية الا انه يوم عطلة وتذكرهم بذلك بلاغات هيئات الافتاء مصحوبة باعلام بحلول موعد اخراج زكاة اموالهم  اذا بلغت النصاب و الامر متروك لهممهم ان شاؤوا زكوا وان شاؤوا لم يزكوا فحسابهم على الله وفي ذلك مالايخفى  من تكريس لازدواجية لايزال يعاني منها المسلمون مع ان الاية الامرة باداء الزكاة تدعو ولي الامر( خذ من اموالهم صدقة بمعنى -الزكاة -)الى اخذها بالزام ممن تجب عليهم لصرفها في مصارفها الثمانية والتي منها مصرف (في سبيل الله)

 وكم كان فقهاء تونس من علماء الزيتونة الاعلام مستنيرين عندما افتوا على اثر الاستقلال بانه يجوز صرف الزكاة الى خزينة الدولة ليصرف منها على تسليح جيشنا الوطني للحفاظ على استقلال بلادنا

 السنا اليوم في حاجة ماسة الى مثل هذه الفتاوى المستنيرة من شيوخنا وفقهائنا وفي صدور مثل ذلك   هذه الفتاوى المستنيرة  عنهم خدمة واية خدمة للوطن وللشعب وفي صدور مثل هذه الفتاوي ضمان لصرف اموال الزكاة في الوجه الذي لاغبار عليه

ماذا بقي اليوم من راس السنة الهجرية  سوى ما يمكن  ا ن يذكر به الائمة في خطبهم يوم الجمعة وكم عسى ان يكون عدد من يحضرونها ومن يستوعبون دروسها وعبرها وماسبقها ولحقها من احداث

ماذا بقي اليوم من راس السنة الهجرية سوى بعض الحصص اليتيمة القصيرة التي تبثها بعض الاذاعات والتلفزات

ماذا بقي اليوم  من راس السنة الهجرية حتى على ا لمستوى الاحتفالي في الاسرة  وفي المجتمع من مظاهر الاحتفال التي لايخفى اثرها على مختلف الاصعدة بما فيها الجانب الاقتصادي مقارنة بما يعيشه الجميع افرادا واسرا ومجتمعا عندما يقترب موعد راس السنة الميلادية- معذرة اردت  راس السنة الادارية نسيت التلطيف-

اما عن بلدياتنا بهيئاتها المنتخبة الجديدة فهي لم تشعر بعد بقرب حلول العام الهجري الجديد1440

واستسمح القارىء ان لم اقف عند احداث الهجرة ودروسها فلذلك حديث اخر ان شاء الله تعالى

 
 
 
 
 
 


الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.